حلقة نقاشية بـ"العين الإخبارية".. تحديات المرحلة الانتقالية بالسودان
"العين الإخبارية" نظمت حلقة نقاشية حول التحديات التي تواجه المرحلة الانتقالية في السودان ودور القوى السياسية في المشهد.
المرحلة الدقيقة من تاريخ السودان يكتنفها كثيرٌ من التحديات، التي تتطلَّب تضافُر الجهود على كافة المستويات، بدءاً من حكومة عبدالله حمدوك التي يعقد عليها السودانيون الآمال لإدارة المرحلة الانتقالية واضطلاعها بالمهام المنوطة بها، وفقًا للوثيقة الدستورية، بفعالية لتجنيب السودان الفوضى، وكذلك الأحزاب والقوى السياسية، على رأسها قوى الحرية والتغيير، ومختلف قطاعات الشعب السوداني. وفي هذا السياق عقدت "العين الإخبارية" جلسة نقاشية بعنوان "السودان.. تحديات المرحلة الانتقالية" وقد طرحت الحلقة النقاشية تصوُّرات وسيناريوهات مختلفة لهذه المرحلة الهامة والدقيقة في تاريخ البلاد.
أدار الحلقة النقاشية، الدكتور عمرو الشوبكي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الذي استهل حديثه بالتأكيد على أنَّ هناك العديد من التحديات التي تجابه فترة الانتقال الديمقراطي التي يشهدها السودان، وهي تحديات بالغة الخطورة على إدارة مثل تلك المرحلة المفصلية، أبرزها طول المرحلة الانتقالية، والتي تصل إلى 39 شهرًا، والسياق الإقليمي المقَّعد، هذا فضلًا عن تحديات مرتبطة بكيفية الخروج من تلك الحالة الثورية، وهي عملية تتطلَّب تنحية أدوات الحشد والتعبئة والعمل الثوري جانبًا لأجل إفساح المجال واسعًا أمام مهارات بناء مؤسسات الدولة السودانية تتسق وتطلُّعات الشعب السوداني.
وفيما يتعلق بسيناريوهات المرحلة الانتقالية، أشار "الشوبكي" إلى أنَّ هناك وجهتي نظر في هذا الصدد؛ إحداهما ترى أنَّ فترة الانتقال الديمقراطي ربما لن يُكْتب لها النجاح حال فشلها في التعاطي بفاعلية مع تعقيدات المشهد السوداني، ولعل في مقدمة هذه التعقيدات، حالة الاستقطاب الراهنة. أما وجهة النظر الأخرى، فهي تبدو أكثر تفاؤلًا باكتمال المرحلة الانتقالية، وصولًا إلى إجراء انتخابات رئاسية جديدة تضع السودان على المسار الصحيح.
السياق العام لتحدِّيات المرحلة الانتقالية: ثورة أم انتفاضة؟
وارتأت رشا عوض، الباحثة السودانية في العلوم السياسية، أنَّه يلزم لفهم طبيعة تحديات المرحلة الانتقالية، فهم الإطار أو السياق الكلي الذي تظهر في إطاره تلك التحديات. وهذا الفهم لن يتأتى إلا بالإجابة عن السؤال التالي: هل ما شهده السودان يُعَد ثورة بالمعنى الأكاديمي أم إنَّه مجرد انتفاضة أو حراك سياسي؟ وتضيف "عوض" أنَّ هناك مأزقًا حقيقيًا يمْثُل أمام الخبراء والمراقبين للشأن السوداني إذا وصفوا ما حدث بالسودان على أنَّه حراك أو انتفاضة؛ لأنَّ المحتجين السودانيين سيروْن في ذلك تقليلًا من أهمية الاحتجاجات التي خرجت ضد نظام "البشير" بدءاً من ديسمبر/كانون الأول 2018 والتضحيات التي بُذلت.
