«القيادة الحكيمة».. شرط جديد للتأمين على السيارات في أمريكا
أعاد حادث الشابة المصرية "حبيبة الشماع" الجدل بشأن شركات سيارات الأجرة التي بات المستهلكون في أنحاء العالم يفضلون خدماتها على سيارات "التاكسي" التقليدية.
هذا الجدل الذي تجدد في مصر، هو بالفعل مستمر في مناطق أخرى بالعالم. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإنه في السنوات الأخيرة، عرضت شركات التأمين حوافز للأشخاص الذين يقومون بتنزيل تطبيقات الهواتف الذكية التي تراقب قيادتهم، بما في ذلك مقدار المسافة التي يقودونها، ومدى سرعة الانعطاف، ومدى قوة ضغطهم على الفرامل، وما إذا كانوا يسرعون ولكن السائقون يترددون تاريخياً في المشاركة في هذه البرامج.
وتقوم شركات السيارات بجمع المعلومات مباشرة من السيارات المتصلة بالإنترنت لاستخدامها من قبل صناعة التأمين ويحدث هذا أحيانًا بوعي السائق وموافقته.
وأقامت شركات السيارات تعاون مع شركات التأمين، بحيث إذا أراد السائقون الانضمام، فعليهم الاشتراك فيما يسمى بالتأمين القائم على الاستخدام - حيث يتم تحديد الأسعار على أساس مراقبة عادات القيادة الخاصة بهم خاصة أنه من السهل جمع تلك البيانات لاسلكيًا من سياراتهم.
سياسات خصوصية غامضة
وفي السنوات الأخيرة، بدأت شركات صناعة السيارات، بما في ذلك جنرال موتورز وهوندا وكيا وهيونداي، في تقديم ميزات اختيارية في تطبيقات السيارات المتصلة الخاصة بها والتي تعمل على تقييم قيادة الأشخاص دون علم السائقين أنفسهم في بعض الأحيان.
وتقول شركات السيارات وشركات البيانات الذين عقدوا شراكة لجمع بيانات القيادة التفصيلية من ملايين الأمريكيين إن لديهم إذن السائقين للقيام بذلك إلا أن وجود هذه الشراكات يكاد يكون غير واضح للسائقين، الذين يتم الحصول على موافقتهم من خلال سياسات خصوصية غامضة ومطبوعة بشكل لا يقرأها إلا القليل.
ومما يثير القلق بشكل خاص أن بعض السائقين الذين يقودون سيارات من صنع شركة جنرال موتورز يقولون إنه تم تعقبهم حتى عندما لم يقوموا بتشغيل الميزة - التي تسمى أون ستارت سمارت درايف، وأن أسعار التأمين الخاصة بهم ارتفعت نتيجة لذلك.
وقالت مالوري لوسيتش المتحدثة باسم شركة جنرال موتورز "إن خدمة أون ستارت سمارت درايف من جنرال موتورز هي خدمة اختيارية للعملاء.
وتشير إلى أنها تشمل فوائد للعملاء معرفة المزيد عن سلوكيات القيادة الآمنة أو أداء السيارة كما يمكن للعملاء أيضًا إلغاء التسجيل بها في أي وقت.
القيادة بحذر
ونقلت "نيويورك تايمز" عن كين دال، مالك شركة برمجيات إنه كان دائمًا سائقًا حذرًا ويقود سيارة شيفروليه بولت مستأجرة، ولم يكن مسؤولاً أبدًا عن وقوع حادث، ورغم ذلك تفاجأ دال في عام 2022 عندما قفزت تكلفة التأمين على سيارته بنسبة 21 بالمائة وكانت الأسعار من شركات التأمين الأخرى مرتفعة أيضًا وأخبره أحد وكلاء التأمين أن تقرير"ليكس نيكس الخاص به كان أحد العوامل.
وليكس نيكس هي شركة وساطة بيانات عالمية مقرها نيويورك ولديها قسم "حلول المخاطر" الذي يلبي احتياجات صناعة التأمين على السيارات.
وبناءً على طلب من دال، أرسلت له شركة "ليكس نيكس "تقرير إفصاح المستهلك" المكون من 258 صفحة، والذي يجب أن تقدمه وفقًا لقانون الإبلاغ الائتماني العادل.
وقد أذهله ما تضمنه حيث شمل أكثر من 130 صفحة تشرح بالتفصيل كل مرة قام فيها هو أو زوجته بقيادة سيارة بولت خلال الأشهر الستة الماضية وتضمنت تواريخ 640 رحلة، وأوقات البداية والنهاية، والمسافة المقطوعة، وحساب أي سرعة أو فرامل قوية أو تسارع حاد.
ووفقا للتقرير، تم توفير تفاصيل الرحلات من قبل شركة جنرال موتورز – الشركة المصنعة لسيارة شيفروليه بولت ثم تقوم شركة ليكس نيكس بتحليل تلك البيانات لإنشاء درجة المخاطر حتى تستخدمها شركات التأمين كعامل واحد من عوامل كثيرة لإنشاء تغطية تأمينية أكثر مصداقية.
وقال دال: “لقد بدا الأمر وكأنه خيانة”. "إنهم يأخذون معلومات لم أكن أعلم أنه سيتم مشاركتها ويفسدون التأمين الخاص بالسيارة".
aXA6IDMuMTQ0LjYuMjkg جزيرة ام اند امز