انتخابات الكاف.. تحالف قوي ضد "ورقة" التونسي بوشماوي
حرب الكواليس تحتدم قبل انتخابات رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم المقرر لها في مارس العام المقبل.. تعرف على التفاصيل
سيكون الاتحاد الأفريقي لكرة القدم على موعد مع استحقاق انتخابي جديد يوم 12 مارس/آذار المقبل، تزامنا مع الولاية الأولى للملغاشي أحمد أحمد الرئيس الحالي.
ولم يحسم الملغاشي، موقفه النهائي بشأن إمكانية الترشح لولاية ثانية، ولو أنه بدأ التحرك في الكواليس من أجل الحصول على دعم الاتحادات المحلية في القارة الأفريقية.
في المقابل، أعربت شخصيات عديدة عن رغبتها في الترشح لرئاسة "الكاف"، من بينها التونسي طارق بوشماوي، والمصري هاني أبوريدة عضوا المكتب التنفيذي للاتحادين الدولي والأفريقي لكرة القدم.
تحالف قوي
مصادر مطلعة على الشأن الأفريقي أبلغت مراسل "العين الرياضية" بوجود تحالف قوي يقوده الرئيس الحالي للكاف، ونائباه المغربي فوزي لقجع والكونغولي كونستانت عوماري، فضلا عن المصري هاني أبوريدة، للإبقاء على المجلس الحالي لفترة جديدة.
ويسعى هذا التحالف لاستمالة وديع الجريء، رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم، الطامح لدخول الانتخابات الخاصة بالمكتب التنفيذي الجديد للاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
ويشكل الجريء ورقة رابحة في مشروع التحالف، باعتباره الشخص الوحيد القادر على قطع الطريق على مواطنه طارق بوشماوي الذي تلقى وعودا بالتصويت له من قبل 26 اتحادا محليا، في حال ترشحه لرئاسة "الكاف".
ويحتاج بوشماوي للحصول على وثيقة رسمية من الاتحاد التونسي لكرة القدم تسمح له بالترشح لانتخابات الرئاسة، وهو الأمر الذي يتعارض مع رغبة الجريء الذي يخطط للاستفادة بالمقعد التونسي بهدف المشاركة في انتخابات المكتب التنفيذي للكاف.
وكان بوشماوي تقدم بطلب رسمي للهيكل المشرف على كرة القدم التونسية للحصول على هذه الوثيقة المهمة، غير أنه لم يجد إجابة بعد، سواء بالرفض أو الموافقة.
ويتعرض الجريء لضغوطات محلية بهدف تسهيل مهمة طارق بوشماوي للترشح لانتخابات رئاسة الكاف، في الوقت الذي تلقى وعودا صريحة من الطرف الآخر لمساعدته على دخول المكتب التنفيذي الجديد للاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
بوشماوي ضد الجميع
دخل طارق بوشماوي في حرب مفتوحة مع رئيس الكاف أحمد أحمد، فضلا على زملائه في المكتب التنفيذي لكرة القدم، وتحديدا الثنائي المغربي فوزي لقجع والكونغولي كونستانت عوماري، منذ أكثر من عام.
بداية الحرب كانت بسبب القرار الذي اتخذه المكتب التنفيذي للكاف في شهر يونيو/حزيران عام 2019، والقاضي بإعادة مواجهة إياب نهائي دوري أبطال أوروبا 2019 بين الترجي التونسي والوداد المغربي.
وكانت موقعة رادس لم تستكمل بسبب رفض الفريق المغربي مواصلة اللعب, مما دفع الحكم الجامبي باكاري جاساما لإنهاء المباراة قبل نهايتها ومنح اللقب لنادي الترجي التونسي.
قرار المكتب التنفيذي للكاف لم يتقبله طارق بوشماوي الذي وجه اتهامات خطيرة لزملائه، قبل أن يقرر تعليق نشاطه في المكتب التنفيذي.
ومنذ ذلك التاريخ، باتت علاقة بوشماوي صدامية مع رئيس الكاف وأعضاء المكتب التنفيذي، كما أصبح يخطط بشكل جدي في رئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
من هو طارق بوشماوي؟
طارق بوشماوي من مواليد 29 أبريل/نيسان 1963 بمدينة "بوشمة" بولاية "قابس" جنوب الجمهورية التونسية.
اكتفى بممارسة كرة اليد والقدم بسن صغيرة بنادي الترجي، قبل أن يسافر سنة 1982 للولايات المتحدة الأمريكية من أجل دراسة الهندسة.
