من القاهرة إلى موسكو.. ليبيا تفتش مع مصر عن الأمن والاستقرار
هي الدولة الأقرب لليبيا جغرافيا، ناهيك عن روابط المصاهرة والتاريخ المشترك، عوامل دفعت السلطات المصرية لعقد مباحثات مشتركة مع ليبيا اليوم تصب في صالح الدولتين الجارتين.
أول تلك المباحثات ما تم بين نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي عبد الله اللافي في القاهرة التي يزورها منذ يومين ونائب وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية السفير حمدي سند لوزا.
- تحركات عربية لدعم المصالحة الوطنية في ليبيا.. لقاء وتطلعات
- المصالحة والانتخابات.. مباحثات كندية ليبية لدعم الاستقرار
ووفق بيان للرئاسي الليبي فقد "استقبل عبد الله اللافي، الخميس، في مقر إقامته بالقاهرة المسؤول المصري حمدي سند لوزا الذي اطلع على جهود المجلس الرئاسي في إنجاز الاستحقاقات المتعلقة بمشروع المصالحة الوطنية باعتباره أساساً لنجاح العملية السياسية وإلى الاستعدادات لإقامة المؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية".
وأكد المسؤول الليبي للمسؤول المصري خلال المباحثات "أهمية دور مصر الشقيقة في دعم هذه الجهود".
وفي القاهرة أيضا التقى اللافي، الأربعاء، أمين جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في مقر الجامعة لمناقشة آخر التطورات السياسية التي شهدتها ليبيا.
وقد تناول لقاء أمس مشروع المصالحة الوطنية الذي يشرف عليه المجلس الرئاسي والخطوات المقبلة لجمع كل الأطراف السياسية من أجل المرور إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية يقبل بنتائجها الجميع.
وخلال اللقاء أكد اللافي أن "مشروع المصالحة الوطنية هو الخيار الوحيد الذي يفضي إلى المسار الديمقراطي"، مستعرضاً نتائج المؤتمر التحضيري الذي نجح في لم شمل الليبيين.
كما أكد على عزم الرئاسي في السير قدمًا لأجل إنجاح المؤتمر الجامع المزمع عقده خلال الأشهر المقبلة، مشيرًا لدور الجامعة العربية في دعمه.
من جانبه، ثمن أبوالغيط عاليًا جهود المجلس الرئاسي لإنجاح تمهيد الطريق السلمي للوصول لمعالجة الانسداد السياسي ودعم العملية السياسية.
و" المصالحة الوطنية الشاملة "هو مشروع أطلقه المجلس الرئاسي الليبي للم شمل الليبيين وذلك وفق مهمته الأولى التي كلف بها من قبل ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي رعته الأمم المتحدة بين أطراف النزاع الليبي في جنيف والذي انبثق عنه المجلس الرئاسي كسلطة ليبية في 5 فبراير/شباط 2021.
وفي حين أعلن المجلس الرئاسي في 9 سبتمبر/أيلول 2021 عن المشروع، بدأ في مارس/آذار قبل الماضي رسميا في العمل عليه عبر إجراء حوارات مع فئات عديدة من الشعب الليبي منها الأحزاب والقبائل والسياسيين ومنظمات المجتمع المدني مدفوعا بنية حل الأزمة التي شهدتها البلاد بالتزامن مع ذلك التاريخ.
مباحثات في موسكو
واليوم الخميس أيضا، عقدت مباحثات ليبية مصرية في العاصمة الروسية موسكو بين مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم بوشناف، ووفد مصري رفيع المستوى وذلك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة الحادية عشر لمنتدى الأمن الدولي المنعقدة هناك.
ووفق بيان للمكتب الإعلامي الخاص بمستشار الأمن القومي الليبي، فإن الوفد المصري يضم مستشارة الرئيس للأمن القومي السفيرة فايزة أبوالنجا ووزير الداخلية الأسبق، ومستشار الرئيس لشؤون مكافحة الإرهاب مجدي عبد الغفار، إضافة إلى سفير مصر لدى روسيا نزيه النجاري.
وقال المكتب الإعلامي إن بوشناف "ناقش مع الوفد المصري خلال الاجتماع العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ومعظم قضايا الأمن القومي التي تهم المنطقة والأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية والدولية".
المسؤول الليبي التقى في موسكو اليوم أيضا رئيس مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي بتروشيف، وناقش معه العلاقات الثنائية ومختلف قضايا الأمن القومي التي تهم البلدين وفق بيان آخر لمكتبه الإعلامي.
كما بحث بوشناف مع المسؤول الروسي " الأوضاع الراهنة في المنطقة وعلى رأسها الأزمة الليبية وتداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية".
ويكافح الليبيون بدعم من الأمم المتحدة عبر بعثتها لدى ليبيا للوصول إلى انتخابات في البلاد العام الجاري 2023 لحل أزمة صراع على السلطة بين حكومة عينها مجلس النواب مطلع العام الماضي برئاسة فتحي باشاغا الذي أوقف عن العمل قبل أيام وكلف أسامه حماد مكانه، وحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي عبر برلمان جديد منتخب وفق ما يقول.