لم تكن هذه الاحتجاجات، سواء كانت ثورة أو انتفاضة، تمتلك برنامجًا ثوريًا، وبالتي آلت الأوضاع إلى "المساومة" أو عقد "صفقة سياسية" بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي، وكل التحديات مترتبة على هذه المساومة التي حدثت.
واستكمالًا للسياق العام المرتبط بالتحديات، أكَّدت "عوض" على أنَّه لم تتم الإطاحة بالنظام بشكل كامل، وإنما برأس النظام فقط؛ إذ تحوَّل "عمر البشير" إلى كارت محروق لدى الإخوان الذين كانوا ينوون، قبيل التحرك الشعبي، استبداله بآخر ومواصلة الهيمنة الإخوانية على جميع مفاصل الدولة السودانية، لكن الحراك الشعبي والضغط الدولي دفع باتجاه عزل البشير، وتشكيل الحكومة المدنية الحالية في ظل محاولات المكون العسكري فرض سيطرته على عملية هندسة المرحلة الانتقالية، وبالتالي هناك حالة من القلق والتوتر والخوف لدى الشارع السوداني من أن تُسْرق ثورته خصوصًا في ظل غياب إجراءات جادة لمحاصرة رموز النظام السابق، وإصلاح المنظومة القضائية.
الدولة العميقة على رأس تحدِّيات المرحلة الانتقالية
أكَّد هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن ما حدث بالسودان هو ثورة شعبية عارمة ضد نظام حكم جماعة الإخوان الإرهابية التي لطالما استخدمت أساليب المراوغة السياسية طيلة العقود الثلاثة الماضية، ويرى "رسلان" أنَّ التحدي الأول الذي يواجه الحكومة الانتقالية هو أنَّ النظام القديم لا يزال ممثَّلا في السلطة السياسية والأجهزة الأمنية وكافة مؤسسات الدولة السودانية، ولا يزال ممتلكًا للكوادر والموارد المالية والحضور الإعلامي؛ وبالتالي فتحدي الدولة العميقة يأتي على رأس التحديات التي ينبغي التصدي لها. ويعمل النظام القديم على عرقلة المرحلة الانتقالية، وهو يُعِّد نفسه لمرحلة العودة وخوض الانتخابات المقبلة. ولعل وفرة الموارد المالية لدى جماعة الإخوان الإرهابية تمثِّل نقطة قوة حقيقية لا تتوافر لدى كثير من الأحزاب والقوى السياسية الأخرى.
أما التحدي الثاني، فيتمثَّل في تعدُّد مكونات قوى الحرية والتغيير، ورغم أنها قد مثَّلت نقطة قوة في بادئ الاحتجاجات الشعبية إلا أنها تحوَّلت الآن لنقطة ضعف مما يؤدي إلى صعوبة التوافق بينها، وتجلَّى ذلك في العثرات الكثيرة التي واجهتها عملية تشكيل الحكومة الانتقالية، وقد أشار رسلان إلى الوضع الاقتصادي المتردي الذي يشهده السودان كأحد أهم تحديات الفترة الانتقالية، وتستلزم عملية إنعاش الاقتصاد السوداني مساعدات خارجية، والتي في أغلب الأحيان تكون مساعدات "مشروطة". الأمر الذي يتناقض مع طموحات الثورة في أنْ تكون للسودان سياسة خارجية مستقلة لا يُمْلى عليه أية شروط، وتتطلب تفاهمات مقبولة تخلق توازنًا نسبيًا بين اعتبارات الداخل السوداني والأطراف الإقليمية والدولية المانحة.
