رغم سحب "برخان".. بوركينا فاسو تعمق جراح فرنسا بمظاهرات حاشدة
تظاهر الآلاف، السبت، في بوركينا فاسو من أجل "سيادة" البلاد وضد فرنسا فاسو ودعما للمجلس العسكري الحاكم.
وتأتي هذه المظاهرات بعد أيام قليلة من تأكيد خروج القوات الفرنسية من البلد الواقع في غرب أفريقيا بحلول نهاية الشهر.
وحمل المتظاهرون، الذي تجمعوا في "ساحة الأمّة" بوسط العاصمة واغادوغو، لافتات مكتوب عليها "تسقط الإمبريالية" و"تسقط السياسة الفرنسية في أفريقيا" و"لا لإملاءات ماكرون" و"إلى الأمام من أجل سيادة بوركينا فاسو".
كما رفع المتظاهرون أعلاما روسية ولافتات كبيرة عليها صور الرئيس المالي أسيمي غويتا ونظيره الغيني مامادي دومبويا، اللذين وصلا إلى السلطة عبر انقلاب مثل الرئيس الانتقالي في بوركينا فاسو الجنرال إبراهيم تراوري.
والأسبوع الماضي، أعلنت بوركينا فاسو فسخ اتفاق أُبرم في 2018 مرتبط بوضع القوات الفرنسية الموجودة على أراضيها، وطالبت باريس بسحب قواتها، وهو ما وافق عليه الجانب الفرنسي ليعلن سحب قواته خلال شهر.
وأول أمس الخميس، أعلنت فرنسا استدعاء سفيرها في بوركينا فاسو للتشاور، في تصعيد دبلوماسي للأزمة.
وتوترت العلاقات بين بوركينا فاسو وفرنسا، في أعقاب انقلابين عسكريين العام الماضي نتجا جزئيا عن فشل السلطات في حماية المدنيين من نشاط الإرهابيين في الشمال القاحل.
وساعد في زيادة التوتر الاعتقاد أن الوجود العسكري الفرنسي في بوركينا فاسو لم يحسن الأمن.
ولدى فرنسا نحو 400 جندي من القوات الخاصة في بوركينا فاسو ضمن قوة "برخان" لمساعدة القوات المحلية في محاربة الإرهاب الذي انتشر عبر منطقة الساحل الأفريقي من مالي خلال العقد الماضي.
وشهدت الفترة الماضية مظاهرات غاضبة استهدفت السفارة الفرنسية والمركز الثقافي الفرنسي وقاعدة عسكرية فرنسية في بوركينا فاسو، بينما أوقفت السلطات البوركينية بث (راديو فرنسا الدولي) في ديسمبر/كانون الأول الماضي بسبب بثه تقارير قالت إنها كاذبة.
وتواجه بوركينا فاسو، لا سيما شمالها، منذ عام 2015 هجمات متزايدة لجماعات إرهابية مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، خلّفت آلاف القتلى ومليوني نازح على الأقل.
aXA6IDMuMTM5LjEwOC45OSA= جزيرة ام اند امز