3 أشخاص يقتلون بوحشية كل ساعة في فنزويلا
89 جريمة لكلّ 100 ألف نسمة في فنزويلا لعام 2017، وهو معدّل يتخطّى بـ15 مرة المتوسط العالمي.
كشف المرصد الفنزويلي لأعمال العنف، وهو منظمة غير حكومية، عن وقوع 266 ألف عملية قتل خلال عام 2017، أي ما يوازي 89 جريمة لكلّ 100 ألف نسمة، وهو معدّل يتخطّى بـ15 مرة المتوسط العالمي.
ويواجه الفنزويليون الخوف من انعدام الأمن المستشري في البلاد حيث يموت ثلاثة أشخاص ميتة عنيفة كل ساعة.
قبل سنتين، انقلبت حياة المدرّسة ياميليث ماركانو (46 عاما) رأسا على عقب، فقد قتل أخوها ويلي ضربا على يد شاب في التاسعة عشرة من العمر أراد سرقة هاتفه الذكي.
وتقول من منزلها في كراكاس "كم كانت تساوي حياته؟ ثمن هاتف ذكي؟ وكلّ مرة يردني فيها أن أسرة أخرى هي في حداد لفعل مماثل، تعود الذكريات إلى بالي".
وقد تخلّى ابنها عن دراساته الجامعية ليهاجر مع والده إلى إيطاليا بعدما وجّه إليه رجلان مسدسا لسرقة هاتفه عندما كان برفقة والدته.
وتروي ماركانو "كنت أصرخ كالمجنونة ليعطيهما الهاتف، فقد تذكرت شقيقي، وانعدام الأمن يقتل الكبار والصغار هنا والكلّ عرضة له.. وتنتشر السرقات أينما كان. يا لها من حياة بائسة!".
وعلى غرار ماركانو، يستخدم غالبية الفنزويليين هواتف بدائية في الشارع وهم لا يخرجون هواتفهم الذكية من الحقائب أو حتى المنازل.
لم ينس الفنزويليون مقتل ملكة جمال فنزويلا السابقة مونيكا سبير وزوجها بالرصاص من قبل مسلحين عندما تعطّلت سيارتهما على الطريق في عام 2014.
ومنذ تلك الحادثة، أطلق تطبيق يعرف بـ"بانا"، أي الصديق بالعامية، لمساعدة كلّ من قد يتعرّض للخطر على الطريق.
وأسس فريق من ستة درّاجين يضعون نظارات سوداء ويرتدون سترات لمّاعة ويتواصلون عبر أجهزة لاسلكية، وهو هبّ لنجدة كارمن التي تدرس الطبّ بعدما تعطّلت سيارتها على أحد الطرقات السريعة في العاصمة.
ولم يستغرق الأمر سوى ثماني دقائق لبلوغها، بعدما شغّلت كارمن التطبيق على هاتفها خشية من أن تتعرض لاعتداء في الموقع، وقام "عناصر المرافقة" هؤلاء، كما يسمّون محليا، بمواكبتها حتّى وصولها إلى مكان آمن.
ويقول مدير هذا المشروع دومينغو كورونيل لوكالة فرانس برس "نطمئن الزبائن عبر الهاتف قبل أن نصل إليهم، والخدمة سريعة وبسيطة ويكمن الاتكال عليها. وليس في وسع الجميع تكبّد تكاليف موكب أمني أو سيارة مصفحة".
عند مغيب الشمس، تخلو شوارع كراكاس وغيرها من المدن الكبرى في البلد من أي حركة، هي التي كانت تُعرف بحياتها الليلية الصاخبة.
وتقول أدرياليس باريوس (23 عاما) التي تعمل في مجال الاتصال "لم أعد أخرج ليلا.. فأنا أشعر بالخطر عندما أغادر منزلي، وعندما أقصد النوادي الليلية، أدفع لصديق ليقلني إذ لا أثق بسائقي سيارات الأجرة".
ويفضل الكثير من الفنزويليين أن يجتمعوا في البيوت مع الأصدقاء بما أن هذا الخيار أكثر أمنا وأقل كلفة، أما محبو السهر، فهم ينتظرون طلوع الشمس للعودة إلى ديارهم.
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMjE0IA==
جزيرة ام اند امز