قمة المليار متابع.. توقعات بنمو سوق البودكاست العالمي إلى 105 مليارات دولار بحلول 2028
سلطت جلسة "إطلاق منتجات المبدعين بمليارات الدولارات"، ضمن فعاليات قمة المليار متابع 2025، الضوء على التحولات الكبرى في اقتصاد المبدعين.
حيث ناقش رؤساء تنفيذيون أبرز الاتجاهات في تجارة المبدعين وبناء أعمال مستدامة ومستقلة.
وتشهد النسخة الثالثة من قمة المليار متابع، أكبر قمة عالمية في اقتصاد صناعة المحتوى، والتي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وتستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 11 إلى 13 يناير/ كانون الثاني، في أبراج الإمارات، ومركز دبي المالي العالمي، ومتحف المستقبل بدبي، تحت شعار "المحتوى الهادف". زخماً كبيراً بمشاركة أكثر من 15 ألف صانع محتوى ومؤثر وأكثر من 420 متحدثاً و125 رئيساً تنفيذياً وخبيراً عالمياً.
وتحدثت جين بلاندوس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشبكة "فيميل فيوجن"، عن دور النساء في ريادة الأعمال ضمن اقتصاد المبدعين، وقالت "نشهد اليوم عصراً جديداً تبرز فيه النساء كمبدعات ورائدات في بناء أعمال مستقلة تعتمد على المجتمعات والتواصل الفعّال".
وأشارت بلاندوس إلى أن رحلتها مع شبكة "فيميل فيوجن" بدأت كمجموعة على فيسبوك تقدم النصائح والمشورة المجانية لرواد الأعمال من النساء حول العالم، ومع تزايد الطلبات، قررت تحويل المبادرة إلى نموذج مدفوع يعتمد على الاشتراكات الشهرية والسنوية، ما ساهم في جعل المشروع أكثر استدامة وفاعلية.
وقالت "المنتجات الرقمية، مثل الدورات التدريبية والمحتوى المدفوع، توفر فرصاً كبيرة لتحقيق الأرباح بهوامش عالية نظراً لعدم وجود تكاليف للمخزون أو الشحن".
وتحدث مارك فينز المؤسس والرئيس التنفيذي لقناة "بريف ويلدرنيس"، عن اللحظة التي أدرك فيها أن دور المبدع يمكن أن يتحول إلى مشروع تجاري متكامل، وقال إن التفاعل المباشر مع الجمهور وإنشاء روابط مستدامة هما المحرك الرئيس لاقتصاد المبدعين.
وأشار إلى أن المصداقية هي الأساس لنجاح أي منتج، ما دفعه إلى التوقف عن بيع منتجات لا تتماشى مع قيم علامته التجارية.
وأوضح أحد خان الرئيس التنفيذي لشركة "كاجابي"، أن تنويع مصادر الدخل هو المفتاح لتحقيق الاستدامة الاقتصادية للمبدعين، وقال إن الاعتماد على منصة واحدة لم يعد كافياً، المبدعون الناجحون هم من يوسعون نطاق دخلهم ليشمل التجارة الرقمية، والشراكات المتعددة.
وأضاف أن المنصات الرقمية تساعد المبدعين على تطوير منتجات مثل الدورات التدريبية المدفوعة، ما يتيح لهم تحقيق عوائد مستقرة ومستدامة.
وأشار خان إلى أن الاقتصاد الإبداعي ينمو بوتيرة سريعة، حيث أصبح المبدعون أكثر احترافية في إدارة أعمالهم، وشدد على أهمية المزج بين المنتجات الرقمية والمادية لتحقيق تنويع واستقرار مالي أكبر.
توقعات بنمو سوق البودكاست العالمي
أكد عدد من الخبراء وصناع المحتوى خلال مشاركتهم في فعاليات قمة المليار متابع 2025 أن هناك توقعات تشير إلى أن سوق البودكاست العالمي سيشهد نموًا كبيرًا خلال السنوات المقبلة، ليصل إلى 105 مليارات دولار بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 32%.
وأشاروا إلى أن هذا النمو يعكس الطلب المتزايد على المحتوى الصوتي كوسيلة مفضلة للتواصل مع الجماهير، وازدياد اعتماد الشركات على البودكاست كأداة للتسويق وبناء العلامات التجارية، مما يعزز مكانته كقطاع واعد في صناعة المحتوى الرقمي.
جاء ذلك خلال جلستين ضمن فعاليات قمة المليار متابع 2025، أكبر قمة عالمية في اقتصاد صناعة المحتوى.
