أمريكا المعادية لترامب تفجر غضبها: "نضالنا سيستمر 4 سنوات"
اعتقال 217 شخصا في واشنطن بسبب الفوضى والشغب
مشاهد فوضى وأعمال شغب بين مئات المتظاهرين المعادين لدونالد ترامب وعناصر الشرطة في واشنطن
شهدت الشوارع التي تتسم عادة بنظافتها الشديدة في وسط واشنطن مشاهد فوضى وأعمال شغب تمثلت بسلال قمامة وسيارات محروقة وواجهات زجاجية محطمة وقنابل مسيلة للدموع، عندما تواجه مئات المتظاهرين المعادين لدونالد ترامب بعنف مع عناصر الشرطة، على هامش تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد أمس الجمعة.
وحطم ما بين 500 و1000 شخص كانوا يغطون وجوههم بأوشحة سوداء أو يضعون عليها أقنعة واقية من الغاز، واجهات زجاجية، ورشقوا بالحجارة عناصر الشرطة الذين كانوا يرتدون بزات مكافحة الشغب في جادة كاي ستريت، التي تبعد مئات الأمتار عن البيت الأبيض.
وحاول نحو 200 من عناصر الشرطة، الذين تعرضوا لرشقات الحجارة، تفريقهم عبر رمي عشرات القنابل المسيلة للدموع.
وتجمعت سحابة دخان كثيف في الموقع الذي حلقت فوقه مروحية للشرطة وتناثرت فيه سلال القمامة المتفحمة وحطام الزجاج وعلب الصحف المعدنية والخرطوش. وكانت سيارة ليموزين سوداء بين السيارات المحترقة.
وكتب على يافطة رفعتها متظاهرة مقنعة "نضالنا سيستمر 4 سنوات"، ملمحة بذلك إلى ولاية ترامب الذي أصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.
واستهدف عدد من المتظاهرين دونالد ترامب مباشرة، لكن أقلية لا يستهان بها انضمت على ما يبدو إلى هذا الحراك للتعبير عن مطالب أخرى تتمحور خصوصاً حول حقوق الأقليات.
من هذه الأقلية، رافين ديفاني، الشابة الشقراء (19 عاماً) التي كانت تستعيد أنفاسها تحت سقف محطة للحافلات كتب عليها شعار "نحن الشعب"، بعد مواجهة مع الشرطة.
وقالت: "أنا هنا لدعم حقوق النساء والمسلمين والملونين والمهاجرين. باختصار، للحفاظ على كل ما ناضلنا في سبيله خلال العقد الأخير".
وأضافت هذه الطالبة التي أتت من بوسطن بينما كانت تحكم تثبيت الوشاح على أنفها، وتعرب في الآن نفسه عن أسفها لأعمال العنف التي وقعت خلال النهار، "أنا خائفة من أن يعمد دونالد ترامب إلى الإطاحة بمجموعة من الحقوق التي حصلنا عليها".
وحملت الحوادث التي قامت بها "مجموعة صغيرة من المتظاهرين"، كما قالت عمدة واشنطن مورييل بوزير، الشرطة على اعتقال 217 شخصاً.
وكانت مواجهات أقل عنفاً وقعت بين الشرطة ومئات من الشبان الذين كان بعض منهم يرتدي سترات بقبعات وأوشحة سوداء تتميز بها مجموعة بلاك بلوك المتطرفة والتي غالباً ما تتصف تحركاتها بالعنف.
وقالت الطالبة سكوت هوليداي (21 عاماً) من جامعة ميشيغن، إن "الأضرار المادية لا تقلقني". وأضافت: "هذا ما يحصل عندما يستبد بالناس الغضب، وثمة أسباب كثيرة تحملنا على الغضب اليوم".
أما المسيرات والتجمعات المتبقية التي شهدها يوم التنصيب الرئاسي في واشنطن، فجرت بهدوء، وتخللها بعض التلاسن بين أنصار الفريقين.
وأوجز سامي ليت الذي أتى بالحافلة من ويسكنسن وهو يحمل علم قوس قزح كبير لمجموعة المثليين، أسباب حضوره إلى العاصمة بالقول "لدى جميع الذين ليسوا رجالاً بيضاً من المثليين أسباب تحملهم على الشعور بالقلق".
وعلى مقربة من جادة بنسلفانيا الكبيرة التي تربط البيت الأبيض بالكونغرس، أقفل معادون لترامب الطريق على مؤيدين لترامب توافدوا للترحيب به والتصفيق له.
وهتف الفريق الأول لدى مرور أنصار الرئيس الجديد -الذين كان معظمهم يرتدي قبعات تحمل ألوان حملة ترامب: "يا للعار.. يا للعار".
وأكدت نادين بلوك (50 عاماً) من واشنطن "أريد أن أضم صوتي لأصوات الذين يحتجون على العنصرية والتمييز على أساس الجنس والقمع بكل أشكاله، ويعملون من أجل عالم أفضل".
وكانت رئيسة بلدية واشنطن أكدت بعد ظهر الجمعة أن واشنطن على استعداد لـ"حوادث" محتملة في المساء.
وحصلت تظاهرات أيضاً ضد الرئيس الجديد في مدن أمريكية أخرى مثل شيكاغو ونيويورك واتلانتا.
ففي شيكاغو تظاهر نحو ألف شخص أمام فندق يحمل اسم ترامب. وكانت التظاهرة سلمية لكن الشرطة تحدثت عن صدامات طفيفة أدت إلى توقيف شخصين في نهايتها.
aXA6IDE4LjExOS4xMzcuMTc1IA== جزيرة ام اند امز