مهمة "كاسيني" الأخيرة تثير شهية الباحثين لتفسير أضواء "زحل"
المجموعة الأخيرة من الصور تمنحنا مناظر فريدة مفصلة للغاية ولكن لا يزال هناك الكثير من التحليلات التي يتعين القيام بها
ينشغل الباحثون حاليا بتحليل بعض البيانات النهائية المرسلة من مركبة كاسيني الفضائية التي كانت موجودة في مدار حول كوكب زحل لأكثر من 13 عاما حتى نهاية مهمتها في سبتمبر/أيلول 2017.
وبالنسبة إلى المحطة الأخيرة من رحلتها، تم وضع كاسيني في مدار جريء للغاية يمر بين كوكب زحل وحلقاته، بما جعل المركبة الفضائية أقرب إلى زحل من أي وقت مضى، وهذا سمح للعلماء بالحصول على صور لأشعة زحل فوق البنفسجية بدقة غير مسبوقة، كشفت بعض الملاحظات.
وجاءت تفاصيل الملاحظات الجديدة في دراستين جديدتين نُشرتا في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي بدورية رسائل الأبحاث الجيوفيزيائية وفيزياء الفضاء.
ومن بين الملاحظات التي تم رصدها أن ألوان الشفق في زحل تحدث عن طريق تفاعل الرياح الشمسية، وهي تدفق من الجسيمات النشطة المنبعثة من الشمس، مع المجال المغناطيسي السريع لزحل الذي يقع في المناطق القطبية للكوكب والمعروفة بديناميكية عالية.
ويقول المؤلف الرئيسي للدراستين ألكساندر بادير في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة لانكستر، الثلاثاء، "من المثير للدهشة أن العديد من الأسئلة التي تدور حول هالة زحل لا تزال دون إجابة، حتى بعد النجاح البارز لمهمة كاسيني".
وتابع: "هذه المجموعة الأخيرة من الصور تمنحنا مناظر فريدة مفصلة للغاية.. لدينا بعض الأفكار التي أمدتنا بها الصور، ولكن لا يزال هناك الكثير من التحليلات التي يتعين القيام بها".
ويوضح أن صور الأقمار الصناعية وحدها غير كافية للكشف عن أسرار الشفق القطبي لوكب زحل، فالجسيمات النشيطة التي تسبب زخات الأنوار الساطعة حول أقطاب زحل تنشأ بعيدا عن سطح الكوكب، حيث تلتف خطوط المجال المغناطيسي وتتفاعل سحب البلازما مع بعضها.
ويضيف: "التحليل الأول لقياسات جسيمات المركبة الفضائية المسجلة خلال أوقات شفق زحل يشير إلى أنها مثل كوكب المشترى، تتولد عن جزيئات أكثر حيوية من جسيمات الأرض، ومع ذلك هناك أسئلة يتعين بعد الإجابة عنها".