شباب فرنسا المسلم والإخوان.. هل يتحول المتعاطفون لوقود تجنيد؟
شباب فرنسا المسلم يبدي انجذابا لأكثر أشكال الدين تشددا، وتعاطفا مع الإخوان، في تحول يهدد بتحويل البلد الأوروبي لقاعدة تجنيد محتملة.
جاء ذلك وفق استطلاع أجراه معهد "إيفوب" لدراسات الرأي العام في فرنسا، كشف أن 23% من الشباب المسلم في فرنسا يظهرون تعاطفًا مع جماعة الإخوان.
وأظهر الاستطلاع الذي نشره المعهد، الثلاثاء، على موقعه الإلكتروني واطلعت عليه "العين الإخبارية"، أن أبناء المسلمين المولودين في فرنسا يميلون أكثر إلى التعاطف مع الإسلام السياسي مقارنة بأبناء من أصول شمال أفريقية (51% مقابل 32%).
بينما يبدو الفرنسيون المولودون فرنسيين أكثر تأييدًا للإخوان مقارنة بالمكتسبين للجنسية (35% مقابل 18%).
وبحسب مجلة "لوبوان" الفرنسية، فإن الاستطلاع يقدم مؤشرات غنية حول العلاقة بين المسلمين الفرنسيين والإسلام السياسي.
ورغم أن المسلمين يظلون أقلية ضئيلة في فرنسا، فإنهم أصبحوا أكثر تمسكًا بالممارسات الدينية، وفقًا لأحدث استطلاع أجرته مؤسسة "أيفوب"، فيما تساءلت المجلة عن احتمال أن يؤدي هذا إلى تزايد الإرهاب في فرنسا؟.
والاستطلاع الذي أجري لمجلة "إكران دو فاي"، اعتبر أن فرنسا لا تشهد "أسلمة الدولة"، بل تشهد "إعادة أسلمة المسلمين" بالمجتمع، في إشارة إلى الإسلام السياسي بفرنسا.
قاعدة تجنيد محتملة
أوضح الاستطلاع أن 33% من المسلمين المقيمين في فرنسا، سواء كانوا فرنسيين أو أجانب، يشعرون بالتعاطف مع إحدى الحركات الإسلامية.
وتصل النسبة بين الشباب إلى 42%. أما بالنسبة للتطرف العنيف (الإرهابية)، فإن 3% فقط من هؤلاء الـ7% يظهرون تعاطفًا معها، أي ما يعادل 0.21% من إجمالي السكان الفرنسيين.
ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن هذه النسبة تعكس قاعدة محتملة للتجنيد تصل إلى أكثر من 142 ألف شخص، بينما يرفض نحو ثلث المسلمين الفرنسيين أي توجه نحو الإخوان (37% وفق مقياس من 1 إلى 10).
ووفقاً للدراسة، فإنه، وفقاً لمعيار الجنس، فإن النساء أكثر قليلًا من الرجال في التعاطف مع أي حركة إسلامية (34% مقابل 32%).
أما بالنسبة للمرحلة العمرية، فقد كشفت الدراسة أن الشباب بين 15 و24 عامًا أكثر عرضة للتعاطف مع الإخوان مقارنة بالمتقدمين في العمر، مثل الخمسينيين (32% مقابل 16%).
ولفتت الدراسة إلى تأثير أصل الأب على ميول الشباب، موضحة أن وجود أب مولود في الشرق الأوسط يقلل من التعاطف مع الإخوان إلى 14% مقارنة بـ34% لدى من ولد والدهم في فرنسا.
وبالنسبة للمستوى التعليمي والنجاح الاجتماعي، فقط كشفت الدراسة أن 22% من أصحاب المناصب العليا والمتوسطة يؤيدون بعض المواقف الإسلامية، مقابل 42% من العمال.
الملف النموذجي للشخص المقاوم للتطرف
وفق الدراسة، فإن المسلم الأكثر مقاومة للخطاب الإسلامي المتشدد هو رجل بالغ، متعلم، ووالده مولود في المغرب العربي أو الشرق الشرق الأوسط. أما العكس، فهو فتاة شابة، موظفة، مولودة فرنسية من والدين مسلمين أو متحوّلة إلى الإسلام.
تأثير مكان الإقامة
يبدو أن المسلمين في "المدن المعزولة" أقل تطرفًا من أولئك في المدن الكبيرة أو الضواحي، ومع ذلك، فإن نسب التعاطف مع الإسلام السياسي متقاربة في المناطق الحضرية الكبرى والريفية، ما يشير إلى أن العيش في الخارج لا يعني بالضرورة الاعتدال الديني.
منهجية الاستطلاع
أجري الاستطلاع عبر الهاتف بين 8 أغسطس/آب و2 سبتمبر/ أيلول 2025 على عينة من 1005 أشخاص من الديانة الإسلامية، مستخرجة من عينة وطنية تمثيلية تضم 14,244 شخصًا فوق سن 15 عامًا يقيمون في فرنسا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز