"بي واي دي" عملاق ينافس نفسه.. 150 ألف سيارة كهربائية في تايلاند
بوتيرة متسارعة، تمضي "بي واي دي" عبر إنجازات مستقبلية ومرحلية إلى التحول لعملاق ضخم بسوق السيارات الكهربائية، لا ينافسه سوى نفسه.
وتستحوذ "بي واي دي" التي يقع مقرها في مركز التكنولوجيا في مدينة شنجن، على نحو 26% من مبيعات السيارات الجديدة العاملة بالكهرباء في الصين، متقدّمة بكثير على "تسلا" التي تحتل المرتبة الثانية بنسبة 11%، وفقاً لـ"سيتي جروب".
كذلك بدأت "بي واي دي" بيع سيارتها الكهربائية ذات الدفع الرباعي "هان" في البرازيل، وأبرمت اتفاقيات مع شركاء لفتح وكالات في أستراليا ونيوزيلندا، وكشفت مؤخراً عن خطط لدخول العديد من الدول بما في ذلك ألمانيا وإسرائيل وتايلاند.
تايلاند.. وجهة نمو وازدهار جديدة
تايلاند ستكون مرحلة النمو والتطور الجديدة لأهداف وطموحات شركة "بي واي دي" الصينية لصناعة السيارات، حيث أعلنت الخميس 8 سبتمبر 2022، أنها ستقوم ببناء مصنع في تايلاند لبدء إنتاج 150 ألف سيارة كهربائية سنويًا اعتبارًا من عام 2024.
ومن جانبه، قال "ليو شيوليانغ" مدير عام المبيعات في آسيا والمحيط الهادئ لدى الشركة، إن المصنع سينتج السيارة الكهربائية بالكامل "أتو 3"، مضيفًا أن "بي واي دي" تدرس أيضًا إمكانية إنتاج البطاريات وأجزاء السيارات حسب الطلب؛ وفق ما أوردت "رويترز".
وذكرت صانعة السيارات الكهربائية الصينية في بيان مشترك مع المطور الصناعي التايلاندي "دابليو إتش إيه جروب" أنه تم توقيع اتفاقية شراء لـ 96 هكتارًا (237 فدانًا) من الأراضي في مقاطعة رايونغ الشرقية من أجل بناء المصنع.
وكان قد وافق مجلس الاستثمار التايلاندي الشهر الماضي على المشروع الذي تبلغ تكلفته 17.9 مليار بات (491.49 مليون دولار) لإنتاج السيارات الكهربائية.
وتهدف أكبر شركة لتصنيع السيارات الكهربائية في الصين إلى بيع 10 آلاف سيارة في تايلاند مع التصدير إلى دول جنوب شرق آسيا وأوروبا، بينما تسعى الحكومة التايلاندية إلى إنتاج حوالي 700 ألف سيارة كهربائية بحلول عام 2030، أو ما يعادل 30% من إجمالي صناعة السيارات.
صحوة "بي واي دي" تهز تسلا
تغير كبير قد تشهده صناعة السيارات مع التحول الكبير بمحركات المشهد الكهربائي، واستحواذ شركات صينية على قيادة السوق بدلًا من تسلا.
اليوم، تتطلع شركة "بي واي دي" الصينية إلى السيطرة على السوق والصناعة العالمية بدلًا من شركة تسلا الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية.
استطاعت "تسلا" ورئيسها التنفيذي ذو الشهرة الواسعة إيلون ماسك الاستحواذ على اهتمام المستثمرين والسائقين في جميع أنحاء العالم برؤيتها لمستقبل التنقّل الكهربائي. لكن مؤسس شركة "بي واي دي" ورئيسها التنفيذي الملياردير وانغ تشوان فو ينافس لتحويل شركته، التي تُعدّ بالفعل أكبر مُنتج للسيارات الكهربائية في سوق الصين شديد التنافسية، إلى لاعب عالمي رئيسي في النقل الكهربائي باتبّاعه لنهج مختلف تماماً.
وإن نجح مؤسس "بي واي دي" في التوسع دوليًا فقد يحقق مستوى من الاعتراف والحجم الذي استعصى على عدد لا يحصى من شركات صناعة السيارات الصينية الأخرى.
إن تبني "بي واي دي" لنهج التكامل العمودي في التصنيع قد يمثل أكبر اختلاف لها عن "تسلا"، وربما ميزة لصالحها عن "تسلا" وشركات صناعة السيارات سواء الأقدم، أو التي تدخل الآن مجال صناعة السيارات الكهربائية. كان وانغ، وهو خريج كلية الكيمياء وينتمي إلى عائلة زراعية من أوائل المدافعين عن هذه الاستراتيجية، حيث لم يقتصر دور شركة "بي واي دي" على تصنيع المركبات فحسب، بل أنتجت أيضاً أشباه الموصلات والبطاريات الخاصة بها.
وتعد الآن ثالث أكبر منتج في العالم لبطاريات السيارات الكهربائية، وتمتلك 14% من السوق العالمية في هذا القطاع، بعد منافستها الصينية "كونتيمبوراري أميبريكس تكنولوجيز" و"إل جي إنيرجي سيلوشن" (LG) في كوريا الجنوبية. وقال نائب الرئيس التنفيذي، ليان يو بو خلال يونيو الماضي إن الشركة تستعد لبيع البطاريات لشركة "تسلا".
وقاد تزايد الطلب على المركبات الكهربائية إلى حدوث نقص في الليثيوم، وهو مادة أساسية في البطاريات. ويعتمد وانغ الآن على المكاسب من بناء علاقات وثيقة مع منتجي المعدن الأساسيين.