هكذا خطط إخوان مصر لإفشال ثورة 30 يونيو
لحظة إدراكهم أن الشعب قد استفاق من مخدراتهم الفكرية، وأيقن أن اختياره لهم كان خطأ يجب تصحيحه، حاول تنظيم الإخوان الإرهابي، إفشال ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، بكل الوسائل.
إلا أنهم كما فشلوا في إثبات أي كفاءة في إدارة الدولة المصرية في العام الذي تولوا فيه زمام الحكم، كان الفشل -كذلك- حليفهم، في التأثير على الثورة الشعبية التي اندلعت في ربوع البلد الأفريقي، رافعة شعار "اقتلاع الإخوان من الجذور".
وضع أيقنه الإخوان جيدًا، إلا أنهم رفضوا الاعتراف به؛ فاستعانوا بقوى إقليمية ومحلية؛ لإجهاض الحراك الشعبي، لكن الإرادة المصرية، حطمت القيود، وثارت على مخططات التنظيم الإرهابي، التي لا تعترف بحدود الأوطان أوطانًا.
أصوات تعالت في شكل مظاهرات سلمية، كانت خير دليل على حالة الغليان الشعبي والرفض لسياسات الإخوان، مما أكد أن حالة من الصدام قادمة لا محالة؛ كون التنظيم الإرهابي وقياداته، الذين وصلوا إلى الحكم في غفلة من الزمن، لن يتنازلوا عن تلك المكاسب التي حصدوها.
الإرهاب طريق الإخوان
مقدمات أفضت إلى ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 والتي كانت معلومة التاريخ، والأهداف؛ مما جعل تنظيم الإخوان يستعد لها جيدًا؛ خاصة بعد أن رأى جحافل المصريين الذين تدفقوا على الميادين من كل حدب وصوب، بدءا من الثامن والعشرين من يونيو/حزيران 2013.
إلا أن استعداد تنظيم الإخوان، لم يكن بالخطب الحماسية المضادة، ولا بالمناورة السياسية الحكيمة، أو المواءمات الحزبية، بل كان إشهار السلاح، والوعيد، والترهيب، طريقًا اختاره التنظيم الإرهابي، لإسكات صوت الثائرين في الميادين.
سلاح كشف عن إرهاب تمكن من "الإخوان"، وبات بمثابة الأيديولوجية الوجودية لذلك التنظيم؛ فرغم كونه في الحكم، إلا أن العنف كان طريقه لإيقاف مسيرة الشعب المصري.
البداية من البحيرة
لم تكن قدرات قادة الإخوان كافية لتواكب رغبتهم في ممارسة العنف؛ فقرروا تجربة قدراتهم القتالية والتي كانت ثمار نبتة شيطانية، سميت بـ"اللجان المسلحة"، والتي كانوا يعدونها منذ أحداث 25 يناير/كانون الثاني 2011، تحت اسم "أمن الدعوة".
ومن شمالي مصر حيث البحيرة، كانت نقطة انطلاق تجربة الإخوان؛ لكون تلك المحافظة "مأمونة الجانب بالنسبة لهم، وبها عدد كبير من الإخوان، بالإضافة إلى أن لديها ظهيرًا صحراويًا سيمكن التنظيم من إخفاء السلاح، فضلًا عن أن محافظها -آنذاك- كان القيادي الإخواني أسامة سليمان والذي كان في الوقت نفسه، عضو مجلس شورى الإخوان العام".
لجان نوعية
وباستعراض لعناصر اللجان النوعية، تجمع عناصر الإخوان، في 7 يونيو/حزيران 2013 أمام نقابة المحامين بدمنهور، مرتدين الخوذ وحاملين في أيديهم العصي، ومن خلفهم فرقة إخوانية تحمل أسلحة الخرطوش.
مشهد أفضى إلى اشتباكات مع المتظاهرين في واقعة هزت الرأي العام -آنذاك-، كونها كانت أول ظهور منظم للجان النوعية، كشفت عن الوجه القبيح الحقيقي للتنظيم الإرهابي.
ذلك المشهد، كان بمثابة رسالة تهديد وإرهاب وجهها تنظيم الإخوان للمعارضة والشارع المصري. ويذكر الكاتب والقيادي الإخواني السابق طارق البشبيشي في كتابة "كنت إخوانيا وأصبحت مصريا"، أن أحد قادة الإخوان أسرّ له أنهم بصدد الاستعداد لمثل هذا الصدام، قائلاً: "30 كلاشينكوف ينيّموا البلد من المغرب (يجعلون البلد تنام باكرا)" في إشارة إلى أن العنف والإرهاب هو حلهم الوحيد لإسكات الأصوات المعارضة.
ومع استمرار تدفق المصريين إلى الشوارع، رافعين راية عزل الإخوان، اتجه التنظيم الإرهابي، إلى العناصر الخارجة عن القانون، وحشد عددًا منهم في منزل أحد قيادات الإخوان بمدينة حوش عيسى بمحافظة البحيرة.
ويقول شاهد عيان لـ"العين الإخبارية"، إن أحد عناصر الإخوان المشهورين في المدينة والذي كان يعمل طبيبًا، كان يساعدهم في جلب المواد المخدرة، ليتعاطوها ليلة هجومهم على الأهالي يوم الجمعة.
إصابات مباشرة
واستمرت المواجهة بين مليشيات الإخوان وأهالي حوش عيسى يومًا كاملا في 28 يونيو/حزيران 2013، مما أسفر عن سقوط 259 مصابًا بخرطوش في أماكن متفرقة، فيما بلغ عدد الذين فقدوا أبصارهم 14 فردًا، و72 شخصًا فقدوا أعينهم.
إصابات وعاهات تسببت فيها مليشيات الإخوان لمواطني حوش عيسى، تزامنت مع تهديدات بالاغتيال أطلقوها بحق رموز المعارضة، مما دفع البعض للهروب خارج المدينة، والمشاركة في فعاليات عزل التنظيم الإرهابي من مكان آخر.
بيان 3 يوليو
يوم ظن الإخوان فيه أنهم نجحوا في ترويع الآمنين، وأن أحداً لن يخرج يوم الأحد الموافق 30 يونيو/حزيران 2013، إلا أن صدمة التدفق الشعبي نحو الميادين في ربوع مصر، أفقدتهم صوابهم، وجعلتهم يترنحون.
وضع لطالما تمنى تنظيم الإخوان أن ينتهي سريعا لصالحهم، أو أن يستمر دون نتائج حتى الجمعة التي تليه يوم الأحد؛ لتنفيذ مخططهم الإرهابي، بالانقضاض على الميادين، وطرد من فيها من المحتجين بمليشياتهم المسلحة.
إلا أن بيان وزير الدفاع -آنذاك- الفريق عبدالفتاح السيسي، كان بمثابة رسالة طمأنة للمصريين، بأن عصر الإخوان ولى، وأن فجرًا جديدًا سيبزغ في مصر، دون إرهاب أو ترهيب أو تخويف؛ فعادت الشرعية للشعب، وانتصر شعاره: "لا للإخوان.. يسقط حكم المرشد".
aXA6IDMuMTM4LjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز