تحذير فرنسي.. الإخوان يسعون لإقامة خلافة في أوروبا «بتلك الوسيلة»
صحوة ضد ما يُعرف بـ"تيارات الإسلام"، هكذا يبدو حال فرنسا، في مواجهة أفكار هذه التنظيمات لا سيما الإخوان.
وقد عقد، قبل يومين، مؤتمر بإحدى مدن فرنسا حول جماعة الإخوان وأهدافها، أكد خلاله المشاركون أنها تعمل على إقامة "خلافة في أوروبا" باستخدام القوى الناعمة وليس بالإرهاب.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر، في وقت تفتح فيه باريس تحقيقا في نشاط تنظيم الإخوان على أراضيها، وسط الاتهامات التي تلاحقها بالعمل على تقويض مبادئ الجمهورية ونشر الفكر المتطرف.
خلافة أوروبية؟
وقد سلّط أحد الخبراء في شؤون الإسلام السياسي الضوء على المخاطر التي يشكلها التنظيم على أوروبا من خلال تركيزه على الأساليب القانونية بدلا من الأساليب "الإرهابية"، وفق موقع يوروبيان كونسيرفاتيف.
وقال الدكتور لورنزو فيدينو خلال المؤتمر، إن جماعة الإخوان هي "شبكة اجتماعية"، توحدها روابط أيديولوجية واقتصادية، وتتلقى تمويلا كبيرا من بعض الدول، وترغب في إقامة "خلافة عالمية".
وذكرت صحيفة لو جورنال دو ديمانش الفرنسية كيف أن المؤتمر الذي نظمته جمعية الدفاع عن الجمهورية جمع مجموعة واسعة من خبراء الإسلام السياسي في بلدة سان أوين سور سين الفرنسية، وجميعهم اتفقوا على أن تنظيم الإخوان يسعى لإقامة خلافة في أوروبا عبر القوى الناعمة.
ووفقا لمنظم الحدث البروفيسور ديدييه لومير، يتيح المؤتمر فهم رؤية واستراتيجيات أولئك الذين يسعون إلى فكرة الخلافة العالمية وغزو الدول بها، باستراتيجيات تتكيف مع كل سياق وطني.
بدورها، قالت فلورنس بيرجود بلاكلر، الأكاديمية التي تلقت تهديدات بالقتل بسبب بحثها حول نمو الإخوان، إن الجماعة أقلمت أدواتها مع طبيعة المجتمعات الأوروبية لتحقيق أفكارها.
تحركات فرنسية
وأشار موقع يوروبيان كونسيرفاتيف إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلف، مؤخرا، بإعداد تقرير حول الإسلام السياسي والإخوان المسلمين لمناقشته في الخريف.
وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين إنه يريد "القتال ضد جماعة الإخوان"، لأنه على الرغم من أنها لا تستخدم الإرهاب (يقصد في أوروبا)، فإنها تستخدم أساليب أكثر ليونة، وتعمل بفاعلية من أجل تحويل جميع شرائح المجتمع تدريجيا إلى أفكارها عن الشريعة الإسلامية.
ومنذ عام 2019، زاد عدد أعضاء الإخوان في فرنسا من 50 ألفا إلى 100 ألف عضو، والدليل على تغلغلها في الحياة الفرنسية واضح في كثير من مناحي الحياة بالمجتمع الفرنسي، وفق الموقع.
واخترقت جماعة الإخوان كثيرا من المؤسسات الأوروبية الرئيسية، على سبيل المثال، تلقى منتدى المنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية الأوروبية، وهي مجموعة لها علاقات قوية مع التنظيم، تمويلا من المفوضية الأوروبية، وتم الترحيب بأعضائها في البرلمان الأوروبي.
وقد أثار هذا الوضع استياء الرأي العام الأوروبي، والمشرعين المحافظين، كما مُنحت منظمة غير حكومية أخرى لها صلات بالإخوان، وهي الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية، منصة في البرلمان الأوروبي.