وثائق.. "تعذيب وحشي" لضابط تركي خلال مسرحية انقلاب 2016
تعذيب جسدي وحشي تعرض له ملازم بالبحرية التركية أثناء مسرحية الانقلاب قبل سنوات، تسبب في نقله إلى المستشفى وفي ندوب نفسية لا تندمل.
موقع "نورديك مونيتور" السويدي ذكر أن ملازما بالبحرية عمل بالقوات الخاصة التركية تعرض لضرب مبرح لدرجة تحول لون جلد جسمه إلى اللون الأسود بسبب الكدمات، ونقل إلى المستشفى لعلاج الإصابات التي لحقت به.
وقال الملازم فرات إرتان (39 عامًا)، خلال جلسة استماع أمام الدائرة الرابعة للمحكمة الجنائية العليا بإسطنبول في 18 يوليو/تموز عام 2018، إنه تعرض للضرب بالهراوات لساعات من قبل أشخاص يرتدون ملابس مدنية "أعتقد أنهم ضباط شرطة".
وأضاف: "كسر أنفي وتحول جسمي بأكمله للون أسود شبيه بالزي المدرسي الذي كنت أرتديه عندما كنت طفلًا. أتذكر أني رددت الشهادة عدة مرات لأنني اعتقدت أني سأموت في تلك الدائرة التي لا تنتهي من الضرب".
وإرتان كان قائد فريق بفرقة "الدفاع تحت الماء" بالبحرية التركية، والأخيرة تعادل قوات المارينز الأمريكية، حين سجن في 2016 بزعم المشاركة في محاولة الانقلاب المزعوم، لكنه نفى أي صلة له بذلك، مؤكدا أنه كان يحرس مدخل إحدى القواعد في العاصمة أنقرة كما أمره قادته.
وكان إرتان واحدًا من بين كثيرين تعرضوا للتعذيب الوحشي في العاصمة التركية لدرجة التوقيع على إفادات مزيفة تدعم رواية الحكومة بشأن ما يعتقد أنه كان عملية مزيفة وقعت في 15 يوليو/تموز عام 2016، في إشارة لمحاولة الانقلاب، لتحويل الجيش إلى مرتع للإسلاميين والقوميين الجدد.
وخلال أول جلسة استماع له بالعامين اللذين أمضاهما في السجن، كانت الفرصة سانحة أمام إرتان ليحكي قصته التي تدمي القلوب، وبدأ دفاعه بالتراجع عن الأقوال التي أخبر بها الشرطة تحت التهديد والإكراه، وتحدث عن التعذيب الذي تعرض له خلال سجنه.
وقال أمام القضاة: "يؤلمني حتى وصف التعذيب الذي تعرضت له، لكنني سأتحدث عن الأمر باختصار لأنني أريد ضمه لسجلات المحكمة".
وأَضاف: "في 16 يوليو (تموز)، شهد مركز الدرك أشنع معاملة في تاريخ الإنسانية"، ويقع هذا المكان على بعد ساعة بالسيارة من أنقرة، وقرب القاعدة الجوية.
وتابع: "لم يكن هناك مياه تقدم خلال التعذيب، وعندما طلبت، تم سكب المياه على الأرض وقيل لي العقها من على الأرض. كانوا يركلونني في رأسي كما لو أنهم يركلون كرة عندما كنت ألعق الأرض. وعندما فقدت الوعي ضربوني بجميع أنحاء جسدي بالهراوات لأستيقظ من غيبوبتي".
وأردف: "تواصل الأمر حتى المساء. اعتقدت أنهم تعبوا، ولهذا تركوني أخيرا"، متذكرا نقله في النهاية إلى المستشفى قبل أن ترسله السلطات إلى سجن سنجان.
وفي المشفى، كان الطبيب تحت ضغط لعدم تسجيل الإصابات بالملف الطبي. وكان يرتدي ثوبا طبيا أبيض لتغطية الكدمات وعلامات التعذيب. وفي الحقيقة، التقطت صورًا له بالسجن وكان لا يزال يرتدي هذا الزي.
ولم ينته التعذيب بنقله إلى السجن من الحجز، بل تواصل الضرب بالسجن شديد الحراسة حيث كان في زنزانة انفرادية.
وفي واحدة من الحالات النادرة لتأكيد تعرضه للتعذيب خلال الاحتجاز، أكد الملف الطبي لإرتان تعرضه للتعذيب وسوء المعاملة لدرجة دخوله المستشفى بسبب الإصابات البالغة التي عانى منها.
وفيما يتعلق بمشاركته في محاولة الانقلاب المزعومة، أفاد "نورديك مونيتور" بأن إرتان كان في إجازة مع زوجته في أرضروم شرقي تركيا عندما تلقى أوامر بالانضمام إلى مهمة عاجلة.
واضطر إرتان للانصياع للأوامر، بالرغم من أنها ليست معتادة لفريق "الدفاع تحت الماء"، وسافر إلى إسطنبول للانضمام للمهمة.
وعندما وصل إرتان وزملاؤه، لم يعرفوا أنهم كانوا في قاعدة أكنجي الجوية، وهي منشأة عسكرية لم يزرها من قبل. وقيل لهم إن رئيس هيئة الأركان خلوصي آكار كان موجودا بالقاعدة وأن مهمتهم تأمينها.
وفوجئ هو ورجاله عندما وجدوا أنفسهم في مواجهة حشد يحاول اختراق المحيط الأمني ودخول القاعدة، وطلب من رجاله الاتصال بالشرطة، لكنها لم تأت أبدًا.