كاب مينه.. رحلة شيقة إلى شاطئ الأحلام بمدغشقر
شاطئ كاب مينه يعد واحدا من أجمل الشواطئ في العالم
ينعم السياح في شمال مدغشقر بزيارة شاطئ كاب مينه، الذي يعد واحدا من أجمل الشواطئ في العالم، وبالرغم من روعة وجمال المناظر الطبيعية بهذا الشاطئ، فإنه يشهد على تاريخ الحرب العالمية الثانية، التي لا تزال آثارها ظاهرة حتى اليوم.
وتنطلق الرحلة بواسطة السيارة الجيب لمدة ساعة ونصف الساعة على طول الطريق الساحلي المطل على المحيط الهندي، إلى أن تتوقف عند الحاجز، الذي يجلس عنده اثنان من الجنود على طاولة صغيرة، مع بندقيتيهما القديمتين والمسنودتين على كشك الحراسة المتهالك.
وعندئذ يصل السياح إلى شاطئ كاب مينه، ضمن منطقة عسكرية، والذي يعد من أجمل الشواطئ على ساحل مدغشقر، ويعد هذا الشاطئ أيضا امتدادا لشاطئ رامينا، الذي يعد في نظر البعض من أجمل شواطئ العالم، ويمكن للمدنيين الاستمتاع بروعة وجمال الطبيعة هنا، وبالكاد لا يلاحظ السياح أي مظاهر عسكرية، ونادرا ما يشاهد السياح من جميع أنحاء العالم الجنود على هذا الشاطئ الرملي الطويل.
قلعة قديمة
وعندما يقوم السياح بجولة صغيرة إلى قلعة كاب مينه القديمة، والتي تعرف حاليا باسم "كاب أندرانومودي"، فسوف يشاهدون آثار الماضي الزاخر بالأحداث؛ حيث تشهد الحصون ذات المدافع القوية على أهوال الحرب.
وتعود هذه المناظر إلى ما يقرب من 80 عاما خلال فترة الحرب العالمية الثانية؛ حيث كانت كاب مينه الواقعة على طرف خليج دييجو سواريز تحت الاحتلال الفرنسي، بسبب الأهمية الاستراتيجية لهذا الميناء الطبيعي.
وقد قامت اليابان، التي كانت متحالفة مع ألمانيا النازية، بوضع خطط للهجوم على كاب مينه، بعدما انتشر جنودها في مناطق واسعة في جنوب شرق آسيا وكان لهم حضور قوي في المحيط الهندي.
وقد استشعرت القوات البريطانية هذه الخطط وقامت بضربة استباقية، ولم يكن هناك مفر من النزاع المسلح؛ نظرا لأن الفرنسيين والإنجليز لم يكونوا على وفاق في مدغشقر، بل كانوا أعداء، ولذلك وقف الجيش الفرنسي بالجزيرة إلى جانب نظام فيشي المتعاون مع أدولف هتلر، وبالتالي تصارعت الجيوش بعنف ووحشية في المحيط الهندي، في حين أن هذه الجيوش كانت متحالفة مع بعضها في أوروبا.
وقد شن البريطانيون الهجوم في 5 مايو/أيار 1942 بواسطة أكثر من 50 سفينة حربية مع إسناد جوي مكثف، وعرفت هذه العملية باسم Ironclad، ولم يتصدَ المدافعون لموجات الهجوم إلا بدرجة قليلة على الرغم من كثرة عددهم، وبعد يومين انسحبوا إلى جنوب الجزيرة، حتى استسلم الجنرال أرماند ليون أنيت من جيش فيشي نهائيا في نوفمبر 1942.
مقبرة أنتسيرانانا العسكرية
وقد لقي مئات الجنود حتفهم وأصيب الآلاف جراء هذا الهجوم، ودفن الجنود في مقبرة أنتسيرانانا العسكرية، والتي يتم الاهتمام بها ورعايتها من قبل الفرنسيين والإنجليز.
كما ينعم السياح حاليا بمشاهدة الرمال المرجانية البديعة والمياه الصافية الرقراقة، ويمكن أن يشمل برنامج الزيارة أيضا المحمية الطبيعية "موتانا دي أمبير"، وكذلك مشاهدة تكوينات الحجر الجيري في محمية "أنكارانا" الطبيعية.