رفع مصانع النترات بشيلي من قائمة التراث المهدد
موقع مصانع الصوديوم أدرج على قائمتي التراث العالمي عام 2005، والتراث المهدد في نفس العام بسبب هشاشة مبانيه.
سحبت لجنة التراث العالمي، المجتمعة في العاصمة الأذربيجانية باكو، موقع مصانع نترات الصوديوم في همبرستون وسانتا لاورا بدولة شيلي من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، وذلك بفضل الجهود التي بذلتها السلطات الوطنية من أجل صون الموقع وإدارته إدارة مستدامة.
وكان موقع مصانع الصوديوم قد أدرج في قائمة التراث العالمي عام 2005، وفي قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في نفس العام بسبب هشاشة المباني الصناعية، وكذلك بسبب الإهمال والافتقار إلى الصيانة على مدار 40 عاما، فضلا عن الأضرار التي تكبدها الموقع جرّاء الرياح العاتية والافتقار إلى نظام مراقبة.
وكانت بعض المباني معرضة لخطر الانهيار وقد تفاقم الأمر خاصة في أعقاب الزلزال الذي ضرب المنطقة عام 2014.
ويحتضن مركز حيدر علييف في باكو أعمال لجنة التراث العالمي التي انطلقت 30 يونيو/حزيران الماضي، وتستمر حتى 10 يوليو/تموز الجاري.
واعتمدت السلطات في شيلي بدورها، على مدار السنوات الخمس عشرة الماضية، سلسلة من التدابير لتحسين حالة الموقع، وفي مقدّمتها إنشاء جهاز مراقبة على مدار 24 ساعة، وتشييد الأسوار على حدود الموقع، وتشييد طريق التفافي من أجل إيقاف حركة المرور داخل الموقع، واعتماد تدابير أمنية للزوار.
ورحبت اللجنة باعتماد هذه التدابير، وكذلك بتحديد المناطق الفاصلة المحمية، ووضع استراتيجية خاصة لصون الموقع وإدارته.
يذكر أن مصانع همبرستون وسانتا لاورا تمثل أكثر من 200 موقع قديم لاستخراج نترات الصوديوم، حيث كان يعيش العمال القادمون من شيلي والبيرو وبوليفيا في مدن منجمية.
واستحدثوا ثقافة مشتركة تبرز من خلال ثراء اللغة والإبداع وعلاقات التضامن، وبالأخص عبر أولى حركات النضال التي قادها هؤلاء في سبيل العدالة الاجتماعية التي كان أثرها عميقا على التاريخ الاجتماعي.
واستقر العمال في سهول البامبا الشاسعة والنائية، في إحدى الصحارى القاحلة، حيث عاش آلاف العمال وعملوا، بدءا من العام 1880 وطوال أكثر من 60 عاماً، في بيئة معادية، من أجل استغلال أكبر منجم لإنتاج نترات الصوديوم في العالم، ذاك السماد الذي أحدث تغييرا جذريا في المنظر الزراعي في أمريكا الشمالية والجنوبية وفي أوروبا، وعاد بثروات كبرى على شيلي.
كما تجدر الإشارة إلى أن قائمة التراث العالمي المعرض للخطر تهدف إلى اطلاع المجتمع الدولي على التهديدات المحدقة بالصّفات التي أدت إلى إدراج موقع ما في قائمة التراث العالمي (ومنها مثلا النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية والانتشار العشوائي للمراكز الحضرية والسلب والنهب)، وكذلك تشجيع اتخاذ الإجراءات التصحيحية.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC41MCA=
جزيرة ام اند امز