رسالة تهديد من تشاد لأمريكا.. ورقة تفاوض أم إعلان ضجر؟
في خطوة تهدد بتحجيم النفوذ الأمريكي في المنطقة لصالح روسيا، وجهت حكومة تشاد رسالة إلى الولايات المتحدة، تهدد فيها بإنهاء اتفاقية أمنية حاسمة.
تلك الرسالة كشفت عنها مصادر أمريكية لشبكة «سي إن إن»، قائلة، إنها أُرسلت إلى ملحق الدفاع الأمريكي الأسبوع الماضي، وتضمنت تهديدًا من المسؤولين التشاديين بإلغاء اتفاقية وضع القوات، أو SOFA، التي تحدد القواعد والشروط التي يمكن بموجبها للأفراد العسكريين الأمريكيين العمل في البلاد.
وفي حين أن الرسالة لم تأمر الجيش الأمريكي بشكل مباشر بمغادرة تشاد، إلا أن مسؤولين قالوا لشبكة «سي إن إن»، إنها قالت إنه يتعين على جميع القوات الأمريكية مغادرة القاعدة الفرنسية في نجامينا.
وقال اثنان من المصادر، إن الرسالة ذكرت على وجه التحديد قوة مهام العمليات الخاصة الأمريكية في القاعدة، وهي مركز مهم لقوات العمليات الخاصة الأمريكية في المنطقة. لكن فرقة العمل ليست الوحدة الوحيدة من العسكريين الأمريكيين المتواجدين في القاعدة، حيث إن جميع أفراد الخدمة الأمريكية في تشاد موجودون في نجامينا.
ورقة تفاوض؟
ولم يتم إرسال الرسالة عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية، بحسب أحد المسؤولين، وهي الطريقة المعتادة للتعامل مع هذه القضايا. وحذر المصدران من أن الرسالة قد تكون بمثابة تكتيك تفاوضي من قبل حكومة تشاد للحصول على اتفاق جديد يخدم مصالحها بشكل أفضل.
ولم يتضح العدد الدقيق للقوات الأمريكية في البلاد، لكنّ مسؤولًا أمريكيًا قال إن هناك أقل من 100 جندي.
تأتي هذه الخطوة بعد شهر واحد فقط من إنهاء النيجر المجاورة اتفاقها مع الجيش الأمريكي الذي سمح للموظفين الأمريكيين بالعمل في البلاد.
وقال أحد المصادر الاستخباراتية لـ«سي إن إن»، إن القيادة في تشاد تحذو حذو النيجر، وتحاول استغلال الفرصة لانتزاع المزيد من التنازلات من الولايات المتحدة. لكن المسؤول قال إن تهديد تشاد بإنهاء اتفاقية وضع القوات فاجأ المسؤولين الأمريكيين.
تأتي هذه الخطوة في وقت حرج بالنسبة للمصالح الأمريكية في أفريقيا، حيث حذر المسؤولون الأمريكيون من أن النفوذ الروسي يتوسع عبر القارة.
وقال الجنرال في مشاة البحرية مايكل لانغلي، رئيس القيادة الأمريكية في أفريقيا، للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في مارس/آذار، إن روسيا "تحاول السيطرة على وسط أفريقيا وكذلك منطقة الساحل بوتيرة متسارعة".
معضلة أمريكية
وفي جلسة استماع منفصلة مع لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الشهر الماضي، قال لانغلي إن دول أفريقيا الوسطى "في معضلة"، فهي بحاجة إلى مساعدة تنموية من دول مثل روسيا والصين، لكنها توازن تلك الاحتياجات في مواجهة "المخاطر التي تهدد السيادة الوطنية"، مضيفًا: "في هذه المنطقة، المخاطر كبيرة".
وزار لانغلي تشاد في يناير/كانون الثاني من هذا العام برفقة كبير مستشاري أفريكوم، مايكل وودز. وأثناء وجوده في البلاد، التقى بقادة عسكريين تشاديين، بمن في ذلك الجنرال أبكر عبدالكريم داود، رئيس أركان القوات المسلحة التشادية، وفقًا لبيان أصدرته «أفريكوم» في ذلك الوقت.
وآنذاك، قال لانغلي في البيان إن أفريكوم "تظل ملتزمة ببناء شراكات دائمة مع تشاد ودول أفريقية أخرى".
aXA6IDMuMTQzLjIzLjM4IA== جزيرة ام اند امز