رودريغو مدريد.. فتى خُلق للحظات دوري أبطال أوروبا الفارقة
تأهل ريال مدريد الإسباني إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بفضل ثنائية نجمه البرازيلي رودريغو غوس في شباك تشيلسي الإنجليزي، أمس الثلاثاء.
الجناح البرازيلي دون اسمه بأحرف من ذهب في كتب الأمجاد الأوروبية لريال مدريد، بعد تسجيله هدفين آخرين خلال المباراة التي أقيمت ضمن منافسات إياب ربع النهائي، وانتهت بفوز الريال 2-0 للمرة الثانية.
فبهدفه الأول في الدقيقة 58 وبمساعدة من زميله ومواطنه فينيسيوس جونيور، قضى رودريغو عمليا على آخر أمل لتشيلسي في حجز بطاقة تأهل لنصف نهائي دوري الأبطال.
بعدها بحوالي ثلث ساعة، اشترك فيدي فالفيردي مع رودريغو لإحراز الهدف الثاني للاعب البرازيلي والريال أيضا، ليتأكد للجميع في لندن أن البلوز ودع البطولة من ربع النهائي هذا العام، بينما سيواصل المرينغي طريقه ببلوغ نصف النهائي.
لم يكتف رودريغو عند هذا الحد، بل ظل يبحث عن الهدف الثالث، وكان قريبا من إحرازه بالفعل لولا تصدي كيبا حارس البلوز، الرائع لإحدى محاولات نجم الريال.
لذلك، فضل المدرب كارلو أنشيلوتي عدم الانتظار أكثر من ذلك وقرر استبدال اللاعب كي يحصل على التكريم الذي يليق به من جانب جمهور الملكي، الذي ردد اسمه مرات ومرات أثناء توجه رودريغو إلى مقاعد البدلاء.
كان أنشيلوتي نفسه يشعر بغبطة متناهية، أظهرها في صورة قبلة على خد رودريغو وعناق مطول.
صاحب اللحظات الفارقة
يخطو اللاعب البرازيلي الشاب كل موسم نحو النجومية، حتى في وجود زميليه المتألقين بشدة في هجوم الفريق؛ فينيسيوس وكريم بنزيما، لكنه على الأقل أتى بإجابة السؤال حول خط هجوم ريال مدريد المثالي.
على أن رودريغو لا يكتفي بالإجادة فحسب، بل يروق له التألق في اللحظات المهمة، حينما تتشابك الطرق ويلف الضباب طريق مرمى المنافسين ويحجم بعض اللاعبين عن الاقتراب من شباك الخصم.
وبهدفيه في مرمى تشيلسي أمس الثلاثاء، زاد رودريغو رصيده من الأهداف في دوري الأبطال إلى 15 هدفا، منها 5 هذا الموسم، وكان قد سجل 5 أخرى في موسم 2021-2022.
المثير أن صاحب الـ22 عاما استطاع بالأمس تجاوز عدد أهداف زين الدين زيدان في دوري أبطال أوروبا بعدما وصل إلى 15 هدفا في 38 مباراة، فيما صنع 8 أخرى لزملائه.
بينما اكتفى زيدان بتسجيل 14 هدفا في البطولة، لكنه يتفوق في جانب التمريرات الحاسمة بواقع 30 هدفا صنعها لزملائه على مدار 80 مباراة.
تكتسب بصمة وتأثير رودريغو مع الفريق الإسباني ثقلا بمضي الوقت، حيث صار لاعبا مهما للغاية، لا سيما في المواجهات الصعبة من الموسم الماضي في التشامبيونز، والتي أثمرت عن رفع (ذات الأذنين).
بدا وقتها أن القدر حكم عليه بأن يكون الرجل الذي يغير دفة المباراة من مقاعد البدلاء.
وهناك لقطات مثل نزول رودريغو من على الدكة ليسجل هدفين في مرمى مانشستر سيتي خلال إياب نصف نهائي الأبطال، حينما كان الريال هائما على وجهه بين أروقة الخسارة، أو هدفه الذي قصف به شباك تشيلسي أيضا قبلها في ربع النهائي، لتكون جزءا من الإرث التاريخي لريال مدريد.
مر عام، ولا يزال رودريغو يمارس ما يحبه؛ صناعة الفارق في التوقيت الحاسم، ما ينذر بأن جمهور الريال تنتظره ليالي رائعة من الأمجاد الأوروبية.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOC40MyA= جزيرة ام اند امز