ترامب خصم وحكم بين لندن وبروكسل.. هل يعكس «بريكست»؟
تتزامن عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الساحة بإعادة بريطانيا والاتحاد الأوروبي ضبط العلاقات بينهما، إذ ترصد بروكسل فرصة سانحة.
دونالد ترامب أطلق على نفسه ذات مرة لقب ”السيد بريكست“. ولكن بعد مرور ثماني سنوات من لحظة الانفصال بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، هل يمكن أن يكون ترامب على وشك عكس هذا الانفصال؟
إذ إن سياسات الرئيس المنتخب المتعلقة بالتجارة ”أمريكا أولاً“، تجعل من محاولة بريطانيا التحول إلى التجارة الحرة العالمية أكثر خداعاً. كما أن موقف ترامب الفاتر تجاه أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يثير قلق لندن.
وبالنسبة للعديد من المسؤولين في بروكسل المشاركين في تشكيل العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، فإن نتيجة الانتخابات الأمريكية الأسبوع الماضي تعني شيئًا واحدًا: علاقات أقوى بين الجارتين المتباعدتين إلى حد ما.
مسارات محتملة
ووفق مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، يشعر مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالقلق من أن الرئيس الأمريكي الجديد قد ينتهي به الأمر إلى دفع بريطانيا إلى أحضان بروكسل.
وحثت زعيمة المعارضة المحافظة كيمي بادينوخ هذا الأسبوع، الحكومة على عدم الابتعاد عن واشنطن، مضيفة أن ”حزب العمال لا يهتم بأي شيء سوى الاتحاد الأوروبي“.
في المقابل، هناك بالتأكيد رغبة في توثيق العلاقة بين المملكة المتحدة وأوروبا، في بروكسل. إذ قال أحد المسؤولين في الاتحاد الأوروبي لـ”بوليتيكو“ إن عودة ترامب جعلت زملاءه يتطلعون بأمل إلى المملكة المتحدة.
المسؤول مضى موضحا: ”قال لي شخصان خلال الـ48 ساعة الماضية إن الرد السياسي على ترامب، هو الاستثمار الضخم في الدفاع، وكيفية التعامل مع الرسوم الجمركية، وصياغة اتفاقيات أمنية جديدة مع دول ثالثة، والمملكة المتحدة على رأس القائمة“.
وقال دبلوماسي آخر مطلع في الاتحاد الأوروبي، إن بإمكان التكتل ”رؤية المنطق السياسي“ وراء التقارب المحتمل بين بريطانيا والقارة الأوروبية من أجل المنفعة المتبادلة، مضيفا ”أتصور أن دعمنا لأوكرانيا سيكون المجال الأول الذي سنعمق فيه تعاوننا“.
وتابع الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن هويته: ”اعتمادًا على مدى تصرفات ترامب الغريبة، يمكن للمرء أن يتصور أن الضغط يمكن أن يتزايد لتعميق التعاون مع المملكة المتحدة في مجالات أخرى أيضًا“.
"التأثير المستمر"
جاءت عودة ترامب إلى الساحة العالمية في الوقت الذي تبدأ فيه بريطانيا والاتحاد الأوروبي في العمل على ما يسميه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ”إعادة ضبط“ علاقات لندن مع بروكسل.
ويبدو أن المجالات من الطاقة إلى الدفاع والتجارة الزراعية والتبادل التجاري الزراعي كلها مطروحة للنقاش. ولكن يبدو أن نطاق المفاوضات والمواضيع المطروحة ستتأثر بنتائج الانتخابات الأمريكية، وفق "بوليتيكو".
وبالنسبة لبريطانيا، يصبح الابتعاد عن أوروبا أكثر صعوبة إذا كان أكبر اقتصاد في العالم (الولايات المتحدة) يتطلع إلى الانعزال.
وليس من الواضح تمامًا ما إذا كان ترامب يرى ما يسمى ”العلاقة الخاصة“ بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على أنها علاقة خاصة بالفعل.
بل إن المملكة المتحدة تعاني تجاريا بالفعل من البريكست، إذ حذر مكتب مسؤولية الميزانية في البلاد في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، من أن أرقام التجارة الضعيفة التي تعيق النمو، تعكس ”التأثير المستمر لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي“.
في هذا السياق، قد تؤدي خطة ترامب لفرض رسوم جمركية شاملة تتراوح بين 10 و20 في المئة من الرسوم الجمركية على الواردات إلى جعل الأمور أسوأ من ذلك، وتكلف المملكة المتحدة 22 مليار جنيه إسترليني سنويًا، وفقًا لحسابات الاقتصاديين في مركز السياسة التجارية الشاملة التابع لجامعة ساسكس.
aXA6IDE4LjExOC4xNDkuNTUg جزيرة ام اند امز