"العين الاخبارية" تخوض تحدي قطع الشرايين.. كيف ننقذ أطفالنا؟
في الفترة الماضي جرى تداول فيديوهات تحدي قطع الشرايين على موقع التواصل الاجتماعي "تيك توك"، ما أطلق تحذيرات عدة حول خطورته.
في هذا التحدي يقوم بعض الطلاب أو الأطفال بقطع شرايين أيديهم في محاولة لتحدي الموت، من خلال لعبة إلكترونية على الهاتف المحمول تسمى "تشارلي- قطع الشرايين".
لعبة تشارلي
لعبة تشارلي من الألعاب التي تحض على العنف وأغلب مستخدميها من الأطفال والمراهقين الذين يقعون تحت تأثيرها، حيث توجه اللعبة أوامر لهم من خلال روح طفل يسمى تشارلي.
ويبدأ مستخدم اللعبة في توجيه أسئلة للطفل تشارلي على أن تكون إجابتها بنعم أو لا. وتعتمد اللعبة على وضع قلم رصاص فوق الآخر على ورقة صغيرة مكتوب عليها: نعم أو لا، فوق مربع مقسم إلى أربعة أقسام ومكتوب في كل جزء نعم أو لا بالتساوي.
ثم يقوم الطفل أو المراهق بتوجيه أسئلة إلى تشارلي ليجيب بتحريك القلم في اتجاه نعم أو لا، ويبدأ اللاعب في تنفيذ أوامر اللعبة حتى وإن وصل الأمر إلى إزهاق روحه.
الحكومة المصرية تتدخل
ومع إقدام العديد من الأطفال على خوض هذا التحدي المميت، قامت وزارة التربية والتعليم المصرية بتوجيه كافة الإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية بالتنبيه على مديري المدارس بمراقبة أي أنشطة غير معتادة يقوم بها الطلاب قد تضر بهم، وتنفيذ حملات توعية بأضرار الألعاب الإلكترونية التي يسعى بعض الطلاب لتطبيقها على أرض الواقع.
وأكد شادي زلطة، المتحدث الرسمي بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أن الوزارة تطالب جميع المدارس التعليمية بمحافظات الجمهورية كافة بضرورة تنفيذ حملات توعية للطلاب بخطورة وأضرار الألعاب الإلكترونية التي يسعى الطلاب لتطبيقها عمليًا على أرض الواقع، ومن بينها لعبة تشارلي "قطع الشرايين".
بلاء وتوحد
من جانبه أكد إبراهيم البري، الموجه بوزارة التربية والتعليم المصرية، أن الألعاب الإلكترونية "بلاء" يضرب الأطفال الصغار، وجعلهم ينفصلون عن واقعهم.
وشدد البري، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، على أن سبب اتجاه الطلاب لمثل هذه الألعاب هو "الفراغ"، لأن الطفل إذا كان لديه ما يشغله، فلن يتجه لمثل هذه الألعاب، لكن وجود أوقات فراغ كثيرة في يومه يجعله ينجذب للأشياء الجديدة والغريبة ليجربها.
وأشار البري إلى أن من يتحمل المسؤولية كاملة هما الوالدان اللذان تركا أطفالهما لهذا الفراغ.
مسألة صعبة جدًا
من جانبه وصف الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي وعلاج الإدمان في مصر، اتجاه الأطفال لمثل هذه الألعاب بـ"المسألة الصعبة للغاية، والأصعب منها السيطرة عليها".
وأضاف الباسوسي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن "الألعاب الإلكترونية منتج من منتجات الحداثة، وهناك استثمار كبير فيه، وللأسف يقع ضرره بشكل أكبر على الشخصيات الهشة نفسيًا، وهي مستهدفة من قبل مصممي هذه الألعاب".
وأشار استشاري العلاج النفسي إلى أن هذه الألعاب تصيب الطفل بالتوحد، ومع الوقت تسيطر على أفكاره وأحاسيسه، خصوصًا إذا كان الوالدان مشغولين عنه بسبب ظروف المعيشة.
حالات متكررة
وأكد الدكتور محمد عبدالحليم الشتتاوي، استشاري الأطفال وحديثي ولادة، أنه في بعض الأحيان يلاحظ وجود علامات على التوحد عند الأطفال في أثناء الفحص الطبي بسبب استخدام الهاتف المحمول والألعاب الإلكترونية، فيقرر تحويل الحالة لطبيب مخ وأعصاب أطفال.
وأضاف الشتتاوي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن هذه الألعاب تسبب الإصابة بالتوحد، وترفع استعداد الأطفال لممارسة العنف والسرقة، فأغلب الأطفال يلجأون لتقليد ما يرونه أو يطلب منهم.
علاج نفسي وتربوي
يرى الشتتاوي أنه لا بد من علاج هذه الظاهرة من المنبع بتحديد أوقات معينة لاستخدام الهاتف المحمول، على أن يكون ذلك تحت إشراف ومراقبة الوالدين.
ويؤكد الشتتاوي أنه يجب منع الهاتف المحمول عن الطفل الذي يبلغ عامين، مع إتاحته ساعة واحدة يوميًا للطفل من 2-6 سنوات، وساعة للطفل الأكثر من 6 سنوات في أيام الدراسة، ومن 1-2 ساعة في أيام الإجازة، على أن يقسم الوقت في كل المراحل على 2-3 فترة يوميًا، ويكون الأب أو الأم رقيبين على المحتوى.
بدوره يرى الباسوسي، أن العلاج النفسي يكون باقتراب الآباء من أبنائهم وسماع مشاكلهم ومصاحبتهم، وبالتالي توجيههم في كل كبيرة وصغيرة؛ لأنه بدون هذه المصاحبة لن نستطيع معالجة الظاهرة لأن التطور العلمي سريع جدًا.
أما البري، فيشير إلى أن هناك حلين لمنع هذه الظاهرة وحماية الأولاد: الأول هو الرقابة الأبوية، والثاني هو إشغال وقت الطفل.
وأكد البري أن قرار منع الواجبات المدرسية كان خطأ، ويجب معالجته، لأنه ترك الأطفال يعانون من وقت فراغ كبير، لذا يجب إعادتها مجددا بحيث تقضي على أي وقت فراغ قد يستغل في أشياء خطيرة أو مضرة.
من جانبها، طالبت وزارة التربية والتعليم المصرية أولياء الأمور باعتبارهم شريكًا أساسيًا مع الوزارة في تربية الطلاب، بضرورة مراقبة سلوك أبنائهم في أثناء استخدامهم الهواتف الذكية وتوعيتهم من مخاطر الألعاب الإلكترونية.
aXA6IDMuMTQ5LjIzOS43OSA= جزيرة ام اند امز