قبل موقعتي السنغال.. ماذا ينقص كيروش لإكمال مشروعه مع منتخب مصر؟
ظهور قوي حققه منتخب مصر في بطولة كأس أمم أفريقيا، غير أن هذا الظهور لم يكتمل بالتتويج، عقب خسارة المباراة النهائية أمام السنغال.
ورغم الهزيمة المؤلمة، فإن المدرب البرتغالي كارلوس كيروش ورفاقه في منتخب مصر ستكون أمامهم فرصة للتعويض، عندما يواجه "الفراعنة" السنغال في مارس/آذار المقبل، في الجولة الحاسمة من تصفيات كأس العالم 2022 عن قارة أفريقيا.
كيروش يحتاج إلى بعض العوامل لإكمال مشروعه الذي لم يبدأ سوى قبل 4 شهور، حيث يكتمل بناء أي فريق كروي بـ3 عوامل، لا يمكن الفصل بينها، وهي البدني والذهني والفني.
جدار الثقة
على المستوى الذهني خارج الملعب، أسكت كيروش منتقديه، وبنى جدارا للثقة بينه وبين الجماهير بعد انتقادات عديدة لخياراته وطريقة اللعب، سواء في كأس العرب أو الدور الأول من كأس الأمم الأفريقية.
وبنى المدرب البرتغالي جدارا من الثقة مع الإعلام والجماهير بعد العروض القوية، بدءا من الأدوار الإقصائية، لتتغير لهجة مسؤولي اتحاد الكرة المصري من التلويح بإقالته إلى دعم كامل، بل وذهب البعض إلى ضرورة بقاء كيروش حتى حال الفشل في التأهل لكأس العالم.
شخصية غائبة
أما على مستوى الرهان الذهني داخل الملعب، فقد أعاد كيروش لمنتخب مصر شخصيته، وهيبة بطل أفريقيا الأوحد، الفائز بلقب كأس الأمم 7 مرات طوال تاريخه، والتي اهتزت بشدة بعد الخروج المبكر من النسخة الأخيرة 2019.
لم يهتز المدرب البرتغالي بالخسارة في انطلاقة المشوار ضد نيجيريا، بل استعاد الفريق توازنه وحقق الهدف الأول بالتأهل للدور الثاني.
ورغم الفوارق البدنية والفنية، وقوائم المنافسين المدججة بنجوم محترفين في أقوى أندية أوروبا، نجح كارلوس كيروش بقائمة أغلبها شابة ومحلية في الصمود بالاختبارات الثقيلة أمام كوت ديفوار ثم المغرب والكاميرون وأخيرا السنغال.
ومع تواجد المدرب البرتغالي، ظهرت الصفات القيادية لمحمد صلاح، حيث منحه كيروش بعض الصلاحيات أمام مرأى ومسمع الجميع، مثل التشاور حول مسددي ركلات الترجيح في مباراة كوت ديفوار.
أقدام ثابتة
على المستوى البدني، اختل قوام منتخب مصر منذ بداية المشوار أكثر من مرة بإصابة أكرم توفيق بقطع في الرباط الصليبي بعد دقائق من مواجهة نيجيريا، إضافة إلى إصابات أخرى مثل أحمد أبو الفتوح ومحمود الونشوأحمد حجازي.
ونجح كيروش في إيجاد بدائل، وبقى منتخب مصر بأقدام ثابتة، حيث تألقت الوجوه الجديدة خاصة الثلاثي أبو الفتوح، عمر كمال عبد الواحد ومحمد عبد المنعم، وبدرجة أقل عمر مرموش ومصطفى محمد.
كما لم تكن الفوارق البدنية شاسعة بين "الفراعنة" ومنافسيهم في الأدوار الإقصائية، رغم خوض 4 مباريات متتالية بأشواط إضافية، وهو رهان بدني آخر كسبه كيروش.
علامات استفهام
ولكن ليكتمل مشروع كارلوس كيروش مع منتخب مصر، هناك أكثر من علامة استفهام فنية تبحث عن إجابة في ظل الاعتماد على خطة 4-3-3.
ظهرت معاناة منتخب مصر على مستوى خطي الوسط والهجوم، منظومة الوسط استقر عليها كيروش بتواجد الثلاثي حمدي فتحي وعمرو السولية ومحمد النني بعد تجارب غير موفقة مثل عبدالله السعيد في البداية أو اضطرارية بإشراك أيمن أشرف أو زيزو أو تريزيجيه عند الحاجة لتعويض لاعب غائب او استبداله.
لكن مهما كان قوام خط الوسط في مصر، فقد افتقد للديناميكية والسرعة وإجادة الربط بين الخطوط، وكان أقل جودة على مستوى الحلول المهارية مقارنة بخطوط الوسط لمنتخبات كوت ديفوار والمغرب والسنغال ونيجيريا.
أما منظومة الهجوم المصري التي اعتمدت بالأساس على المرتدات والتحولات، فقد كانت تعاني أيضا، حيث سجل الفريق 4 أهداف فقط طوال مشواره في البطولة، وعجز عن هز الشباك في 4 مواجهات ضد نيجيريا وكوت ديفوار والكاميرون والسنغال.
خلل منظومة الوسط مع قلة خبرة مرموش ومصطفى محمد، تسببا كثيرا في الحد من خطورة صلاح أو إضافة أعباء فنية عليه.
وضع كارلوس كيروش ثقة كبيرة في مصطفى محمد، لكن مهاجم جالطى سراي التركي لم يقدم المستوى المأمول، ولم يستفد كيروش من بدلائه بالشكل الأمثل سواء محمد شريف أو مروان حمدي.
لذا سيكون التحدي الأكبر أمام كيروش، هو تحديث منظومة الوسط لتكون بنكهة أوروبية مثل باقي المنتخبات الأفريقية، وإيجاد حلول لتعزيز مفعول مصطفى محمد أو إيجاد بدائل قوية تنافسه لتخرج منه أفضل مستوى.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE2MiA= جزيرة ام اند امز