تحليل ديربي مانشستر.. خطة الأبطال تنصف جوارديولا بعد 491 يوما
حقق مانشستر سيتي فوزا تاريخيا وكاسحا على جاره اللدود مانشستر يونايتد بنتيجة 6-3 في ديربي المدينة.
وعلى استاد الاتحاد معقل الفريق السماوي، قدم مانشستر سيتي واحدا من أفضل عروضه؛ ليهيمن على الديربي الذي أقيم لحساب الجولة التاسعة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
افتتح فيل فودين أهداف مانشستر سيتي بالدقيقة الثامنة، ثم أضاف النرويجي إيرلينج هالاند الهدفين الثاني والثالث بالدقيقتين 34 و37، وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقة، سجل فيل فودين هدف مانشستر سيتي الرابع في المباراة.
وفي الشوط الثاني، وتحديدا بالدقيقة 56، سجل البرازيلي أنتوني أول هدف لمانشستر يونايتد في المباراة، لكن مانشستر سيتي، عاد مجددا وسجل الهدفين الخامس والسادس بتوقيع نجميه هالاند وفودين بالدقيقتين 64 و73.
لم يفلح هدفا الفرنسي أنتوني مارسيال في الدقيقتين 84 و90 بتقليل الكارثة التي واجهها مانشستر يونايتد في هذه المباراة.
خطة الأبطال
قبل أكثر من عام ونصف بقليل، وتحديدا في مايو/أيار عام 2021 خاض مانشستر سيتي أول نهائي في تاريخه ببطولة دوري أبطال أوروبا حينما واجه تشيلسي على ملعب الدراجاو بالعاصمة البرتغالية بنفيكا.
وكعادته باتخاذ بعض القرارات المفاجئة في المباريات الكبيرة والمهمة، قرر بيب جوارديولا وقتها الإبقاء على لاعب الارتكاز الإسباني رودريجو على دكة البدلاء والدفع بالألماني إيلكاي جوندوجان في مكانه وبجانبه الثنائي المكون من البلجيكي كيفين دي بروين والبرتغالي بيرناردو سيلفا.
قرار بيب بإبعاد رودري كان واحدا من بين الأسباب التي أدت إلى خسارة السيتي بهدف دون رد في النهائي التاريخي، ليتعرض المدرب الإسباني للعديد من الانتقادات التي استمرت حتى طوال الفترة الماضية.
واليوم وبعد 491 يوما، عاد جوارديولا "العنيد" لتنفيذ فكرته حتى وإن كان مضطرا بسبب إصابة رودريجو وبديله كالفين فيليبس، ليعتمد على الثلاثي جوندوجان وبيرناردو ودي بروين في قيادة خط وسطه بالديربي.
خطيئة تين هاج
ثلاثي وسط السيتي لم يفوت الفرصة هذه المرة، وأنصفوا مدربهم جوارديولا بعدما سيطروا على مجريات المباراة تماما وخلقوا العديد من الفرص والتمريرات المفتاحية لزملائهم.
تبادل بيرناردو المراكز مع فيل فودين بالجانب الأيسر وهو نفس ما فعله دي بروين مع جاك جريليش في الجانب الأيمن ليجعلوا مراقبتهم والحد من خطورتهم أشبه بالمهمة المستحيلة.
وفي المقابل، تسبب إريك تين هاج مدرب يونايتد في إضعاف فريقه بإبقائه على البرازيلي كاسيميرو بديلا، لتغيب الحدة والقوة والقدرة على إفساد الهجمات في منطقة أم المعارك.
كل هذه العوامل الفنية بالإضافة إلى وجود المهاجم السفاح إيرلينج هالاند ضمن صفوف مانشستر سيتي، أهدوا حامل لقب البريمير ليج تقدما مريحا مع نهاية الشوط الأول برباعية دون رد لتنتهي معها المباراة نظريا.
انتفاضة بائسة
وفي الشوط الثاني حاول يونايتد العودة للمباراة بهدف أنتوني، لكن الاستفادة من هذا الهدف كانت شبه معدومة بعدما استقبل الفريق هدفين متتاليين ليؤكد انهياره التام.
الجزء الأخير من المباراة شهد انتفاضة عديمة الجدوى من يونايتد، بعدما سجل أنتوني مارسيال هدفين متتاليين الأخير منهما من ركلة جزاء في آخر 10 دقائق بعدما لجأ جوارديولا لإخراج لاعبيه الأساسيين لإراحتهم وإعطاء البدلاء فرصة للظهور.
لكن لاعبو السيتي استفاقوا مجددا وسيَّروا الدقائق القليلة المتبقية من المواجهة بعد الهدفين كما أرادوا وتناقلوا الكرات ليؤكدوا تفوقهم الكاسح وانتصارهم الثمين.
في المجمل، المباراة كانت سهلة للغاية بالنسبة للسيتي، وشوطها الأول كان فارقا ومؤثرا، واختفى يونايتد تماما وغاب الانسجام عن لاعبيه لتكون الهزيمة الكبيرة مستحقة.