احتفالات المولد النبوي في اليمن.. فرحة سرقها الانقلاب الحوثي
يعد المولد النبوي الشريف مناسبة دينية عظيمة يحتفل بها اليمنيون في كل المدن، وإن كانت هناك اختلافات بسيطة في طريقة تعظيمها من بلدة إلى أخرى.
في الساحل الغربي، يكتسب الاحتفال بذكرى ولادة الرسول أهمية كبيرة لدى قطاع واسع من الأهالي، لكنها تقام بشكل منفصل عن بعضها، وعادة ما تنظم في المساجد أو في دواوين المنازل والمجالس العامة.
ويردد المصلون بعد صلاة العشاء، المديح والقصائد الدينية والأذكار الدينية مع سرد أجزاء من سيرة الرسول العطرة.
وبعد صلاة العشاء ينتقل المصلون إلى أماكن يتم تحديدها مسبقاً، حيث يتجمع فيها الأهالي لترديد السماع والموالد الدينية، وهو جزء من الإنشاد الديني والذي يذكّر بعظَمة الرسول وصفاته وأخلاقه الحميدة.
كما يردد المشاركون قصائد الإنشاد الديني التي تُذكر بالرحمة التي كان يتسم بها النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، باعتبارها أنبل وأرقى المشاعر الإنسانية.
روحانية دينية
يقول الصحفي نجيب السيد لـ"العين الإخبارية" إن مظاهر الاحتفال في المناطق المحررة بالساحل الغربي تقتصر على ترديد الآيات القرآنية والذكر والسماع، دون ابتزاز الناس وسرقتهم أو جباية الأموال عنوة لتمويل تلك الفعالية الدينية، في إشارة إلى ما تقوم به مليشيات الحوثي لتمويل الاحتفالات بالمناطق التي تسيطر عليها.
يضيف أن الأهالي تخلوا عن الكثير من العادات التي كانت تصاحب هذه الذكرى، فيما يتعلق بمظاهر الاحتفالات والتي يطغى عليها شراء الملابس الجديدة للأطفال، وتناول وجبة العشاء احتفاء بالمناسبة الدينية.
ويرى السيد أن الاحتفال بالمولد النبوي في المناطق التهامية خصوصاً في مراكز المدن العلمية، كمدينة زبيد، كان تطغى عليها الروحانية الدينية وتفاعل الأهالي جميعاً بالمناسبة التي تحيطها عادات وتقاليد متنوعة.
يضيف: غالبية تلك المظاهر اختفت الآن واقتصرت على أداء التهليل والتكبير داخل المساجد وحلقات الذكر التي تتطرق إلى سيرته النبوية.
الحرب تطفئ مظاهر الاحتفال
هناك العديد من المظاهر الاحتفالية التي كانت تقام خلال المناسبة العظيمة، في مناطق عدة بالساحل الغربي لكنها اختفت الآن إثر حرب الانقلاب الحوثي.
يقول رجل الدين هيكل أفندي لـ"العين الإخبارية"، إن الأهالي في مديريات الساحل الغربي كانوا قبل أعوام يقومون بإعادة طلاء المساجد بالأصباغ البيضاء، قبل أيام من حلول المناسبة مع تجديد اثاث المساجد.
يضيف أن ذلك كان ينسحب على جميع مناطق الساحل، وعندما تحل المناسبة تتحول تلك الجوامع إلى مراكز للإنشاد الديني وترديد التواشيح والأناشيد الدينية.
ويشير أفندي وهو أحد الأشخاص الذين يقومون بأداء الأناشيد الدينية إلى أن المصلين ينتقلون إلى دواوين المجالس، حيث يتولى "الفقيه" وهو شخص يسند له القيام بمثل هذه الأشياء، بترديد التواشيح الدينية التي تمجد المناسبة، مع قراءة السيرة النبوية العطرة.
لكن غالبية تلك المظاهر انتهت بحسب أفندي الذي يقول إن الأحزاب الدينية والتشدد الديني كان السبب في إنهاء تلك المظاهر، إذ اعتبر البعض منهم أنها بدعة جديدة.
ويختم أفندي حديثه بالقول إنه لم يتبق من تلك الاحتفالات سوى الدواوين ومجالس الذكر والتي تقام في بعض المنازل لإحياء تلك المناسبة عبر ترديد الأناشيد والتواشيح الدينية.