انطلاق أيام قرطاج السينمائية.. والأفلام تحيي ليالي السجناء
انطلقت فعاليات مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورتها الحادية والثلاثين، الجمعة، في نسخة استثنائية.
ويسعى المنظمون من خلال هذه الدورة إلى توجيه رسالة أمل للقطاع الثقافي في تونس الذي خنقته جائحة كوفيد-19.
ويستقبل المهرجان الجمهور في حفل الافتتاح بعرض مجموعة من الأفلام القصيرة مستوحاة من أعمال حازت جوائز وتقديرات بداية من 1966 وحتى 2019.
وتتمثل هذه الأفلام في فيلم "المصباح المظلم في بلاد الطرنني" للمخرج التونسي طارق خلادي، وهو اقتباس حر عن قصة "المصباح المظلم".
ويستوحي الفيلم الثاني "الوقت الذي يمر" للمخرجة سنية الشامخي، أجواءه من فيلم "شمس الضباع" للمخرج رضا الباهي، الذي شارك في مهرجان كان السينمائي سنة 1977، وتحصّل على العديد من الجوائز الأخرى من بينها الجائزة الكبرى في مهرجان دمشق السينمائي.
ويتابع الجمهور أيضا فيلم "على عتبات السيدة" لفوزي الشلي، وينطلق من فيلم "السيدة".
وتكمن طرافة هذا الفيلم في أن البطولة أسندت لصاحب الفيلم الأصلي محمد الزرن رفقة الممثل هشام رستم.
ويُعرض أيضاً للحاضرين في حفل الافتتاح فيلم "الماندا" لهيفل بن يوسف، وهو عمل مستوحى من فيلم يحمل العنوان نفسه للمخرج السنغالي عصمان صمبان.
ويحمل الفيلم الخامس عنوان "سوداء 2" للمخرج حبيب المستيري، وهو عمل مستوحى من فيلم عصمان صمبان الحائز على أول تانيت ذهبي لأيام قرطاج السينمائية سنة 1966.
وفي الشريط الأخير المخصّص لحفل الافتتاح، يُعيد المخرج علاء الدين بوطالب في فيلم "السابع" صياغة محاكية لفيلم "العرس" للمسرح الجديد، الذي أسسه أعمدة الإنتاجات المسرحية في تونس كل من الفاضل الجزيري والفاضل الجعايبي ومحمد إدريس.
ويُعدّ عرض أفلام قصيرة في افتتاح أيام قرطاج السينمائية سابقة في تاريخ هذه التظاهرة السينمائية العربية والأفريقية العريقة راهن عليها المشرفون منذ توليهم إدارة المهرجان.
ويتعرف جمهور المهرجان في افتتاح فعالياته إلى أفلام ينجزها أصحابها أول مرة، وهي "الرجل الذي باع ظهره" للتونسية كوثر بن هنية، و"المدسطنسي" لحمزة العوني، و"الهربة" لغازي الزغباني، أما الأفلام الوافدة فهي "200 متر" للفلسطيني أمين نايفة، و"ليلة الملوك" لفيليب لاكوت من كوت ديفوار.
ويواصل المهرجان النفاذ إلى ما وراء القضبان واقتحام عزلة السجون في دورته الحالية لتوفير مساحات أكثر انفتاحاً، ومناخات حرة للتعبير وإشاعة ثقافة المواطنة بعيداً عن الفكر المتطرّف.
وفي هذا السياق، يمكن الإشارة إلى فيلم "الهربة" لغازي الزغباني، الذي تدور أحداث قصته حول شاب متشددّ دينياً يحاول الهرب من الشرطة وسط أزقّة الأسواق العتيقة بتونس فيجد نفسه مجبراً على الاختباء في غرفة بائعة هوى ليجد نفسه مرغماً على تحمّل جملة من المفارقات بين أفكاره الدينيّة المتشدّدة وتحرّرها.
وتشهد، الجمعة، 5 سجون عرض 6 أفلام من افتتاحية المهرجان و هي: السجن بمدينة أوذنة (جنوب العاصمة)، والسجن بولاية سليانة (شمال غرب)، ومركز الإصلاح بمحافظة السوق الجديد بولاية سيدي بوزيد (وسط)، والسجن بولاية صفاقس (جنوب)، والسجن بمدينة برج العامري (غرب العاصمة).
ويُعرض في الحدث الذي يستمر حتى 23 ديسمبر/كانون الأول، حوالي 120 فيلما من بلدان عدة بينها تونس ومصر وسوريا والسودان ودول إفريقية. وتقرر تقديم مواعيد عروضها المسائية في 16 صالة بسبب حظر التجول.