بالصور.. معرض فني بالموصل يجسد وحشية داعش
زوار متحف الموصل يمكنهم حاليا الاطلاع على قطع أثرية آشورية دمرها تنظيم داعش الإرهابي باستخدام تقنية الواقع الافتراضي
"غُراب يقف على كتف امرأة وقد اشتعلت النار في شعر رأسها".. هكذا عبّر الفنان التشكيلي العراقي مروان فتحي بصورة مفعمة بالرموز عن الأحداث المروعة التي شهدتها مدينته الموصل.
وخربت 3 سنوات من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على المدينة، قبل الحملة العسكرية التي أنهته عام 2017، الكثير من المناطق في شمالها، كما قُتل وشُرد وشُوه الآلاف، ومن نجوا أصبحوا يعانون من صدمة عميقة.
والفنان التشكيلي مروان فتحي "36 عاماً" واحد من بين 20 فناناً تُعرض أعمالهم الآن في معرض "العودة إلى الموصل" الفني، وهو الأول منذ سنوات، بمتحف مدينة الموصل.
ويشارك فنانون من جميع أنحاء العراق في المعرض الذي يستمر 6 أيام، وبينهم العديد من الذين عاشوا في الموصل عندما كانت تحت قبضة التنظيم الإرهابي.
ويصور عمل يسمى "دمار" للفنان هوكار ريسكين هيكلاً عظمياً ضخماً يقف على ساق واحدة، في حين أن سلسلة لوحات محمد الكناني "الخلافة الأولى" و"الخلافة الثانية" و"الخلافة الثالثة" تمثل بداية ونهاية تنظيم داعش الإرهابي وعودة الموصل للحياة مجدداً.
وقال فتحي، وهو أستاذ فنون جميلة، إن الفنانين الذين أقاموا في المدينة يعيشون في خوف دائم ويأس.
ونُظم المعرض في قاعة البهو الملكي، إحدى قاعات المتحف التي أُعيد فتحها حديثاً بعد أن تعرضت للنهب والتدمير إبان سيطرة تنظيم داعش ثم الحرب التي تلت ذلك لاستعادة السيطرة على المدينة.
وأشار فنان آخر من مواليد الموصل، هو أحمد مزاحم، إلى أنه استمر في الرسم حتى تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، وكان يخفي الأعمال التي يرسمها بعيداً، وأنتج 40 عملاً في المجمل على مدار 3 سنوات، وكلها رُسمت بالقلم الرصاص، مضيفاً أن "داعش" لم يدمر المدينة فقط لكنه قتل شيئاً في روحها.
وبالنسبة للوحة "مدينة الحوت" التي شارك بها في المعرض، اقتبس مزاحم فكرتها من قصة النبي يونس والحوت، والتي تصور نينوى وهي مدينة آشورية قديمة كانت تقريباً تقوم مقام الموصل حالياً.
من جانبه، قال عالم الآثار ماثيو فينسنت إن التكنولوجيا الحديثة يمكن أن تساعد في الحفاظ على بعض الآثار التي دمرها تنظيم داعش الإرهابي، وفينسنت هو أحد مؤسسي مشروع الموصل الذي يستخدم مئات الصور الرقمية لإعادة إنتاج القطع الأثرية المفقودة بتقنية ثلاثية الأبعاد.
ويمكن لزوار متحف الموصل حالياً الاطلاع على قطع أثرية آشورية من التي لم يعد لها وجود، بعد أن دمرها "داعش"، وذلك باستخدام تقنية الواقع الافتراضي.