مهرجان كان السينمائي.. تاريخه وأبرز جوائزه وأفلامه
موقع فرنسي يستعرض تاريخ مهرجان كان وبداياته، وأبرز الأفلام الفائزة بالسعفة الذهبية عبر تاريخه.
تكثر المهرجانات السينمائية على مدار العام، من حفلات أوسكار، جولدن جلوب بافتا، وحتى مهرجان كان السينمائي. وعلى الرغم من تفاوت أهمية هذه المهرجانات، فإن البعض يعتبر مهرجان كان ذورة العام سينمائيا، بفضل تنوعه الواضح، وحرص القائمين عليه على تمثيل مختلف دول العالم.
وبينما يتابع العالم بأكمله فعاليات الدورة الـ72 من مهرجان كان السينمائي، يستعرض موقع "كواليتي فيلاز" الفرنسي، تاريخ مهرجان كان وبداياته في التقرير التالي..
بداية مهرجان كان السينمائي
بدأ مهرجان كان السينمائي، كمهرجان سينمائي دولي عام 1946، وقبل أن يظهر المهرجان بشكله الحالي، قرر كل من وزير التعليم والفنون الفرنسي جاي زين، وفيليب إرلانجر أن يقيما مهرجانًا للاحتفال بالتصوير السينمائي عام 1932، واستمر التجهيز للمهرجان حتى عام 1939.
كان من المتوقع عرض أفلام مختلفة في المهرجان منها The Wizard of Oz "الساحر أوز"، وThe Black Diamond "ألماسة السوداء"، وThe Hunchback of Notre Dame "أحدب نوتردام"، إلا أن قلة الميزانية وقيام الحرب العالمية الثانية أعاقا المهرجان وتقرر تأجيله.
بعد مرور 6 أعوام وانتهاء الحرب العالمية الثانية، تواصل العمل على المهرجان، لتنطلق فعالياته بشكل رسمي عام 1946.
تزايد شعبية المهرجان
بمرور السنوات، رسخ المهرجان لنفسه اسما قويا في عالم السينما، وبينما أقيمت مهرجانات سينمائية أخرى ولم تترك بصمة، حافظ مهرجان كان السينمائي على حضوره القوي والمميز.
وامتاز كان السينمائي بقدرته على اختيار أفلام قوية، وجذب مشاهير ذوي بصمة للمشاركة في فعالياته.
مع مرور الأعوام، بدأت تتوالى التحديثات على فعاليات المهرجان، إذ تم استحداث قسم جديد وهو "نصف شهر المخرجين" والذي كان سببًا في تطوير شكل المهرجان، ثم توالت الأقسام عام 1972.
مراحل مهرجان كان السينمائي
سيطرت الأفلام الأوروبية على جائزة المهرجان الرسمية (السعفة الذهبية) في فترة الخمسينيات والستينيات.
في السبعينيات، تغير الوضع مع فوز الفيلم الأمريكي الساخر Mash "ماش"، للمخرج روبرت ألتمان، بالسعفة الذهبية، ممهدا لهوليوود مجالًا للمنافسة في المهرجان.
ونجح بعده المخرج مارتن سكورسيزي في الفوز بالسعفة الذهبية عام 1976، بفيلمه الدرامي Taxi Driver "سائق تاكسي"، رغم إثارة فيلمه جدلًا واسعًا بسبب ما تضمنه من مشاهد عنف، لدرجة أن "سكورسيزي" غادر المهرجان قبل انتهائه ظنًا منه أنه لن يفوز، ليفاجأ بفوز الفيلم بينما هو في نيويورك.
وتوالت إنجازات السينما الأمريكية، بفوز فيلم Apocalypse Now "القيامة الآن" للمخرج فرانسيس فورد كوبولا.
استمر الصراع الأوروبي الأمريكي في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بظهور مخرجين أمريكيين كبار مثل كوينتن تارانيتو الذي فاز بالسعفة الذهبية عن فيلم Pulp Fiction "خيال رخيص"، وأوروبيين عظام مثل لارس فون ترير، وفوزه بالسعفة الذهبية أيضا عن فيلم Dancer In The Dark "راقص في الظلام".
لقطات مميزة في كان
يقول مصمم الأزياء الشهير إيلي صعب: إن مهرجان كان السينمائي عبارة عن أسبوعين من حفل الأوسكار، ويعتبره النجوم فرصة للاستجمام وقضاء عطلة في فرنسا، وفي نفس الوقت يستمتعون بمشاهدة أفضل ما ابتكرته عقول صناع السينما.
