القاهرة تواصل مساعيها لوقف بيع رأس توت عنخ آمون بلندن
صحيفة التايمز البريطانية ترجح أن رأس تمثال توت عنخ آمون المقرر طرحه للبيع في مزاد بلندن بعد يومين ربما نهب من معبد الكرنك بالأقصر.
رجحت صحيفة "التايمز" البريطانية أن رأس تمثال توت عنخ آمون المقرر طرحه للبيع في مزاد بلندن بعد يومين "ربما يكون مسروقا من معبد الكرنك بالأقصر".
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال آلاف السنين منذ نحته، شهد تمثال توت عنخ آمون النصفي من حجر الكوارتزيت نهوض وسقوط الإمبراطوريات وانحسار وتدفق 3000 فيضان على نهر النيل، واستمر بعد نهاية عصر الفراعنة، حتى اكتشاف قبر الرجل الذي أعطاه شكله.
ورغم كل الأحداث التي شهدها، فإن ما يريد مؤرخو الفن معرفته حقاً هو ما حدث للتمثال في أوائل سبعينيات القرن الماضي، هل كان موجودا على رف مدفأة إحدى الشقق السكنية بالعاصمة النمساوية في فيينا، كما تزعم دار مزادات "كريستيز"، أم نهبه اللصوص من معبد الكرنك، كما تقول الحكومة المصرية التي تحاول منع بيعه.
وتقول "كريستيز" إن رأس التمثال ستباع في مزاد من مجموعة ريساندرو الخاصة في يوليو/تموز الجاري، في عملية بيع تشمل رؤوسا رخامية يرجع تاريخها إلى روما القديمة، وتابوتا مصريا خشبيا مطليا، وتمثالا مصريا من البرونز.
وأوضحت أنها حصلت على المقتنيات الحالية من "هاينز هيرتسر، وهو تاجر نمساوي عام 1985، وقبل ذلك، استحوذ عليها جوزيف ميسينا، تاجر نمساوي، في الفترة بين عامي 1973-1974 من الأمير فيلهلم فون ثور أوند تاكسي، الذي يعتقد أنه امتلكها ضمن مجموعته في ستينيات القرن الماضي.
وقالت الصحيفة إن نجل الألماني الأمير فيلهلم فون ثورن أوند تاكسي، المدرج كأول مالك معروف للتمثال، والذي يعتقد أنه امتلكه ضمن مجموعته في ستينيات القرن الماضي، قال إنه لا يتذكر التمثال النصفي.
وأضاف فيكتور فون ثورن متشككا أثناء حديثه إلى موقع "لايف ساينس"، أنه يعتقد أنه من المحتمل أن يكون والده، الذي لم يكن رجلاً ثريا، يملك قطعة أثرية لا تقدر بثمن نسي ذكرها.
بدورها أشارت ابنة عمه داريا فون ثورن، إلى أن عمها لا يهتم بالفن أو القطع الأثرية القديمة، وقالت: "لم يكن شخصاً مهتمًا بالفن".
ومن المقرر بيع التمثال في مزاد كريستي، الخميس المقبل، بقيمة 4 ملايين جنيه إسترليني، بعد أن تسبب إدراجه في قائمة المقتنيات المطروحة للبيع الشهر الماضي في "نزاع دبلوماسي بسيط" عندما أعلنت السلطات المصرية نيتها منع بيعه.
وتابعت الصحيفة متسائلة: "إذا كان (فيلهلم)، وهو عضو بارز في المقاومة النمساوية المناهضة للنازية، يمتلك بالفعل التمثال، فكيف استمر في العيش بشكل متواضع بعد بيعه المفترض".
ويجسد التمثال رأسا منحوتا من حجر الكوارتزيت البني للفرعون الشاب، على هيئة الإله آمون، ومن المتوقع أن يباع بأكثر من 4 ملايين إسترليني (5 ملايين دولار) في مزاد في 4 يوليو/تموز الجاري.
ويبلغ طول رأس التمثال 28.5 سم ويعود تاريخه إلى أكثر من 3000 عام، و"ينضح بالقوة والهدوء"، وفقًا لقائمة دار "كريستيز".
ويخشى المسؤولون المصريون أن يكون رأس التمثال قد سرق من مجمع معبد الكرنك، وهو موقع قديم شاسع في مدينة الأقصر الجنوبية.
وقال الدكتور زاهي حواس وزير الآثار المصري الأسبق: "يبدو أن رأس التمثال نُهب من معبد الكرنك (بالأقصر)"، ويعتقد أنه غادر مصر عام 1970.
وأضاف: "لا أعتقد أن لدى كريستيز المستندات لإظهار أن الرأس غادرت مصر بطريقة قانونية، هذا مستحيل، كريستيز ليس لديها أي دليل على الإطلاق لإثبات ذلك، وبالتالي يجب إعادته إلى مصر".
aXA6IDMuMTQ1LjkzLjIyNyA= جزيرة ام اند امز