كيف أعاد جيمي كارتر بناء سمعته بعد الرئاسة؟
أمضى جيمي كارتر أربع سنوات فقط في البيت الأبيض، لكنه واصل العمل من أجل رؤيته السياسية خلال السنوات الأربعين الماضية.
وفي عام 1982 أسس الرئيس الأمريكي الأسبق الذي توفي أمس، وزوجته روزالين التي توفيت العام الماضي مركز كارتر وهو مؤسسة غير ربحية عملت على دفع رؤيتهما السياسية.
ولم تعمل المنظمة غير الربحية على "إحلال السلام" في جميع أنحاء العالم فحسب، بل أعادت بناء صورته العامة بعد خسارته الساحقة في الانتخابات عام 1980 وذلك وفقا لما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وفي تصريحات للموقع، قال دون ليفي، مدير معهد سيينا كوليدج للأبحاث الذي يصنف الرؤساء الأمريكيين إن كارتر احتل المرتبة 13 من حيث النزاهة في عام 1982، وبحلول عام 2022 ارتفع إلى المرتبة الثانية خلف أبراهام لينكولن وأشار ليفي إلى أن "هذا الأمر يرجع بالتأكيد إلى مكانته المعززة بعد الرئاسة".
ويهدف مركز كارتر إلى العمل على تعزيز حقوق الإنسان والحد من الأمراض ودعم الديمقراطية في الأماكن التي تتعرض فيها للخطر.
وفي عام 2011، قال كارتر لصحيفة "الغارديان" البريطانية "إذا كان البنك الدولي أو جامعة هارفارد أو أي جهة أخرى تعتني بمشكلة ما بشكل كافٍ، فإننا لا نتدخل" وأضاف "نحن نحاول فقط ملء الفراغات حيث لا يريد الناس فعل أي شيء".
وساعدت جهود المركز في الاهتمام بمرض دودة غينيا الاستوائية "المهمل" والمؤلم في تراجع الحالات من 3.5 مليون حالة في عام 1986 إلى 13 حالة فقط في عام 2022.
وفي عام 1994، أصبح كارتر أول رئيس أمريكي سابق أو حالي يزور كوريا الشمالية، في رحلة مثيرة للجدل نجحت في نزع فتيل أزمة فورية.
وفي 2002، فاز كارتر بجائزة نوبل للسلام عن "عقود من الجهود الدؤوبة" لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والحلول السلمية للصراعات.
من جانبها، ترأست روزالين كارتر برنامج الصحة العقلية للمركز، والذي درب الأطباء والصحفيين، وذلك في ضوء العمل الذي قامت به كسيدة أولى.
بالإضافة إلى ذلك، لعب المركز دورًا حيويًا في الإشراف على نزاهة الانتخابات في جميع أنحاء العالم حيث أرسل المركز مراقبين لأكثر من 100 انتخابات منذ عام 1989، معظمها في أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا.
وترجع جهود كارتر لمواجهة تزوير الانتخابات إلى فترات طويلة سابقة ففي عام 1962 عندما خاض سباقه الأول في مجلس الشيوخ في الولاية، انحاز الزعيم السياسي المحلي جو هيرست إلى خصم كارتر وعمل على تزوير الانتخابات لكن السياسي المبتدئ طعن في نتائج الانتخابات وجمع شخصيًا إفادات من الناخبين في جميع أنحاء المقاطعة وبعد مراجعة القاضي للأدلة، فاز كارتر في انتخابات جديدة.
مؤخرا، حول مركز كارتر تركيزه إلى الانتخابات الأمريكية، بما في ذلك ولاية كارتر الأصلية جورجيا، وذلك بعد مزاعم تزوير الانتخابات في عام 2020 كما استمرت جهود المركز في عامي 2022 و2024.
ويتمثل الهدف العام للمركز في تعزيز المراقبة غير الحزبية للمواطنين ونشر المعلومات الدقيقة والدعوة إلى تغيير السياسات.
وبلغت ميزانية تشغيل مركز كارتر لعام 2023 حوالي 167 مليون دولار، بالإضافة إلى حوالي 200 مليون دولار من التبرعات العينية، وخاصة الأدوية لمكافحة عدد من الأمراض الاستوائية.
وخلال فعاليات جمع التبرعات، كان كارتر يحب المساهمة بصناعاته اليدوية، مثل النبيذ واللوحات الزيتية وفي عام 2019، تم بيع صندوق من خشب الأرز صنعه الرئيس الأسبق في مزاد للمانحين مقابل 1.25 مليون دولار حيث وصف النجارة دائما بأنها "علاج" وقال إنها "قوة استقرار في حياتي.. راحة تامة لعقلي".
وفي 2015 أعلن كارتر أن سرطان الكبد انتشر إلى دماغه وقال إن مركز "مستعد جيدًا لمواصلة العمل" ومنذ ذلك الحين، أصبح حفيده الأكبر، جيسون كارتر، رئيسًا لمجلس الإدارة.
aXA6IDEzLjU5LjgyLjYwIA== جزيرة ام اند امز