وتحدث في جلسة "هل البودكاست فقاعة أم بداية صناعة بمليارات الدولارات؟" كل من غوتام راج أناند المؤسس والرئيس التنفيذي لـ Hubhopper، وستيفانو فلاحة المؤسس والرئيس التنفيذي لـ Podeo، وإيفان زليجكوفيتش المؤسس المشارك لـ Poddste.
وقال غوتام راج أناند إن هناك توقعات تشير إلى نمو سوق البودكاست العالمي، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 250 مليون مستمع شهرياً لحلقات البودكاست في قارة آسيا، الأمر الذي يبرهن على قيمة سوق البودكاست ومدى الإقبال عليه.
وأضاف أن شعبية البودكاست ارتفعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة في مختلف دول العالم، وهناك نمو كبير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على البودكاست والمحتوى الصوتي، مع توقعات تشير إلى أن السوق سينمو بأكثر من 20% سنويًا خلال السنوات القليلة المقبلة، وذلك وفقاً للمؤشرات العالمية.
من جانبه أشار ستيفانو فلاحة إلى أن الخطوة الأولى لكل من يرغب في الالتحاق بعالم البودكاست هي مشاهدة حلقات بودكاست متنوعة، حيث إن كل 10 بودكاست سيشاهدها المستخدم على الأقل سيتقدم بنسبة 1% في إدارة المحتوى وأسلوب طرح الأسئلة وصياغة عناوين مختلفة وغيرها من التفاصيل.
ولفت إلى أن البودكاست يمكن أن يساهم في إحداث أثر اجتماعي واقتصادي وتعزيز الحوار المجتمعي.
وأضاف: “نبذل قصارى جهدنا لتوسيع نطاق مهمتنا ونظامنا التقني بسرعة عبر الأسواق العالمية الناشئة، مما يفتح كل الحدود أمام رواية القصص ويمنح الأصوات المتنوعة القدرة على أن تكون مسموعة من مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم”.
من ناحيته أوضح إيفان زليجكوفيتش أن صناعة البودكاست تشهد تطوراً ملحوظاً، مدفوعاً بزيادة الطلب على المحتوى الصوتي المتنوع، حيث نرى تحوّل الصوت إلى قوة دافعة في استهلاك وسائل الإعلام، وأصبحت هناك منصات لا غنى عنها للمبدعين للوصول إلى الجماهير.
وأوضح أن أحد أبرز أسباب نجاح البودكاست أنه متنوع ومختلف ويخاطب مختلف الفئات العمرية والشرائح في المجتمعات، حيث هناك بودكاست للتعليم وآخر للترفيه وغيره للتثقيف العام والخاص حول مواضيع متعددة كالاقتصاد وغيرها.
كما استعرضت نور نعيم المؤثرة وصانعة المحتوى والمعروفة باسم "نور ستارز"، خلال جلسة ضمن فعاليات القمة، تجربتها الشخصية واستراتيجياتها لتحقيق النجاح في صناعة المحتوى الرقمي، مؤكدة أنها وضعت لنفسها أهدافًا بدت في البداية بعيدة المنال، مثل الوصول إلى 5 ملايين متابع كهدف أول، وكان تحدياً كبيراً حيث واجهت بعض الانتقادات التي حاولت إضعاف عزيمتها، لكنها لم تسمع إلى هذه الأصوات السلبية ووضعت أهدافاً طويلة المدى متحلية بالمثابرة واستمرارية العمل.
وأضافت أن صناعة المحتوى الرقمي تتطور بسرعة كبيرة، لذا يجب على صانع المحتوى أن يتعلم ويواكب التغيرات، سواء عبر استخدام تقنيات حديثة أو من خلال العمل مع أشخاص يمتلكون الخبرة، كما نصحت بضرورة الاستثمار في تطوير المهارات والعمل مع أشخاص يتشاركون نفس القيم والرؤية، بجانب تحديد الأهداف.
وأشارت إلى أن البداية هي أصعب مرحلة، لكنها تنصح المبتدئين بعدم التردد في تجربة منصات مختلفة مثل يوتيوب، وتيك توك، لاكتشاف ما يناسبهم.
وقالت إن المهم هو أن يؤمن الشخص بأهداف طويلة الأمد ويواجه التحديات لأن النجاح يتطلب مرونة وابتكاراً واستمرارية.
وحول الحفاظ على الأصالة في المحتوى، قالت نور إن النجاح يتطلب العمل مع فريق يقدم الدعم والمساندة، ويمكن البدء بشكل فردي، لكن مع الوقت ستحتاج إلى أشخاص يشاركونك الرؤية ويساهمون في تحقيق النجاح، وهذا الأمر لم يتحقق إلا بتقديم محتوى هادف يعبر بصدق عن شخصية مقدمه ويقربه من جمهوره.