من داخل "الكاف".. كيف بدأت أزمة نادي القرن؟
"العين الرياضية" تستعرض على ألسنة المسؤولين السابقين داخل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم كيف بدأت أزمة نادي القرن.. تعرف على التفاصيل.
20 عاما مرت على إعلان الأهلي المصري ناديا للقرن في قارة أفريقيا، غير أن تلك المدة الطويلة لم تكن كافية لتنتهي الأزمة التي تفجرت مع حصول النادي الأحمر على اللقب.
بين كل فترة والأخرى، تظهر الأزمة على الساحة مجددا، مع تجدد مواقف مجالس إدارة نادي الزمالك المصري المتعاقبة، التي تطالب بمنح النادي الأبيض لقب نادي القرن، باعتباره الأكثر تتويجا في القرن الماضي.
"العين الرياضية" تسلط الضوء على تصريحات المسؤولين داخل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في نهايات القرن الماضي، وهي الفترة التي شهدت وضع المعايير التي تم على أساسها تحديد الفائز بلقب نادي القرن الأفريقي.
بداية الفكرة
فيكن جيزمجيان، مدير العلاقات العامة والإعلام السابق بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم، كشف في تصريحات تليفزيونية عن السبب الرئيسي وراء الاستقرار على إطلاق لقب نادي القرن الأفريقي.
وقال جيزمجيان إن فكرة إطلاق لقب نادي القرن جاءت بسبب إصدار الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء تصنيفا مشابها لأفضل الأندية الأفريقية منذ عام 1991.
مدير العلاقات العامة والإعلام السابق بـ"الكاف" أكد أن مصطفى مراد فهمي، السكرتير العام السابق للاتحاد القاري، هو من اقترح فكرة وضع التصنيف عام 1994، وذلك احتفالا بمناسبة مرور 30 عاما على انطلاق بطولة دوري أبطال أفريقيا.
معايير الاختيار
مصطفى مراد فهمي أكد في تصريحات تليفزيونية سابقة أنه هو من قام بوضع معايير اختيار لقب نادي القرن في أفريقيا، بالتشاور مع جيزمجيان، قبل انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1994.
فيكن جيزمجيان أكد على صحة رواية السكرتير العام السابق لـ"الكاف"، ولكنه أشار إلى أن دوره كان قاصرا على تطبيق المعايير التي حددها مصطفى مراد فهمي نفسه، بالتشاور مع عبده صالح الوحش، المدير الفني للاتحاد الأفريقي لكرة القدم في ذلك الحين.
المعايير نصت على حصول بطل بطولة أفريقيا للأندية بشكلها القديم على 4 نقاط، ومثلها لبطل كأس الكؤوس، مقابل 3 نقاط للوصيف في البطولتين، ونقطتين للفرق التي تصل إلى نصف النهائي، ونقطة وحيدة للفريق الذي يصل إلى الدور ربع النهائي، ومثلها لبطل السوبر الأفريقي.
وبعد تطبيق الشكل الجديد لبطولة دوري أبطال أفريقيا بدور المجموعات عام 1997، تم منح بطل البطولة 5 نقاط، مقابل 4 للوصيف، و3 لوصيف المجموعتين بالدور ربع النهائي، ونقطتين لصاحب المركز الثالث بالمجموعة، ونقطة لصاحب المركز الأخير.
المعايير وضعت الأهلي في المقدمة في تلك الفترة برصيد 34 نقطة، بفارق 15 نقطة كاملة عن الزمالك، الذي حل في المركز السادس برصيد 19 نقطة.
وأشار جيزمجيان في تصريحاته إلى أن هذا التصنيف لم يُحدث أي رد فعل، لا سيما وأنه لم يُرسل إلى الاتحادات المحلية، وتم الاكتفاء بنشره في نشرة أخبار "الكاف"، والتي كانت تصدر باللغتين الإنجليزية والفرنسية.
جيزمجيان أكد أن هذا التصنيف لا بد من وجود موافقة عليه قبل نشره، سواء من قبل عيسى حياتو، الرئيس السابق للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، أو من قبل اللجنة التنفيذية لـ"الكاف".
الأهلي نادي القرن
وأوضح جيزمجيان أن فكرة الإعلان عن نادي القرن جاءت مع إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم تتويج ريال مدريد الإسباني بلقب نادي القرن في العالم، وفقا لتصويت الصحفيين والفنيين وقراء مجلة "الفيفا".
مدير العلاقات العامة والإعلام السابق بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم أكد أنه تم عقد اجتماع داخل أروقة "الكاف" بعد إعلان "الفيفا"، تم فيه الاستقرار على إقامة حفل في جنوب أفريقيا في مايو/آيار 2001، لاختيار الفرق والمنتخبات الأفضل في القارة خلال القرن السابق.
مصطفى مراد فهمي أكد أنه مع حلول عام 2000، كان لا بد من اختيار ناديا للقرن الأفريقي، وتم الاستقرار على تطبيق القواعد التي تم اختيارها في عام 1994 بالنسبة للأندية، خاصة وأنها لم تلقَ أي اعتراضات مع بداية نشرها.
ووفقا للمعايير التي اعتمدت على النقاط، نجح الأهلي في الحصول على لقب نادي القرن الأفريقي برصيد 40 نقطة، متفوقا على الزمالك صاحب المركز الثاني برصيد 37 نقطة.
ومنذ تلك اللحظة، ظلت مسألة لقب نادي القرن الأفريقي من المسائل الشائكة، ليس فقط على المستوى المصري، ولكن أيضا على المستوى الأفريقي، في ظل مطالبة الزمالك بالحصول على اللقب، باعتباره الأكثر تتويجا في القرن الماضي بـ9 ألقاب، مقابل 7 حصل عليها غريمه التقليدي الأهلي.