الدورة الشهرية وأمراض القلب.. العلاقة بين طول الفترة وخطر الإصابة
كشفت دراسة جديدة عن العلاقة بين طول فترة الدورة الشهرية في المرحلة السابقة لانقطاع الطمث يجعل النساء وخطر الإصابة بأمراض القلب.
مع اقتراب النساء من سن اليأس، فإنه غالباً ما تصبح مدة دورتهن الشهرية أطول، ولكن وجدت دراسة جديدة أن مدى الطول يوفر أدلة حول خطر إصابة هؤلاء النساء بأمراض القلب في المستقبل، وفقاً للوكالة الآسيوية الدولية للأخبار (إيه إن آي).
وأضافت الوكالة، في تقرير، أن الدراسة قامت بفحص التغيرات التي تحدث في طول فترة الدورة الشهرية خلال مرحلة انقطاع الطمث، ووجدت أن النساء اللائي زاد طول دورتهن على مدى عامين قبل انقطاع الدورة الشهرية لديهن مقاييس أفضل لصحة الأوعية الدموية من أولئك اللائي استقر طول أيام دورتهن خلال هذه المرحلة الانتقالية.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه التغييرات في طول فترة الدورة تساعد الأطباء على التنبؤ بالمرضى الذين قد يكونون أكثر أو أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مما يساعد في وجود توصيات باتباع استراتيجيات وقائية.
ونقلت الوكالة عن مؤلفة الدراسة الدكتورة سمر الخضري قولها إن "أمراض القلب والأوعية الدموية هي القاتل الأول للنساء، ويزداد الخطر بشكل كبير بعد مرحلة منتصف العمر، ولهذا نعتقد أن انقطاع الطمث يمكن أن يساهم في الإصابة بهذه الأمراض".
وأضافت الخضري: "سن اليأس ليس مجرد نقرة زر، ولكنها مرحلة انتقالية متعددة المراحل حيث تمر النساء بالعديد من التغييرات التي يمكن أن تعرضهن لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويبدو أن التغيير في طول فترة الدورة، المرتبط بمستويات الهرمونات، هو أحد المقاييس التي قد تخبرنا بالأشخاص الأكثر عرضة للخطر".
وفي الدراسة التي أجريت في جامعة بيتسبرج، ونُشرت في مجلة "سن اليأس"، تساءلت الخضري وفريقها عما إذا كانت التغيرات في طول الدورة خلال فترة انقطاع الطمث يمكن أن تتنبأ بصحة القلب والأوعية الدموية في المستقبل، وللإجابة على هذا السؤال، حلل الباحثون بيانات 428 امرأة، تتراوح أعمارهن بين 45 و52 عاماً لمدة تصل إلى 10 سنوات أو حتى سن اليأس، وجمع الباحثون بيانات الدورة الشهرية طوال فترة الانتقال إلى سن اليأس، وقيموا مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بعد انقطاع الطمث.
ولاحظ الباحثون أنه كان لدى حوالي 62% من المشاركات دورات مستقرة لم تتغير بشكل ملحوظ قبل مرحلة انقطاع الطمث، في حين أن حوالي 16% منهن عانين من زيادة مبكرة (قبل خمس سنوات) في طول فترة الدورة و22% عانين من زيادة متأخرة (قبل سنتين) في طول فترة الدورة من انقطاع الدورة.
وتابعت الوكالة: "مقارنة بالنساء ذوات الدورات المستقرة، كان لدى أولئك في مجموعة الزيادة المتأخرة في طول فترة الدورة مقاييس أفضل لصحة الشرايين، مما يشير إلى انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فيما كان لدى النساء في مجموعة الزيادة المبكرة مقاييس تشير إلى عدم صحة الشرايين".
وتقول الخضري: "هذه النتائج مهمة لأنها تظهر أنه لا يمكننا معاملة النساء كمجموعة واحدة، فالنساء لديهن مسارات مختلفة للدورة الشهرية خلال فترة انقطاع الطمث، ويبدو أن هذا المسار مؤشر على صحة أوعيتهن الدموية".