وفيما يتصل بالبعد الإقليمي والدولي، ارتأى "رسلان" أنَّ المحيط الدولي يحتضن التحول الديمقراطي في السودان، لكنه ليس مستعدًا لتوفير موارد مالية كي يمضي السودان قدمًا في إتمام المرحلة الانتقالية، وإنجاز التحوُّل الديمقراطي، بالإضافة إلى حالة الانقسام والتجاذبات الموجودة بين تحالفيْن رئيسييْن بالمنطقة، ألا وهما محور أو تحالف الاعتدال الذي تقوده مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتحالف داعمي جماعة الإخوان الإرهابية من جانب آخر، وهذه الحالة من الاستقطاب تنعكس على الساحة السودانية، وتخلق نوعًا من الانقسام داخل المجتمع السوداني، وتنقل الصراعات من المستوى الإقليمي إلى السودان المتخم بالكثير من الصراعات والتوترات.
وفي السياق ذاته، أوضح عمار عوض، صحفي سوداني أنَّ التحدي الأكبر الذي يواجه السودان في الوقت الراهن يتمثَّل في استمرار وجود رموز النظام البائد ونظام الإخوان بكل ارتباطاته الإقليمية بقطر وتركيا وغيرهما، وقد يحاول الإخوان استغلال الطبيعة المتسامحة للشعب السوداني والعودة للسلطة مرة أخرى تحت شعارات جديدة، الأمر الذي يتطلَّب التصدي لهم من قِبل القائمين على السلطة، ذلك لأن أي وجود إخواني سيكون مدمرًا للمرحلة الانتقالية وعملية التحوُّل الديمقراطي بالسودان.
بناء دولة وطنية سودانية.. الدعم العربي أمر لابد منه
ارتأت أسماء الحسيني، نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية، أنَّ النظام البائد طيلة العقود الثلاثة المنصرمة قد عبث بمقدرات الشعب السوداني، وحرم السودان من كوادره في الأجهزة المدنية والأمنية. وفي هذا الإطار، يبرز تحدي بناء السلم في الدولة السودانية من خلال مفاوضات جادة مع قادة الحركات المسلَّحة للتوصُّل إلى سلام شامل، وهذا الأمر لن يتأتى إلا باتفاقات تجتث أصول الصراع وجذوره وليس ترضيات مؤقتة تستند على إغراء قادة تلك الحركات بالأموال أو المناصب.
وأضافت "الحسيني"، أنَّ ثمة ضرورة ملحة لحل مشكلة اللاجئين والنازحين السودانيين فضلًا عن نظام تعويض مناسب للمتضررين من الحروب الأهلية على مدار العقود الماضية، تقود تسوية هذه الأمور إلى بناء الثقة بين قطاعات الشعب السوداني، وأكَّدت "الحسيني" أهمية الدعم العربي للسودان في تحفيز إجراءات بناء الثقة بين السودانيين؛ وهناك توقعات تشير إلى أنَّ الإمارات هي الوجهة الأقرب لدعم مفاوضات السلام في السودان، وهناك أمل كبير في أدوار دول محور الاعتدال في دفع عملية السلام كأولى إجراءات بناء دولة وطنية سودانية تنصهر في بوتقتها جميع الولاءات الأخرى دون الوطنية، ورغم التحديِّات التي تواجه عملية السلام السودانية فإنَّه يظل هناك أمل في أنْ تستمر حالة التقارب واللُحمة الوطنية التي أحدثتها الثورة السودانية بين مختلف مكونات الشعب السوداني كأساس تبْنى عليه إجراءات عملية السلام.
وفي هذا الصدد، أكَّد عمار عوض، على أنَّ عملية بناء السلم في السودان تُعَد التحدي الأبرز الذي يواجه الحكومة الانتقالية؛ إذ إنَّه لا بد من استغلال حالة التقارب التي أحدثتها الثورة بين الشعب السوداني في وقف الصراعات التي يعج بها المجتمع، وأشار "عوض" إلى أنَّه ثمة جهود إقليمية جادة من قِبل دول الجوار، لعل في مقدمتها جنوب السودان ومصر في دفع عملية السلام التي من المتوقَّع أنْ تمر بمرحلتيْن؛ أولهما مناقشة القضايا السياسية بين المركز والأطراف، أي بين الحكومة المركزية في الخرطوم والأقاليم التي تعاني التهميش، فضلًا عن تقاسُم السلطة والثروة، وستتمحور المرحلة الثانية حول القضايا الأمنية، ودمج المليشيات المسلحة في الجيش السوداني النظامي، وارتأي "عوض" ضرورة أنْ يعمل الشركاء الإقليميين والدوليين على المساهمة في تمويل عملية السلام، بالإضافة إلى خلق آليات يمكن من خلالها متابعة تنفيذ الاتفاقات الموقَّعة بين لضمان الالتزام ببنودها.
