رحلة «بروس لي».. أسطورة الفنون القتالية التي لا تموت
نجح بروس لي في أن يصبح أسطورة في عالم الفنون القتالية، مؤثرًا على الشباب في جميع أنحاء العالم، وشُيّدت تماثيل متعددة له في هونغ كونغ والبوسنة والهرسك.
تأثر العديد من الممثلين الصينيين الذين جاؤوا من بعده بأسلوبه وأفكاره وروحه، وشجعت شعبيته الكبيرة بين الجماهير الصينية المنتجين والممثلين إلى تقليده لتلبية توقعات الجمهور.
ولد بروس لي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1940، وتوفي في 20 يوليو/ تموز 1973، ولُقب بـالتنين الصغير، وهو ممثلًا صيني الأصل وحاملًا للجنسية الأمريكية، إلى جانب كونه معلمًا بارزًا في الفنون القتالية، ويُعتبر واحدًا من أبرز الشخصيات التي ساهمت في شهرة وانتشار الفنون القتالية على مستوى العالم.
بدايات بروس لي مع فن الـ"وينغ تشون"
تأثر بروس لي بشكل كبير بأسلوب الكونغ فو الجنوبي وينغ تشون، الذي بدأ تدريبه عليه عندما كان في سن 13 عامًا على يد المعلم الشهير ييب مان عام 1954، وجاءت بدايته مع هذا الفن بعد خسارته في مواجهة مع أحد أفراد العصابات، مما دفعه للالتحاق بتدريبات ييب مان.
كان التدريب يشمل تقنيات متنوعة مثل شي ساو (الأيدي المتلاصقة)، وتمارين الدمية الخشبية، والسجال، وحرص ييب مان على إبعاد طلابه عن القتال في الشوارع بتنظيم بطولات للفنون القتالية لتطوير مهاراتهم بشكل تنافسي وآمن.
رغم ذلك، واجه بروس تحديات اجتماعية أثناء تدريباته؛ فبعد عام من تعلمه وينغ تشون، رفض عدد من زملائه التدرب معه بسبب أصوله المختلطة، وكان المجتمع الصيني في ذلك الوقت يعارض تعليم الفنون القتالية لغير الصينيين، مما أضاف تحديًا آخر إلى رحلته في تعلم الفنون القتالية.
حياته الفنية
بدأ بروس لي مشواره الفني في سن مبكرة، حيث شارك في عدة أفلام خلال خمسينيات القرن الماضي، منها فيلم "الولد شولنغ" عندما كان طفلًا، ثم دخل عالم الفنون القتالية، خاصة في الكونغ فو، حيث أظهر مهاراته في المسابقات وأثار إعجاب المنتجين السينمائيين.
وشارك في أعمال تلفزيونية بارزة في الستينيات، مثل مسلسل "الدبور الأخضر" ومسلسلي "نظرة على العرائس" و"الشارع الطويل"، كما ظهر بدور صغير في فيلم "مارلو"، لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت في بداية السبعينيات مع فيلم "الرئيس الكبير"، تلاه فيلمه المميز "قبضة الغضب" الذي تناول الصراع بين الصينيين واليابانيين، مسلطًا الضوء على اضطهاد اليابانيين للصينيين.
واصل بروس لي نجاحاته مع فيلم "طريق التنين"، الذي أخرجه بنفسه وشارك فيه الممثل الأمريكي جاك نوريس، ثم فيلم "دخول التنين"، أثناء تصوير هذا الفيلم، واجه صعوبات في هوليوود بسبب كونه أول بطل صيني لفيلم هوليوودي، ما دفعه للسفر إلى هونغ كونغ قبل أن تستدعيه هوليوود لإكمال العمل. كان "دخول التنين" آخر فيلم أكمله قبل وفاته.
بعد ذلك، بدأ تصوير فيلمه "لعبة الموت"، لكنه توفي أثناء العمل عليه، تاركًا العديد من مشاهده غير مكتملة، وتوقفت عملية التصوير لعدة سنوات، ثم استُكملت باستخدام ممثل شبيه به، وأُسندت مهمة الإخراج إلى روبرت كلاوز، مخرج فيلمه السابق "دخول التنين"، بدلًا من بروس لي الذي كان من المفترض أن يتولى إخراجه.
حياة بروس لي في الولايات المتحدة
بعد تخرجه من مدرسة تاك سن، التحق بروس لي في سن 12 بمدرسة لا سال في عام 1956، ومع تدني أدائه الأكاديمي، انتقل إلى مدرسة القسيس فراسيس زافير، حيث حصل على توجيهات خاصة من الأخ إدوارد، معلم ومدرب فريق الملاكمة للمدرسة.
في ربيع عام 1959، تورط بروس لي في قتال شوارع آخر، لكن هذه المرة تدخلت الشرطة، في مراهقته المتأخرة، خاض العديد من هذه النزاعات، بما في ذلك مواجهة مع ابن أحد رؤساء العصابات، ما زاد من قلق والديه على سلامته.
أقنعه والده في النهاية بمغادرة هونغ كونغ خوفًا من ملاحقة العصابات. وبحلول أبريل 1959، أرسل بروس لي إلى الولايات المتحدة ليعيش مع صديق للعائلة في مدينة سياتل، مبتدئًا فصلًا جديدًا في حياته بعيدًا عن المخاطر.
حياته الأسرية
أنجب بروس لي من زوجته ليندا طفلين: براندون لي (1965-1993) وشانون لي (مواليد 1969)، وسار براندون على خطى والده، ليصبح ممثلًا، لكنه tragically توفي في حادث أثناء تصوير فيلم The Crow عام 1993.
أما شانون، فقد اتجهت إلى التمثيل أيضًا، وظهرت في بعض الأفلام ذات الميزانيات المنخفضة في منتصف التسعينيات، لكنها توقفت عن التمثيل ولم تعد إلى الشاشة منذ ذلك الحين.
بروس لي في السينما
- الرئيس الكبير.
- الاتصال الصيني أو قبضة الغضب.
- طريق التنين.
- لعبة الموت.
- دخول التنين.
وفاة بروس لي
وسط أوج شهرته وقوته وثرائه، وفي عمر الثانية والثلاثين، توفي بروس لي فجأة في 20 يوليو 1973 إثر نزيف حاد في المخ، مما شكل صدمة حزينة لمحبيه حول العالم.
انتشرت شائعات عديدة حول وفاته، حيث أشار البعض إلى أنه قد قُتل على يد خبراء كونغ فو بسبب خصومات فنية، بينما زعم آخرون أن منتجي هوليوود دسوا له السم بدافع الحقد، سواء بسبب نجاح أفلامه الساحق أو لكونه صينيًا يحتل دور البطولة في أفلام عالمية، واستدل هؤلاء على تغير ملامح وجهه وانتفاخ بعض أجزائه داخل التابوت، وهي أعراض قد تنجم عن التسمم وفقًا للأطباء.
في المقابل، ذهب فريق ثالث إلى أن وفاته كانت طبيعية، حيث تحدث مثل هذه الحالات لممارسي الرياضة الشاقة، وبغض النظر عن سبب الوفاة، فإن بروس لي ترك إرثًا عظيمًا وأثرًا لا يُنسى على عشاق فنون القتال من جيله والأجيال التي تلت.
شيعت جنازته بعد خمسة أيام من وفاته، وحضرها 25 ألف شخص من أصدقائه ومعجبيه الذين جاؤوا لتوديع "التنين الصغير"، الذي لا تزال صوره وأسطورته خالدة في صالات الكونغ فو وألعاب الدفاع عن النفس حتى اليوم.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE5MiA= جزيرة ام اند امز