من أجل 10 دولارات.. عمّال البناء يخاطرون بحياتهم في كمبوديا
البنك الدولي لا يزال يُصنِّف حوالي ثلث البلاد على أنه "قريب من الفقر"، حيث بلغ متوسط الدخل السنوي حوالي 1380 دولاراً.
دفع الفقر آلاف الكمبوديين إلى الاستفادة من طفرة البناء التي تُموّلها الصين في بلادهم، غير أن هذا العمل قد يكون خطراً وأحياناً قاتلاً.
سام سوك (32 عاماً) حصلت على عمل بـ6 دولارات في اليوم كعاملة بناء، وهي تعلم أن هذه المهنة قد تكون خطرة، إذ قُتِل أخيراً 28 عاملاً بعد انهيار مبنى قيد الإنشاء وكان قريبها من بين المفقودين.
وقالت سام: "نحن نقبل بهذا النوع من العمل لأننا في حاجة إلى المال، لكن الآن نخشى أن نواجه المصير ذاته"، مضيفةً من مستشفى في سيهانوكفيل؛ حيث كانت تبحث عن قريبها المفقود: "نحن نعمل في خوف الآن".
ولحقت سام سوك مثل آخرين شائعات عن ثروات في سيهانوكفيل بعدما سمعت من القرويين في بلدتها عن الأموال التي يمكن جنيها هناك.
وهي تتقاضى 6 دولارات يومياً مقابل نقل الألواح الخشبيّة والمعدنيّة في مواقع مختلفة في هذه المدينة التي تشهد ازدهاراً سريعاً؛ حيث تُشيَّد العشرات من الكازينوهات والفنادق، التي تُموّلها الصين لخدمة صناعة السياحة المزدهرة.
ولدى وصول الأجور إلى 10 دولارات في اليوم، تكون هذه المبالغ في كثير من الأحيان أفضل مما يجنيه العمال في مزرعة أو حتى في مصنع.
وارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في كمبوديا، خلال السنوات الأخيرة مع تحوُّل الاقتصاد ببطء من زراعي إلى صناعي، وأصبح كثيرون يجدون الآن عملاً في قطاع الخدمات وصناعة الملابس، إضافة إلى أن فرص العمل في قطاع البناء تتضاعف بسرعة.
لكن البنك الدولي لا يزال يُصنِّف حوالي ثلث البلاد على أنه "قريب من الفقر"، إذ يبلغ متوسط الدخل السنوي حوالي 1380 دولاراً، أي أقل من العديد من البلدان المجاورة.
وساعدت الاستثمارات الصينية في دفع هذا التحوُّل الاقتصادي، وصبّ الأموال في إنشاء طرق وموانئ ومبانٍ جديدة في أنحاء كمبوديا، التي تعتبر حليفاً استراتيجياً مهماً لبكين، في جنوب شرق آسيا.
لكن هذه الطفرة في البناء أثارت أيضاً مخاوف بشأن إجراءات السلامة دون المستوى المطلوب في بلد لا يتمتع فيه معظم عمال البناء، البالغ عددهم 200 ألف، بحماية قانونية كافية.
وقضى كثيرون أثناء نومهم بعدما انهار مبنى قيد الإنشاء في الساعات الأولى من يوم السبت، ومثل معظم العمال المهاجرين كان هؤلاء يعيشون في المبنى الذي يبنونه ويملكه صينيون، بعدما سافروا بعيداً عن ديارهم لكسب مبالغ زهيدة من الأموال.
وقال كونغ أثيت، الأمين العام لاتحاد العمال الكمبودي، إن أصحاب المباني غالباً ما يغضون الطرف عن تدابير السلامة وبالتالي تزداد نسبة الحوادث.
وذكر عامل البناء، خماو، أنه لم يحصل على أي معدات سلامة في الموقع بسيهانوكفيل؛ حيث كان ينقل الحجارة الأسمنتية، مؤكداً أنه كان نائماً على مسافة حوالي 100 متر من موقع المبنى المنهار، عندما استيقظ فجأة وهو يهتز.
وأضاف خماو (36 عاماً): "ليس لدي سوى خوذة وأنا قلق على سلامتي"، وأوضح العامل الذي سافر أكثر من 300 كيلومتر من مقاطعة بري فينغ، لكسب 10 دولارات يومياً: "أريد العودة إلى المنزل لكن ليس لدي المال".
وعزا هان سن، رئيس الوزراء الكمبودي، الحادث المميت إلى غياب رقابة فعالة في الموقع، ما أدى إلى إقالة مسؤول رفيع المستوى وتقديم مسؤول آخر استقالته.
كما قدمت الحكومة تعويضات مالية تتراوح ما بين 10 آلاف إلى 70 ألف دولار لعائلات الضحايا والناجين.
aXA6IDMuMTQxLjM4LjUg جزيرة ام اند امز