القطط تشن حرب إبادة في أستراليا
دور القطط لا يقتصر على مجرد أنها حيوانات مفترسة تلتهم فرائسها في أستراليا؛ بل تعتبر عائلا لطفيليات تنشر أمراضا
قالت وزارة البيئة الأسترالية إن القطط تشحن حرب إبادة، حيث ألحقت أكبر الأضرار بأنواع الحيوانات المستوطنة في البلاد، وأوضحت الوزارة أن القطط ساهمت في انقراض 27 من الحيوانات الثديية وتهدد 124 نوعا آخر.
وتبلغ مساحة قارة أستراليا نحو 7.7 مليون كيلومتر مربع، وتزيد بذلك أكثر من 20 مرة عن مساحة بلد مثل ألمانيا، ولكن لا يزيد عدد سكانها عن نحو 25 مليون نسمة.
وإلى جانب القطط البرية والتي يقدر عددها في أستراليا بنحو 2 مليون إلى 3 .6 مليون قط بري، نحو 9 .3 مليون قطة منزلية أليفة، وفي 2015 قررت الحكومة الأسترالية وضع حد لهذا الانتشار، وذلك في ظل الحجم المأسوي الهائل لهذا البلاء، حيث اعتبرت القطط البرية وبالا على البلاد واتخذت إجراءات واسعة لمواجهتها.
وكان هدف الحكومة من وراء هذه الإجراءات إنقاذ أكثر من 100 نوع من الحيوانات التي أصبحت تعاني بشدة من الانقراض، لأنها لا توجد سوى في أستراليا، من بينها طيور وضفادع وجراد وسلاحف وخنافس وقشريات.
ووفقا لدراسة نشرتها مجلة "بيولوجيكال كونسيرفيشن" المتخصصة، يقع أكثر من مليون طائر في أستراليا فريسة للقطط يوميا.
وأشار معدو الدراسة إلى أن العدد يرتفع إلى أكثر من ذلك بكثير بين الزواحف، حيث قدر عدد الزواحف التي تأكلها هذه القطط بنحو 650 مليون سنويا.
وتستند هذه الأعداد إلى الدراسة التي نشرتها مجلة "وايلد لايف ريسيرش" للحيوانات البرية، قام الباحثون خلالها بفحص غذاء 10 آلاف قطة في جميع أنحاء أستراليا، وعثروا خلالها في معدة قطة واحدة على رقم قياسي من السحالي، بلغ 40 سحلية.
ولا يقتصر دور القطط في ذلك على مجرد أنها حيوانات مفترسة تلتهم فرائسها، حيث إن هذه القطط تعتبر عائلا لطفيليات تنشر أمراضا، وليس لهذه القطط أعداء طبيعية كثيرة، حيث إنها لا تستهدف إلا من قبل الكلب الأسترالي، دينجو، والثعالب وما يعرف بالنسر ذي الذيل الوتد.
ولم تكن هناك قطط في أستراليا ومنطقة أوقيانوسيا، وفقا للخبراء، إلى أن جاء أوائل المستوطنين، وذلك أواخر القرن الثامن عشر، واحتاج هؤلاء 20 إلى 30 سنة بعد وصولهم، ليضعوا أقدامهم في منطقة سيدني، وفي غضون الـ100 سنة التالية أصبح هؤلاء موجودين في معظم الجزيرة الأسترالية.
ويقول أندريو كوكس، عضو مجموعة العمل الوطنية التي كلفت باتخاذ ما يلزم من إجراءات للحد من انتشار هذه القطط البرية: "إن تلك القطط البرية هي الخطر رقم 1، وهي موجودة في كل مكان إذا لم نسيطر على هذه القطط، سنفقد جميع الحيوانات الثديية الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تعيش في أستراليا".
ومنذ أن أصبحت السلطات الأسترالية تسمح بصيد القطط البرية، لم تنشر حتى الآن بيانات عن أعداد القطط، سوى مرة واحدة، وفقا لهذه البيانات فقد قُتل ما يقدر بـ 211 ألفا من هذه القطط، 2016، أول عام لهذه الحملة على القطط، ولازال الخبراء ينتظرون صدور تقرير محدث بهذا الشأن، لذلك لا يمكن الحكم على هذه الحملة بالنجاح أو الفشل.
وهناك معارضة لهذه الإجراءات من قبل حماة الحيوان في أستراليا، فعلى الرغم من أن منظمة PETA، لحماية حقوق الحيوان، تتفق على ضرورة السيطرة على أعداد القطط غير المستأنسة، إلا أنها تؤكد على ضرورة اختيار الوسائل المناسبة لذلك، وفقا للمتحدثة باسم المنظمة، أليشا ناكاكيس، والتي أضافت: "سواء تعلق الأمر بالقطة أو حيوان الكنغر، كل الحيوانات ترغب في أن تعيش بلا ألم، ندين لهذه الحيوانات بالعثور على حلول إنسانية، لخفض أعدادها".
aXA6IDE4LjE4OS4xODQuOTkg جزيرة ام اند امز