خبراء يرسمون مستقبل الجائحة: هدوء بعد أوميكرون.. والمفاجآت واردة
تتباين آراء العلماء حول مستقبل جائحة كورونا بعد موجة "أوميكرون" التي تضرب العالم الآن.
بعضهم توقع انخفاضا في حدتها، بينما رأى آخرون أن المتحورات أثبتت أنه من الصعب تحديد مسار الفيروس المستقبلي.
واستطلع موقع "ذا ستيت" الأمريكي، المعني بالشؤون الصحية، آراء عدد من العلماء توقعوا وجود حالة من الهدوء بعد موجة أوميكرون الأخيرة، لكنّ معظمهم ليسوا مستعدين للتنبؤ بأن ذلك إذا حدث سيكون نهاية فعلية للوباء. واتفقوا بشكل عام على أن تراكم مناعة السكان يمكن أن تبطئ من موجات الإصابة.
قال مايكل أوسترهولم، مدير مركز جامعة مينيسوتا لأبحاث وسياسات الأمراض المعدية: "سيكون لدينا هدوء نسبي بعد موجة أوميكرون"، إلا أنه أوضح أن انخفاض موجة أوميكرون ليس الآن بل بعد أسابيع، فلا يزال هناك الكثير من المصابين ينقلون الفيروس وسيصاب المزيد قبل انتهاء الموجة.
ويرى سكوت هينسلي، باحث اللقاحات في معهد علم المناعة بجامعة بنسلفانيا، أن أوميكرون هي الموجة الأخيرة لوباء كورونا، يقول: "سيكون هناك الكثير من المناعة وستنخفض معدلات انتقال الفيروس إلى أعراض أقرب إلى الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا التي تصيب الناس خلال أشهر الشتاء".
وتابع: "لا أحد منا يعتقد أن الفيروس سيختفي، لكن سيكون للفيروس فرصة أقل للتحور، لأنه سيكون هناك عدد أقل من المضيفين الذين يمكنهم التكاثر، وفي مجتمع المناعة، ستكون شدة المرض أقل".
ويرى العلماء أن الحماية الممنوحة عن طريق التطعيم أو العدوى السابقة يمكن أن تتضاءل بمرور الوقت، وأن متحورات كورونا تتهرب جزئيًا على الأقل من الحماية المناعية التي يكتسبها الإنسان.
أما بول بينياس، رئيس مختبر علم الفيروسات القهقرية في جامعة روكفلر، فيرى أن العلماء لا يعرفون الكثير عن مستويات المناعة التي قد تعطيها العدوى المتكررة للفرد"، مضيفا: "نحن لا نعرف إلى أي مدى يجب أن يتغير الفيروس للتهرب من مناعتنا، أو إلى أي مدى ستكون أدوات المناعة التي حصلنا عليها على نطاق واسع، ومتى سيحدث ذلك".
لكن هينسلي يرى أن لقاحات (كوفيد-19) الحالية، التي تستهدف سلالة مختلفة كثيرًا من الفيروس "واعدة"، ولا تزال قادرة على الحماية من المرض الشديد في موجة أوميكرون.
ويضيف: "معظم الذين تم تطعيمهم محميون من أعراض أوميكرون الشديدة، وهذا يجعلني آمل في أن ننتقل إلى الفصل الأخير حيث يظل الفيروس مستوطنًا، ولكن علينا أن نقلق كثيرًا بشأن المرض الشديد".
ويقول ديبتا بهاتاشاريا، اختصاصي المناعة في جامعة أريزونا، إن الأشخاص الذين يصابون بأوميكرون سيكون لديهم استجابات مناعية أوسع، ورغم من أن كوكبة الطفرات بالمتحور فريدة من نوعها، إلا أنها تتكون من تغييرات فردية شوهدت في المتغيرات الأخرى، وهذا حقًا يجب أن يمنحنا المزيد من الأجسام المضادة".
ويعتقد بهاتاشاريا أن هناك احتمالا أن نلتقط الأنفاس بعد أوميكرون، لكنه مثل معظم الخبراء حذر من احتمال أن يكون هناك متحور آخر غير مألوف يندفع نحونا.
وكان بهاتاشاريا يعتقد أن موجة دلتا ستكون النهاية، ثم جاء أوميكرون، متطورًا من جزء آخر من الشجرة التطورية لفيروسات كورونا المستجد.
ووجد بهاتاشاريا وآخرون أن الفيروس يملك قدرة ملفتة على العودة إلى ماضيه لإنتاج متغيرات ليست منبثقة عن فيروسات حديثة.
ويقول: "أوميكرون ليس مشتقًا من دلتا، ولذا فإن هذا ما يجعله غير متوقع إلى حد ما فيما يتعلق بما سيحدث بعد ذلك".
ويوافقه الرأي آدم كوتشارسكي، الأستاذ المشارك في علم أوبئة الأمراض المعدية في مدرسة لندن للصحة وطب المناطق الحارة، والذي حذر من أن الطريقة غير العادية التي تطورت بها متغيرات كورونا المستجد، تجعل المسار المستقبلي للفيروس من الصعب توقعه.
وحذر من أن الميزة الأكثر فائدة لأوميكرون هي ميله إلى التكاثر في الشعب الهوائية العليا، وليس في أعماق الرئتين حيث يمكن أن يؤدي إلى الالتهاب الرئوي.
ويضيف كوتشارسكي: "أعتقد أن الناس لديهم فكرة أن أوميكرون هو نهاية الوباء، وإن أي شيء تال سيكون منبثقا عنه، ثم نصل إلى هذا المستوى المنخفض، وربما الحالة الموسمية قليلاً، ولكن، بالنظر إلى ما رأيناه سابقًا، أعتقد أنه يتعين علينا أن ندرك أن هناك بعضا من عدم اليقين حول ذلك".
ويقول جون مور، عالم الفيروسات في كلية طب وايل كورنيل، إن انخفاض انتقال العدوى بعد أوميكرون "بالتأكيد سيناريو معقول" ، ولكن من الممكن أيضًا أن يظهر متغير آخر، فأنت لا تعرف ما يخبئه المستقبل".
ومع ذلك، يعتقد هينسلي أن أي متغير جديد سيكون له مهمة صعبة بعد أن يجتاح أوميكرون، ويقول "من الصعب تخيل، متغير آخر قادر على الحفاظ على نفسه في مجتمع شهد للتو هذه الموجة الضخمة من أوميكرون".
aXA6IDUyLjE1LjY4Ljk3IA== جزيرة ام اند امز