نشاطه المهني يقوم أساسا على التنقيب عن البترول والغاز الطبيعي، حيث يملك عدة شركات أبرزها شركة "إتش بي إس" التونسية.
يملك بوشماوي ثروة كبيرة جعلته يتواجد ضمن قائمة أغنى 10 رجال أعمال في تونس، وعرف بعلاقاته القوية مع عدد كبير من الاتحادات الأهلية لكرة القدم في أفريقيا، ما جعله في مرحلة أولى يدخل المكتب التنفيذي للكاف، قبل أن يكتسح في سنة 2017، انتخابات المكتب التنفيذي للفيفا ويصبح أحد أعضائه.
يخطط بوشماوي، حال نجاحه في الفوز برئاسة الكاف"، لإحداث ثورة في كرة القدم الأفريقية من خلال تغيير الشكل الحالي لمسابقات الأندية والمنتخبات، فضلا عن دعم الاتحادات المحلية بهدف تطوير اللعبة في كامل أرجاء القارة.
الخطة الثانية.. أبوريدة
بحسب مصادر بالكاف لمراسل العين الرياضية، فقد يكون بديل الملغاشي أحمد، هو المصري هاني أبوريدة، الذي يلقى الدعم من التحالف القوي في المؤسسة الكروية الأولى في القارة.
أحمد أحمد لاحقته عدة قضايا فساد مؤخرا، حيث اتهمه الراحل عمرو فهمي، السكرتير العام السابق للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بالفساد المالي والأخلاقي، وهو ما أطاح به من منصبه العام الماضي.
الأقوال والتداعيات الكبيرة حول رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم أجبرت الاتحاد الدولي للعبة على تعيين لجنة للإشراف المالي على "الكاف" برئاسة أمينته العامة فاطمة سامورا.
سامورا انتهت من إعداد التقرير المالي، لكن تسريبات نشرها موقع "fifacolonialis"أكدت صحة اتهامات عمرو فهمي، حيث أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إلى وجود فجوة مالية تقدر بـ24 مليون دولار في حسابات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، كشفت عنها عمليات تدقيق حسابات مستقلة.
ورد الكاف حينها في بيان رسمي بنيته اتخاذ جميع الإجراءات القانونية، ضد التقارير الصحفية التي ادعت أمورا غير صحيحة، وتعهد باستمرار الإصلاحات الهيكلية.
ولاحقا قامت السلطات الفرنسية، في شهر يونيو/حزيران الماضي، باستجواب أحمد أحمد رئيس "الكاف"، على خلفية شبهات فساد أبرزها فسخ التعاقد من جانب واحد مع إحدى شركات التجهيزات الرياضية.
مصادر متطابقة أخطرت مراسل "العين الرياضية" أنه في حال تأزم موقف أحمد أحمد، أو اقتراب الفصل في القضايا المتعلقة بالفساد، فإن البديل سيكون أبوريدة، ليعيد مقعد رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إلى مصر بعد غياب استمر 52 عاما.
المصري عبدالعزيز سالم كان أول من شغل منصب رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عام 1957، ولكنه لم يستمر فيه سوى لعام وحيد، وخلفه مواطنه محمد عبدالعزيز مصطفى الذي استمر 10 سنوات، حتى 1968.
ومنذ ذلك الحين، لم ينجح أي مصري في الحصول على المقعد، إذ شغله السوداني عبدالحليم محمد، والإثيوبي يدنكاتشيو تسيما، والكاميروني عيسى حياتو، قبل وصول الملغاشي أحمد أحمد إلى هذا المقعد.
أبو ريدة علق سابقا على إمكانية ترشحه قائلا: "الترشح لرئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم سابق لأوانه، يوجد رئيس حالي الآن له كل الاحترام، ولم أحسم قراري بعد".
وأضاف: "من واجبي كعضو مجلس تنفيذي أن أحترم وجود رئيس الاتحاد الحالي المستمر في عمله حتى 2021".
6 مرشحين نصفهم عرب
وبعيدا عن المصري هاني أبوريدة "67 عاما"، والتونسي طارق بوشماوي "53 عاما"، تناولت تقارير صحفية في وقت سابق أسماء بعض المرشحين لرئاسة الكاف، بينهم الموريتاني أحمد ولد يحيى "44 عاما"، والإيفواري جاك أنوما "69 عاما"، والسنغالي أوجاستين سينجور "55 عاما" وكونستانت عوماري رئيس اتحاد الكونغو الديمقراطية لكرة القدم "62 عاما".