تهديدات ترامب لكندا.. «فرصة ثانية» لحزب «ترودو»
![جاستن ترودو](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/11/155-231608-canada-liberal-party-trump_700x400.jpg)
غيّرت تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاستيلاء على كندا أولويات الناخبين إلى من يبدو الأنسب لمواجهته.
بعد ما يقرب من 10 سنوات من حكم الحزب الليبرالي، أدت أزمة تكاليف المعيشة المتفاقمة إلى خسارة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وحكومته للدعم، وتوقع خبراء استطلاعات الرأي أن يستولي حزب المحافظين بزعامة بيير بواليفير على أغلبية مقاعد البرلمان حيث كانت البلاد على أعتاب عصر محافظ جديد.
لكن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تتراوح من الإكراه الاقتصادي إلى الضم الصريح لكندا لتصبح الولاية الـ51 السياسة الكندية رأسًا على عقب بطريقة لم يكن من الممكن توقعها، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى تصعيد ترامب لخطابه حيث ادعى في تصريحات للصحفيين الأحد الماضي أن كندا "ليست قابلة للاستمرار كدولة" دون التجارة الأمريكية، وحذر من أنها لم تعد قادرة على الاعتماد على الولايات المتحدة للحماية العسكرية.
خلال العامين الماضيين، كان التفكير في مستقبل الحزب الليبرالي الكندي يركز على حجم خسارته في الانتخابات، لكن استطلاعات الرأي أشارت في الأسابيع الأخيرة إلى أن الليبراليين عكسوا سقوطهم الحر حيث كان ترامب عاملًا رئيسيًا في إحياء الحزب الواضح.
ومنذ تعليقات ترامب، شهدت كندا موجة وطنية وعلى غرار قبعات ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" انتشرت على نطاق واسع قبعات تحمل شعار "كندا ليست للبيع"، كما سخر الكنديون من الفرق الرياضية الأمريكية التي تزور البلاد.
وفي خضم التحول في المزاج العام، تقود حكومة ترودو نهج "كندا موحدة" للتهديد الناشئ من الجنوب.
وفي خطاب ألقاه مؤخرا ردًا على تهديدات ترامب، قال ترودو "في هذه اللحظة، يجب أن نتكاتف لأننا نحب هذا البلد.. لا نتظاهر بالكمال، لكن كندا هي أفضل دولة على وجه الأرض.. سنتغلب على هذا التحدي كما فعلنا مرات لا حصر لها من قبل معًا".
في المقابل فإن الطريق بالنسبة للمحافظين بزعامة بواليفير الذي استغل تيارًا شعبويًا في البلاد وأجرى مقارنات مع ترامب يبدو أقل وضوحًا.
وجد استطلاع للرأي أجرته شركة "إبسوس" أن المحافظين خسروا نحو 12 نقطة من الدعم خلال أسبوعين كما وجد استطلاع آخر في كيبيك، أنه إذا اختار الليبراليون محافظ البنك المركزي السابق مارك كارني زعيما لهم فإن الحزب سيتقدم كثيرًا على المحافظين وكتلة كيبيك الانفصالية ووجد استطلاع ثالث أن الليبراليين متعادلون أو حتى متقدمون بين الناخبين المحتملين في ساحة المعركة في أونتاريو.
وقال المحلل السياسي إريك جرينير "هذا سباق لا يزال في صالح المحافظين.. لكن إذا حصل الليبراليون على بضع نقاط أخرى، فسنكون في مكان حيث سيصبحون فجأة أكثر تنافسية، وإمكانية حكومة الأقلية".
وأوضح أن أحد المحركات الرئيسية في تحول مشاعر الناخبين كان استقالة ترودو من منصبه كزعيم للحزب الليبرالي. وأضاف "الآن لن تكون الانتخابات حول ترودو.. من المرجح أن تكون حول السنوات الأربع المقبلة ومن هو الأكثر قدرة على التعامل مع ترامب".
والأسبوع الماضي، أظهر استطلاع أجرته صحيفة "غلوب آند ميل" ونانو أن 40% من الكنديين شعروا أن كارني المحافظ السابق لبنك إنجلترا هو الأنسب لمواجهة ترامب في مقابل 26% فقط لصالح بواليفير.
ويخطط المحافظون لتقديم رسالة انتخابية وطنية جديدة خلال الأيام المقبلة وقد تم توجيه الحاضرين لارتداء اللونين الأحمر والأبيض وهي ألوان علم كندا لكنها أيضًا ألوان الحزب الليبرالي.
وقال جرينير "إن تبني نهج كندا أولاً في الانتخابات أمر ضروري، لكن من الصعب أن نتصور كيف سيبدو الأمر في المستقبل".
وأضاف "إنها مسألة محرجة بالنسبة لهم، لأنهم كانوا يقولون على مدى العامين الماضيين إن البلاد منكوبة والآن عليهم أن يقولوا إنها كذلك لكننا ما زلنا نحبها" كما أن شريحة من قاعدتهم الانتخابية تفضل ترامب.