10 سنوات على 30 يونيو.. لماذا لم تخفت جذوة الرفض الشعبي للإخوان بمصر؟
رغم مرور 10 سنوات على ثورة 30 يونيو/حزيران في مصر، فإن رفض الإخوان، ما زال المحرك الرئيسي للمصريين الذين اقتلعوا التنظيم الإرهابي من جذوره، ووأدوا تجربته في حكم أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان.
تجربة لم تستمر إلا عامًا واحدًا، إلا أن آثارها ما زالت حاضرة في أم ثكلى، وزوجة فقدت عائلها، وطفل أصبح يتيمًا لفقدانه والده الذي كان جنديًا أو شرطيًا أو عسكريًا، في الأحداث الإرهابية التي نفذها تنظيم الإخوان، في أعقاب 2013.
غضب كامن في الصدور يتجدد سنويًا مع ذكرى اقتلاع "الإخوان" من سدة الحكم في مصر، أغلق كل طريق أمام أي عودة محتملة للتنظيم الإرهابي، وسد كل ثغرة للولوج منها، بحسب خبراء في الإسلام السياسي استطلعت "العين الإخبارية" آراءهم.
- القضاء المصري وفكر الإخوان الإرهابي.. مواجهة حاسمة قبل ثورة 30 يونيو
- الإخوان وصورة مرسي.. محاولة جديدة للعودة من باب "المظلومية"
ويقول الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، هشام النجار، إن ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 وما بعدها، تسببت في انكشاف الغطاء عن مساوئ تنظيم وقيادات الإخوان، والفساد المستشري في دهاليزه.
وأوضح أن الواقع كان شاهدًا على اتهامات الاختلاس المتبادلة بين عناصر التنظيم الإرهابي، مما تسبب في انقسامه إلى فصائل وجبهات، تزعم جميعها أنه الممثل الشرعي الوحيد.
أسباب الرفض الشعبي
وحول أسباب الرفض الشعبي، أكد الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، أن الشعب المصري يرفض التسييس الديني، وما يمس التماسك المجتمعي ويشق الصف بين المسلمين والمسيحيين، مشيرًا إلى أن الكثير من المصريين كانوا شهودًا على ما حدث في المنطقة بعد ما يسمى بـ"ثورات الربيع العربي"، ودخول قوى طامعة في ثروات تلك البلدان، محاولة فرض الوصاية عليها.
وأوضح أن وقوف الجيش إلى جانب الإرادة الشعبية، بالإضافة إلى الاستباقية الاحترافية للأجهزة الأمنية، حالت دون المخططات الفوضوية، وأدت إلى تدارك الأوضاع سريعًا.
وأشار إلى أن الضربة التي تعرض لها "الإخوان" في 2013، أفضت إلى الوضع الذي وصفه بـ"الكارثي" والانهيار غير المسبوق للتنظيم وتشرذمه إلى فرق وجبهات.
انهيار إخواني
وأكد أن التنظيم الإخواني بات شبه منهار سياسيا وحركيا واقتصاديا، خاصة في البلدان التي كان له فيها نفوذ؛ على رأسها مصر تونس وسوريا واليمن والجزائر، مشيرًا إلى أنه بعد تضييق الأجهزة الأمنية في تلك المناطق على قيادات الإخوان، أثر كثيرًا على الأوضاع الاقتصادية للتنظيم الإرهابي.
وبحسب الخبير في حركات الإسلام السياسي، فإن مخططات الإخوان لن تهدأ، مشيرًا إلى أن التنظيم الإرهابي يلجأ إلى تغيير الخطط المتبعة؛ والتي تتناسب وأوضاعه؛ ففي مرحلة الضعف يلجأ إلى مراقبة المشهد، أما في مرحلة التمكين؛ فيلجأ إلى الاستحواذ على كل شيء.
وأشار إلى أنه، بينما يلجأ الإخوان إلى تحالفات مع جهات مختلفة ترتكز على المصالح وظروف المرحلة، فإنه يعتمد على خلايا تابعة له أو وسيطة، لممارسة التحريض على العنف.
في السياق نفسه أكد الباحث السياسي السيد الحراني، صعوبة عودة "الإخوان" مرة أخرى إلى الشارع المصري؛ كون الشعب من ثار ضد التنظيم الإرهابي، مستدلا على ذلك، بقوله، إنه "لا يوجد منزل أو قرية أو منطقة إلا بها قتيل؛ بسبب الإخوان".
غضب شعبي
وأوضح الحراني الذي صدرت له عدة مؤلفات عن الإخوان والإسلام السياسي، أن أزمة التنظيم الإرهابي الآن ليست مع النظام السياسي، إنما مع الشعب، في حلقة تعد الأصعب، مشيرًا إلى أن أي حاكم قادم لن يستطيع السماح لهم بالعودة والعمل من داخل مصر؛ خوفا من الغضب الشعبي.
وأشار الباحث السياسي إلى اعتراف القيادي الإخواني محمد البلتاجي، بأن "الإرهاب في سيناء سيتوقف في الساعة التي يعود فيها الرئيس الإخواني الراحل محمد مرسي إلى حكم مصر"، يؤكد أن التنظيم متورط مع الجماعات الإرهابية، التي تقف خلف تلك العمليات.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMTE0IA== جزيرة ام اند امز