"فتنة حرق المصحف" بالسويد.. ناقوس لتطبيق وثيقة "الأخوة الإنسانية"
في مواجهة موجة الكراهية ضد الإسلام بالسويد تبرز الحاجة لتطبيق "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي انطلقت من دولة الإمارات لنشر مبادئ التسامح.
ووثيقة "الأخوة الإنسانية" هي وثيقة وقعها البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، على أرض دولة الإمارات، يوم 4 فبراير/شباط 2019، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
وفي 22 ديسمبر/كانون الأول 2020، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يعلن يوم 4 فبراير/شباط يوما دوليا للأخوة الإنسانية، تقديرا وتخليدا للمبادرة الإماراتية التاريخية.
وتؤسس الوثيقة دستورا جديدا للتعايش السلمي يجمع الشرق بالغرب، ويتضمن عدداً من الثوابت والقيم، منها قيم السلام وثقافة التسامح وحماية دور العبادة وحرية الاعتقاد ونشر الأخلاق ومفهوم المواطنة.
فتنة السويد
ومنذ توقيع الوثيقة تعمل دولة الإمارات بالتعاون مع الرمزين الدينيين الكبيرين على نشر الوثيقة وتطبيق مبادئها على أوسع نطاق.
وفيما تتواصل الجهود لنشر الوثيقة، التي تحذر من استغلال الأديان في السياسة وتطالب بوقف استخدام الديانات السماوية في تأجيج الكراهية والعنف والتطرف والتعصب الأعمى، أشعل زعيم حركة "سترام كورس" اليمينية المتطرفة الدانماركي السويدي راسموس بالودان فتنة في السويد، أسفرت عن اندلاع موجة احتجاجات واسعة على خلفية إحراقه نسخة من القرآن الكريم في مدينة لينشوبينغ جنوبي السويد، الخميس، بحماية الشرطة، تحت مزاعم حرية التعبير.
وعلى خلفية تلك الممارسات وما صاحبها من موجة كراهية ضد الإسلام، اندلعت اضطرابات في أرجاء السويد للاحتجاج على خطط الحركة اليمينية المتطرفة بحرق نسخ من القرآن.
وأثارت التجمعات التي نظّمتها الحركة المتطرفة الصغيرة وحرقت خلالها نسخا من القرآن، تنديدا في أنحاء العالم العربي والإسلامي.
رفض إماراتي
وفي الإمارات، أعرب الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، عن رفضه موجة الكراهية ضد الإسلام في السويد.
وقال في تغريدة عبر حسابه في موقع "تويتر":" موجة الكراهية والتعصب التي تشهدها السويد ضد ديننا الإسلامي الحنيف مرفوضة وتشكل خطراً لتبنيها فكراً رافضاً لمبادئ التعايش".
وبين أن "ما يجري يؤكد نجاعة نهج التسامح الذي يُميز الإمارات واختارته مساراً لها وانعكس إيجاباً على مجتمعها الذي تعيش فيه العديد من الثقافات والديانات بكل أمن واستقرار".
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها، اليوم الإثنين، رفض دولة الإمارات الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار والتي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.
الخارجية الإماراتية جددت في البيان دعوتها الدائمة إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف، ووجوب احترام الرموز الدينية، ودعت إلى الابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان والمقدسات، وإلى ضرورة نشر قيم التسامح والتعايش.
نموذج ملهم
وتترجم دولة الإمارات أهداف ومبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية الداعية لنشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش والسلام في سياستها الداخلية والخارجية.
وتجسد دولة الإمارات على أرض الواقع تلك المبادئ والأهداف، باحتضانها أكثر من 200 جنسية من مختلف الأديان والثقافات يعيشون على أراضيها بانسجام ووئام في دار زايد، واحة الإنسانية ومنارة التسامح.
وكفلت قوانين دولة الإمارات للجميع الاحترام والتقدير، وجرّمت الكراهية والعصبية وأسباب الفرقة والاختلاف، كما أنها تعد شريكاً أساسياً في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز.
وتستضيف دولة الإمارات عشرات الكنائس المسيحية ومعبدين هندوسيين وكنيسا يهوديا ومعبدا للسيخ وديرا بوذيا.
وخلال العام الجاري سيكتمل بيت العائلة الإبراهيمية، الذي سيجمع بيوت العبادة المسيحية واليهودية والإسلامية تحت سقف واحد.
كما تجسد دولة الإمارات روح الأخوة الإنسانية في أسمى معانيها، في سياستها الخارجية، من خلال مبادراتها وجهودها الإنسانية والإغاثية التي لا تتوقف على مدار العام، ضمن استراتيجية تنتهجها وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
وكانت وثيقة الأخوة الإنسانية طالبت قادة العالم وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمي بالعمل جدياً على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فوراً لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حالياً من حروب وصراعات.
وتؤكد الوثيقة أن "الأديان لم تكن أبدا بريداً للحروب أو باعثة لمشاعر الكراهية والعداء والتعصب، أو مثيرة للعنف وإراقة الدماء".
وطالبت الوثيقة "الجميع بوقف استخدام الأديان في تأجيج الكراهية والعنف والتطرف والتعصب الأعمى، والكف عن استخدام اسم الله لتبرير أعمال القتل والتشريد والإرهاب والبطش".
وركزت الوثيقة على إبراز التعاليم الصحيحة للأديان في أكثر من بند، وربطها بالحفاظ على الحياة والسلام والتسامح.، وشددت على أن "التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام، وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وتكريس الحكمة والعدل والإحسان، وإيقاظ نزعة التدين لدى النشء والشباب، حماية للأجيال الجديدة من سيطرة الفكر المادي، ومن خطر سياسات التربح الأعمى واللامبالاة القائمة على قانون القوة لا على قوة القانون".
وتبرئ الوثيقة الأديان من الإرهاب، مشددة على "أن الإرهاب البغيض الذي يهدد أمن الناس، سواء في الشرق أو الغرب، وفي الشمال أو الجنوب، ويلاحقهم بالفزع والرعب وترقب الأسوأ، ليس نتاجاً للدين، حتى وإن رفع الإرهابيون لافتاته ولبسوا شاراته".
aXA6IDE4LjIyMi4xNjYuMTI3IA== جزيرة ام اند امز