وفي معرض الحديث عن مدة المرحلة الانتقالية وتأثيرها على عملية بناء السلام، أكَّد فايز السليك، صحفي سوداني أنَّ مدة المرحلة الانتقالية "39 شهراً" هي الأنسب بالنسبة للسودان، خصوصًا فيما يتعلق بإدارة ملف السلام، الذي يتطلَّب مفاوضات واسعة النطاق مع كافة الحركات المسلَّحة في مختلف الأقاليم السودانية بالإضافة إلى عملية ترسيخ ثقافة السلام في بلد يتسم بالتعددية المجتمعية كالسودان، وكلها أمور تستلزم فترة زمنية طويلة.
"الإخوان" الإرهابية نقيض للدولة الوطنية
قدَّم الحضور من الخبراء والمراقبين للمشهد السوداني جملة من الأطروحات والتصوُّرات التي يمكن من خلالها التغلب على تحدِّيات المرحلة الانتقالية. وقد استهلَّ "رسلان" هذا المحور من النقاش بالتأكيد على ضرورة الوعي بأنَّ هناك فارقًا كبيرًا بين الطموحات والتطلعات التي نتجت عن نجاح الثورة السودانية في الإطاحة بنظام "البشير" وبين الوضع السوداني المعقد للغاية على جُل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فضلًا عن التجاذبات الإقليمية والدولية التي تلقي بظلال من عدم الاستقرار على المشهد السوداني.
وبالتالي، على القوى السياسية، وفي مقدمتها قوى الحرية والتغيير، أنْ تدرك ذلك جيدًا، وأنْ تضع في اعتبارها أنْ انفراط العقد السوداني ستكون له مآلات خطيرة على المستوييْن الوطني والإقليمي. وأضاف "رسلان"، أنَّه على السودانيين أنْ يدركوا خطورة جماعة الإخوان الإرهابية على المرحلة الانتقالية؛ فهذه الجماعة تمثِّل نقيضًا للدولة الوطنية؛ ولذا يجب أنْ تُحْظر نشاطاتها حظرًا كاملًا كما حدث مع النازية والفاشية وغيرهما من الأيديولوجيات الراديكالية التي تشكِّل تهديدًا للأمن والسلم المجتمعي.
وفي هذا الصدد، أكَّدت رشا عوض، أنَّ المخطط الراهن لجماعة الإخوان الإرهابية واضح، ويتمحور حول إفشال الفترة الانتقالية، وتمهيد الأرضية السياسية لانقلاب عسكري على رأسه عناصر إخوانية؛ إذ لا تزال الجماعة تحظى بثقل داخل المؤسسة العسكرية حتى بعد سقوط نظام البشير. وهذا الأمر لن تتم مواجهته إلا بنبذ الشقاق بين مكونات قوى الحرية والتغيير، بالإضافة إلى تشكيل تحالفات معارضة قوية متماسكة على درجة عالية من التنظيم، ودعمها بالموارد المالية والأدوات الإعلامية لتحجيم دور مثل تلك الجماعة، والحيلولة دون أية مخططات قد تُفضي إلى الانزلاق نحو العنف والفوضى.
