من كاليه إلى لندن.. "قُبلة النجاة" لمسرح اللاجئين
مسرحية "الغابة" كتبها مؤلفان بريطانيان يحاولان استخدام الفن لخلق حياة جديدة للاجئين.. ما الحكاية؟
عندما أُغلقت الخيمة التي استضافت "مسرح فرصة جيدة"، في ربيع العام الماضي، مع تفكيك السلطات لمخيم "الغابة" للاجئين في مدينة كاليه الفرنسية، تعهد المؤلفان المسرحيان البريطانيان، اللذان أنشآ الخيمة، بأن القصة لن تنتهي.
- تاريخ اللاجئين الفلسطينيين في معرض "فوتوغرافي" برام الله
- اليونان تستعد لإجلاء آلاف المهاجرين من جزرها
يومها، قال أحدهما، وهو جو ميرفي لصحيفة "أوبزرفر" البريطانية، "نعلم بأنها ليست النهاية".
وخلال عطلة نهاية هذا الأسبوع ستظهر نقطة تواصل جديدة، فلن يتم فقط، افتتاح مسرحية "الغابة" التي كتبها ميرفي مع جو روبرتسون، في العاصمة البريطانية لندن، بل كشف المؤلفان أيضا، عن أن مسرح اللاجئين الخاص بهما سيظهر مجددا، الشهر المقبل، في باريس.
ويقول ميرفي: "هذا تطور مثير حقا بالنسبة لنا"، قبل أن يستدرك "نأمل أن يصبح هذا نموذجا: مكان في مدينة للأشخاص الجدد، ليجدوا بعضهم البعض ويجتمعوا سويا".
وسترتفع قبة كبيرة وأخرى صغيرة، وهما هيكلان مؤقتان، بداية من 23 يناير/كانون الثاني المقبل لمدة 10 أسابيع مبدئيًا بجوار مركز لاستقبال اللاجئين في باريس، يُسمى "La Bulle" أو الفقاعة.
ويقع المخيم شمال المدينة، زرحب بنحو 20 ألف شخص منذ أن افتتحته المؤسسة الخيرية الفرنسية Emmaüs Solidarité، قبل عام تقريبا، بناء على اقتراح من العمدة آن هيدالجو.
وبدءا من الشهر المقبل، وبدعوة من المؤلفين، سيعمل 3 من المقيمين في باريس على برنامج ترفيه، سيجمع كل أشكال الفنون.
وقال ميرفي إن المقيمين سيديرونه إلى جانب اللاجئين، وهم إليسا جيوفانيتي، التي عملت مع المؤلفين من قبل، وفينسنت مانجادو من مسرح دو سوليل، وجاك إيليس، وهو ممثل بريطاني يعيش هناك.
كما سيعود "عرض الأمل/ The Hope Show"، وهي أمسية كانت أحد أشهر الفعاليات المجتمعية في مخيم الغابة، للظهور مساء كل يوم سبت، وهي متاحة لجميع سكان باريس.
وقال روبرتسون: "هذا عنصر هام بالنسبة لنا"، موضحا أن المخيم يقع على بُعد ميل ونصف من وسط باريس، ولكن يمكن أن يكون كوكبا آخر، لذلك من المهم فتحه للجميع.
وكان اسم القبة الأصلية في مخيم الغابة "فرصة جيدة/ Good Chance"، على اسم جملة مستخدمة في المخيم، لإيجاد طريق للوصول إلى بريطانيا.
وأُغلقت الخيمة عندما تحركت السلطات الفرنسية لهدم جزء من المستوطنة، بسبب الظروف السيئة التي خلقها التجمع العشوائي للاجئين، في مارس/آذار 2016، وكان المسرح معفى قانونيا من الإزالة، لكن كان بلا جدوى بدون جمهوره.
والمسرح الباريسي الجديد هو نتاج شراكة مع المؤسسة الخيرية التي ستسمح له بتوفير مساحة إبداعية، لاستخدام اللاجئين والمهاجرين، الذين يُقال الآن إنهم يصلون إلى باريس بمعدل 80 إلى 100 شخص يوميا.
وصرح روبرتسون بأنه "من الواضح أن أزمة اللاجئين لا يمكن حلها من قبل أي دولة واحدة، ولكن مسئولية الفنانين هي خلق روابط جديدة بين الناس".