«محاولة اغتيال» «أبومازن» العراقي.. بين التأكيد والنفي

فيما أكد مصدر عراقي تعرض القيادي الحزبي العراقي أحمد الجبوري الملقب بـ«أبومازن» لمحاولة اغتيال، نفى مكتبه ذلك.
وكشف مصدر سياسي، في وقت متأخر من مساء الجمعة، أن الجبوري وهو الأمين العام لحزب «الجماهير الوطنية» نجا من محاولة اغتيال استهدفته خلال مؤتمر انتخابي حاشد أقيم في قضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين.
ويعد أحمد الجبوري المعروف بـ"أبومازن" من الشخصيات السياسية في العراق ولديه خلافات واسعة مع باقي الأحزاب السياسية الأخرى.
وأوضح المصدر في حزب الجماهير الوطنية لـ"العين الإخبارية"، أن عدداً من الشبان من أقارب وزير التربية إبراهيم نامس ياسين الجبوري، حاولوا تنفيذ اعتداء مسلح داخل التجمع الانتخابي، قبل أن تتدخل القوات الأمنية وتطوق المكان سريعاً وتمنع تطور الموقف إلى عملية اغتيال فعلية.
وأشار إلى أن الحادثة أثارت حالة من الذعر بين الحاضرين.
وأضاف أنه "رغم محاولة الاعتداء، واصل المؤتمر أعماله وسط حضور جماهيري واسع، حيث أكد النائب الجبوري خلال كلمته على أهمية المشاركة الفاعلة في الانتخابات المقبلة، داعياً أبناء الشرقاط إلى دعم مرشح الحزب طارق الحمد، لما يتمتع به من "كفاءة وقدرة على تمثيل أبناء القضاء".
وشدد أبومازن على أن المرحلة المقبلة "تتطلب تمثيلاً قوياً يعبر عن تطلعات المواطنين ويعمل للحفاظ على هوية محافظة صلاح الدين وتحسين واقعها الخدمي والمعيشي"، مؤكداً أن حزبه لن يتراجع عن استكمال مسيرته السياسية رغم التحديات.
والحادثة تأتي في وقت تشهد فيه الساحة العراقية سباقاً انتخابياً محتدماً، وسط دعوات رسمية وأممية إلى ضرورة ضمان أجواء آمنة ونزيهة للعملية الانتخابية المقررة في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
السوداني يترأس اجتماع ائتلاف الإعمار والتنمية
نفي
انتشر على منصات التواصل الاجتماعية مقطع فيديو تضمن مشاهد تظهر حالة الهلع والتدافع بعد اقتحام «عدد من المسلحين» للمهرجان.
وتحدثت وسائل إعلام عن محاولة اغتيال فاشلة لأحمد الجبوري، ولكن المكتب الاعلامي للنائب العراقي أصدر بيانا عقب الحادثة نفى "ما تناولته بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أكدت تعرضه لمحاولة اغتيال في المؤتمر الانتخابي للمرشح عن الحزب السيد طارق الحمد".
وأكد أن "المؤتمر كان عرسا انتخابيا حضرته حشود جماهيرية، أكدت مساندتها والتفافها حول المشروع السياسي للسيد النائب".
اجتماع
وفي تطورات المشهد العراقي، ترأس رئيس مجلس الوزراء ورئيس ائتلاف الإعمار والتنمية، محمد شياع السوداني، اجتماعاً لقادة الكيانات السياسية المنضوية ضمن الائتلاف، جرى خلاله بحث مستجدات الاستعدادات للانتخابات المقبلة.
وأكد السوداني خلال الاجتماع أن الائتلاف ينطلق في برامجه وخططه الانتخابية من قاعدة صلبة تحققت خلال المرحلة الماضية، لا سيما في مجال الإصلاح الاقتصادي، وتراجع نسب الفقر بشكل ملموس، فضلاً عن توفير فرص عمل عبر برامج الحماية الاجتماعية، إلى جانب النهضة الخدمية والعمرانية التي تشهدها مختلف محافظات العراق.
وشدد السوداني على أن المشاركة الواسعة في الانتخابات المقبلة تمثل الضمانة الأساسية لاستمرار مسيرة الإصلاح والتنمية، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز الثقة بين المواطن والدولة عبر برامج واضحة وواقعية تترجم تطلعات العراقيين.
وبدأت يوم الجمعة رسمياً الحملة الانتخابية للانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، حيث دعا كبار المسؤولين في العراق وإقليم كردستان المرشحين والجمهور إلى الحفاظ على نزاهة العملية الانتخابية وضمان وحدة الصف، والابتعاد عن الاستغلال والخطابات السلبية.
وخلال 38 يوماً، سيخوض أكثر من 7,750 مرشحاً سباقهم نحو مقاعد البرلمان العراقي البالغ عددها 329 مقعداً، على أن تنتهي فترة الحملات صباح الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر، أي قبل ثلاثة أيام من موعد التصويت.
دعوات وتحذيرات
دعا رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الأحزاب السياسية إلى خوض حملة انتخابية "حضارية"، مؤكداً ضرورة احترام التنوع وتجنب نشر خطاب الكراهية والعداء.
وشدد على حماية كرامة المرشحات النساء، واحترام الرموز والقيم المقدسة لجميع المكونات، وضمان أن تؤدي القوات الأمنية دورها "بمهنية ومن دون تمييز".
وحذّر بارزاني من محاولات تقويض الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى أن نجاح ممثلي كردستان في بغداد يعتمد على "الوحدة والولاء والعمل المشترك" بما يخدم حاضر ومستقبل العراق والإقليم.
من جانبها، أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أن أي مرشح يخالف ضوابط الحملات قد يتعرض للسجن أو الغرامة أو الاستبعاد من السباق الانتخابي.
مواقف
شدد النائب الأول لرئيس مجلس النواب وزعيم تحالف الأساس العراقي محسن المندلاوي على ضرورة حماية نزاهة الانتخابات وإجرائها بشكل نزيه "نخرج منه بعزة وكرامة".
ووصف انطلاق الحملات بأنه "مرحلة جديدة من التنافس الديمقراطي" تتيح تعزيز قيم الأخوة والتنافس على أساس البرامج والخدمات لا على أساس "التشويه والتشهير". كما حذّر من استغلال المال العام أو موارد الدولة.
من جهته، دعا رئيس ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي إلى حماية نزاهة الانتخابات، مطالباً المرشحين بخوض منافسة إيجابية "بعيدة عن الإساءة والتشويه"، ومحذرًا الناخبين من "بيع أصواتهم أو بطاقاتهم الانتخابية".
أما رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، فقد أكدا خلال لقائهما ضرورة تهيئة بيئة مناسبة تضمن انتخابات حرة وشفافة، مشددين على أهمية توفير كل مقومات نجاح العملية الانتخابية.
وتأتي هذه الانتخابات بعد انتخابات تشرين الأول/أكتوبر 2021، التي شهدت أدنى نسبة مشاركة شعبية في تاريخ العراق الحديث وسط حالة من الإحباط العام، الأمر الذي يضع تحديات إضافية أمام السلطات والأحزاب لضمان استعادة ثقة الناخب العراقي.