ظلام دامس.. 300 ألف متابع للكسوف الكلي في تشيلي
الجزء الشمالي من تشيلي يضمّ 45% من المراصد الفلكية العالمية، وقصده 300 ألف سائح وعالم وشغوف بالفلك لمتابعة هذا الحدث الفلكي
شهد شمال تشيلي كسوفا كلّيا للشمس، الثلاثاء، أغرق المنطقة في ظلمة دامسة لمدة دقيقتين و36 ثانية في خضمّ النهار، في ظاهرة فلكية تابعها أكثر من 300 ألف سائح وعالم شغوف، وتسنت رؤيتها أيضا في الأرجنتين وجزء كبير من منطقة المحيط الهادئ.
وتسلّل القمر بين الشمس والأرض، فحلّت ظلمة دامسة لأكثر من دقيقتين على المنطقة في وسط النهار، في حين كانت السماء صافية من الغيوم في شمال تشيلي، تماشيا مع توقعات الأرصاد الجوية، وقبل 20 دقيقة من الكسوف، انخفضت الحرارة بضع درجات مئوية وهبّ نسيم عليل.
وبدأت هذه الظاهرة في المحيط الهادئ عند الساعة 13,01 (17,01 بتوقيت جرينيتش) قبل أن يشمل نطاق الظلام الكلّي الممتدّ على أكثر من 150 كيلومترا السواحل الشمالية لتشيلي عند الساعة 16,38 (20,38 بتوقيت جرينيتش)، ثم يبلغ وسط الأرجنتين قبل أن ينحلّ في المحيط الأطلنطي.
وقصد الجزء الشمالي من تشيلي الذي يضمّ % من المراصد الفلكية العالمية حوالى 300 ألف سائح وعالم وشغوف بالفلك لمتابعة هذا الحدث الفلكي، وعلت صيحات الدهشة وسط حشد من ألف شخص تجمّعوا في مرصد لا سيلا بالقرب من لا هيجيرا على علوّ 2400 متر في قلب صحراء أتاكاما.
واعتبر رينيه سيري من تشيلي أنها "تجربة يجب أن يعيشها المرء مرارا وتكرارا في حياته"، وقالت عالمة الفلك التشيلية صونيا دوفاو "إنه أمر مذهل بالفعل، وحتّى لو كنّا على دراية بما سيحصل، تبقى الوهلة كبيرة عندما يحلّ الظلام".
وفي العاصمة، سانتياجو، حيث تسنّت معاينة الكسوف بنسبة %، تكدّس السكان على أسطح المباني وفي المتنزّهات والساحات لمشاهدة هذه الظاهرة.
وقال الرئيس التشيلي، سيباستيان بينيرا، قبل حدوث الكسوف خلال زيارة لمرصد لا سيلا، الذي تشغّله المنظمة الأوروبية لعمليات الرصد الفلكية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية "إسو" إن "تشيلي عاصمة العالم في مجال علم الفلك، فنحن عيون البشرية وحواسها لمعاينة النجوم ودراستها وسبر أغوار الكون".
وذكر "ماتياس جونز" وهو أحد علماء الفلك في هذا المرصد الذي يعدّ من أوّل المراصد الفلكية العالمية التي فتحت أبوابها في شمال تشيلي: "من النادر جدّا أن يتجلّى كسوف بكلّ وضوح فوق مرصد، والمرة الأخيرة التي حدث هذا الأمر كانت سنة 1991 في محيط مرصد ماونا كيا في هاواي".
ويضمّ شمال تشيلي، المعروف بسمائه الصافية وطقسه الجاف، عدة مراصد كمرصد بارانال الذي يملك التلسكوب البصري الأقوى في العالم أو تلسكوب "ألما" الراديوي.
واعتبارا من 2020، من المفترض أن تضم تشيلي 75% من عمليات الرصد الفلكية العالمية، خصوصا مع افتتاح تلسكوب ماجيلان العملاق والتلسكوب الأوروبي الكبير جدّا، ويمكن رؤية كسوف شمسي آخر في جنوب تشيلي في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2020.
وفي الأرجنتين، كانت منطقة كويو (الوسط الغربي) أفضل موقع جغرافي لمعاينة الكسوف، واحتشد فيها آلاف الأشخاص، وقد تعذّر تتبّع هذه الظاهرة الفلكية من العاصمة، بوينس أيرس.