سحر مدينة فرنسا، وأناقة مهرجان كان، كانا من أكبر دوافع جذب المشاهير لحضور المهرجان، إذ كان من المعتاد قديمًا أن تشاهد الرسام بابلو بيكاسو أو الجميلة صوفيا لورين ضيوفًا للمهرجان، أو المخرج الفريد هيتشكوك يحضر عرضًا افتتاحياً مع الممثلة الأمريكية تيبي هيردن.
يعتبر مهرجان كان، المحفل السينمائي الوحيد الذي نجح في جمع العائلة الملكية بمشاهير هوليوود، إذ كان المهرجان السبب في بدء قصة حب بين الممثلة الأمريكية جريس كيلي، وأمير موناكو رينيه الثالث عام 1955، وزواج الاثنين بعد 5 أعوام من لقائهما في المهرجان.
أما الأميرة ديانا، فقد أطلت بمجموعة من أفضل فساتينها على الإطلاق على السجادة الحمراء للمهرجان.
في العصر الحديث، شهد المهرجان لقطات مميزة لنجوم هوليوود، بإعلان الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي حملها من زوجها براد بيت لأول مرة ضمن مشاركتها في المهرجان، عام 2008.
جوائز مهرجان كان السينمائي
يعتبر مهرجان كان السينمائي اليوم واحداً من أكثر المهرجانات السينمائية عراقة وتقديرًا في العالم بأكمله، إذ كان السبب في تعريف العالم بمخرجين كبار، وإثراء السينما بأفلام مهمة.
ويضم المهرجان أقساما مختلفة، منها "الجوائز الأصلية" التي تنقسم بدورها إلى السعفة الذهبية التي تمنح لأفضل فيلم، وجائزة أفضل إخراج وأفضل سيناريو. أما الجوائز الموازية فتنقسم إلى عدة جوائز، هي: "أسبوع النقاد" وفيه تختار جمعية نقاد معينة أفضل فيلم من وجهة نظرها، و"سوق الفيلم" وفيه تروّج شركات الإنتاج والتوزيع لأفلامها، أما "ركن الأفلام القصيرة" فيختص بعرض الأفلام القصيرة من جميع دول العالم. وبينما يعرض ركن "سينما العالم" مجموعة أفلام تمثل دولة بعينها.
أفضل أفلام كان على الإطلاق
على مدار الأعوام، فاز أكثر من فيلم بجائزة مهرجان كان الرسمية، السعفة الذهبية، نذكر أبرزها هنا..
1- The Wages of Fear "أجور الخوف"
صدر الفيلم عام 1953، ويتناول قصة 4 عمال توصيل يتنافسون على توصيل شحنة نيتروجلسرين تابعة لشركة نفط، والفيلم من بطولة بيتر فان وتشارلز فينل.
2- Taxi Driver "تاكسي درايفر"
صدر الفيلم عام 1976، ويتناول قصة سائق "تاكسي" غير مستقر عقليا يحاول إصلاح العالم وتنقيته من الفساد. الفيلم من بطولة روبرت دي نيرو وإخراج مارتن سكورسيزي.
3- The Piano "البيانو"
الفيلم الوحيد الذي تخرجه امرأة، ويفوز بالسعفة الذهبية. صدر الفيلم عام 1993، وتدور أحداثه حول سيدة تعاني الصمم وعنف زوجها، تقع في غرام شخص آخر إلا أن العواقب تكون وخيمة. الفيلم من بطولة هولي هانتر، وإخراج جين كامبيون.
4- The Tree of Life "شجرة الحياة"
على الرغم من تعقيده وامتلائه بالتفاصيل، فإن فيلم "شجرة الحياة" يعتبر واحدا من أجمل الأفلام التي تعكس الطبيعة الإنسانية. صدر الفيلم عام 2011، ويحكي عن عائلة من تكساس تعيش في فترة الستينيات. والفيلم من بطولة جيسيكا تشاستين وبراد بيت، وإخراج تيرانس ماليك.
5- The Square "المربع"
صدر الفيلم عام 2017، وتدور أحداثه حول "كريستيان" أمين متحف فن معاصر يشرف على عرض فني خاص يدعو الناس للإيثار، غير أنه لا يلتزم بمبادئ عرضه.