إصلاح مؤسسات الدولة السودانية
وارتأى عمار عوض أنَّ هناك مؤسسات للدولة السودانية يمكنها الاضطلاع بمهام إدارة المرحلة الانتقالية. بيْدَ أنَّه لا بد من عملية إصلاح تطال كافة مؤسسات الدولة تستند على تمثيل مناسب لكافة أقاليم الدولة؛ فاستمرار الصراعات في السودان مرتبط بشكل أساسي بشعور أقاليم ومناطق عدة بأنها مهمشة ومستبعدة من أية اتفاقات لتقاسُم السلطة والثروة، وهذا الأمر هو أولى الخطوات على طريق تأسيس دولة وطنية سودانية.
واستكمالًا للحديث حول عملية إصلاح مؤسسات الدولة السودانية، أكَّدت أسماء الحسيني المسؤولية الإقليمية والدولية في عملية الإصلاح تلك ودعم الدولة السودانية خصوصًا في ظل استمرار حالة الهشاشة التي يعاني من السودان على كافة المستويات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية، فضلًا عن هشاشة الوضع الأمني لدول الجوار الإقليمي.
مشروع "مارشال" للسودان
ارتأى الدكتور أيمن شبانة، نائب مدير مركز دراسات حوض النيل بجامعة القاهرة، أنَّ هناك ضرورة ملحة لتقديم مشروع مارشال لإعادة إعمار السودان؛ ذلك لأنَّ القدرات الذاتية السودانية ليست قادرة بمفردها على تجاوُز المأزق الاقتصادي الراهن؛ فالتحديِّات الاقتصادية بالسودان هي تحديات هيكلية تتطلَّب دعمًا دوليًا وإقليميًا لمواجهتها. ويضيف "شبانة" أنَّ الدفعة الإقليمية والدولية للاقتصاد السوداني لا بد أن تصب في صالح تدوير عجلة الإنتاج وإعادة هيكلة الاقتصاد السوداني، وليست حلولًا مؤقتة يقتصر نفعها على الأجل القصير. ولعل أولى الخطوات في هذا الصدد، رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مما يقود إلى تدفُّق القروض والمساعدات التنموية للسودان.
وقد اخْتُتِمت الحلقة النقاشية بتقديم توصيات ختامية من أجل إدارة فاعلة لتحدِّيات المرحلة الانتقالية، لعل في مقدمتها، الإصلاح الهيكلي والجذري للمؤسسات العسكرية والمدنية، بالإضافة إلى ضرورة إيجاد منهج عمل واضح يرصد أبرز تحرُّكات جماعة الإخوان الإرهابية ومخططاتها لعرقلة المرحلة الانتقالية وإفشالها، كما أنَّ هناك حاجة ماسة إلى برنامج إسعافي عاجل للاقتصاد السوداني تتمثَّل أولى خطواته في رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب تمهيدًا لاستقبال الدعم الخارجي.
واتفق الخبراء على ضرورة تهيئة المناخ لتشكيل كتلة وطنية من كوادر سياسية أثناء الفترة الانتقالية؛ فخطوات وإجراءات الفترة الانتقالية من المؤكد أنها ستفرز تلقائيًا قيادات سياسية منحازة لأهداف الثورة السودانية، وتطلعات الشعب يمكنها إنجاح المرحلة الانتقالية والمشاركة بفعالية في الانتخابات القادمة، فضلًا عن ضرورة العمل على تكريس ثقافة سياسية تستند على وجود قناعة حقيقية لدى الشعب والقوى السياسية، بأنَّ الانتخابات الحرة والنزيهة هي الوسيلة الوحيدة لتداوُل السلطة. فهذه الثقافة السياسية هي الأساس الذي يُعَوَّل عليه لبناء دولة وطنية سودانية تُعْلي الولاء الوطني دون أية ولاءات أخرى قبلية أو دينية أو إثنية؛ وإذ ذاك فقط تؤتي الثورة السودانية ثمارها.
aXA6IDMuMTQyLjE5OC41MSA= جزيرة ام اند امز