الأسعار تحرم اليونانيين من شراء «الحلويات».. كريسماس بلا مذاق
في وسط أثينا، يعرض محل الحلويات العريق "شاتزيس" حلويات أعياد الميلاد التي تُباع في كل أنحاء اليونان.. لكن هذا العام حدث شيء مختلف.
الأسعار المرتفعة للحلويات اليونانية الشهيرة قد تدفع الكثير من المستهلكين للتخلي عن شرائها هذا الموسم، بعدما زادت الأسعار بحوالي 10% خلال سنة بسبب ارتفاع أسعار الزبدة والبيض وزيت الزيتون.
في هذا المحل الشهير، تُباع حلويات "الكورابييديس" بسعر 23,90 يورو للكيلوغرام، وباستثناء دخول بعض السياح، يغيب سحر الميلاد عن هذا المحل إذ أنه شبه فارغ.
- ملياردير التكرير.. من هو السير جيم راتكليف منقذ مانشستر يونايتد؟
- أثرياء العالم 2023.. العشرة الناجون من عصر الحروب
على بعد 500 كيلومتر من أثينا، في سوق كالاماريا في ضواحي سالونيكي (شمال) يعبر كل مستهلك عن غضبه من ارتفاع الأسعار.
ويقول نيكوس يوردانيديس الذي يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، ويبلغ من العمر 32 عاما، أمام صناديق تفيض بالطماطم والجزر والفلفل الأخضر: "ماذا الآن؟ هل سنضطر للتوقف عن تناول الطعام أيضا؟".
ويضيف "نحن بلد ينتج الفواكه والخضروات بوفرة. كما تسير الأمور، لن نتمكن بعد الآن من شرائها".
في نوفمبر/تشرين الثاني، بلغت نسبة التضخم 3%، وهي أعلى بقليل من تلك المسجلة في منطقة اليورو (2,4%). ويعود السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية (+9% خلال عام).
وارتفعت أسعار اللحوم بنسبة 8,1% خلال سنة والفواكه +12% والحليب والجبن والبيض (+4,8%).
أما زيت الزيتون، المكون الرئيسي في المطبخ اليوناني، فقد سجل الارتفاع الأكبر بنسبة بلغت 31,4% في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 خلال سنة بسبب ضعف المحاصيل.
وأكد خريستوس ديميترياديس، وهو موظف حكومي متقاعد يبلغ من العمر 69 عاما، في سوبرماركت في سالونيكي، أن "ما يحدث غير مسبوق".
وأضاف "كيف سنعيش؟" وهو ينظر إلى بعض عبوات زيت الزيتون التي تباع بـ14 يورو للتر الواحد فيما كان سعرها "3,5 الى 4 يورو في 2021".
تقشف
بالنسبة لتسعة يونانيين من كل عشرة، يشكل التضخم الهاجس الأكبر بحسب استطلاع للرأي أجراه معهد بالس لقناة سكاي التلفزيونية.
بعدما تضررت بشدة من الأزمة المالية الطويلة وتبعات التقشف، شهدت اليونان هبوطا كبيرا لمستوى المعيشة في السنوات الـ15 الماضية.
وبعد 3 خطط إنقاذ بقيمة إجمالية بلغت 289 مليار يورو بين عامي 2010 و2018، استعاد الاقتصاد في الأونة الاخيرة حيويته لكن هشاشته لا تزال واضحة جدا.
ويشيد رئيس الوزراء المحافظ كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي أعيد انتخابه بشكل مريح لمدة أربع سنوات في يونيو/حزيران الماضي، باستمرار بعودة الاقتصاد إلى الرخاء والذي أصبح بحسب رأيه "أحد الاقتصادات الأكثر استقرارا في منطقة اليورو" مع نمو مرتقب بنسبة 2,5% في 2024 بحسب البنك المركزي اليوناني. وقد رحب بإقرار البرلمان موازنة 2024، "وهي الأولى منذ 14 عاما مع استعادة اليونان لفئتها الاستثمارية" وفقاً لما حددته وكالتا التصنيف الائتماني فيتش وستاندرد أند بورز.
الرواتب متدنية
لكن الرواتب متدنية، وهي أقل مما كانت عليه قبل الأزمة المالية، ما يؤثر على القدرة الشرائية.
إلا أن الأسعار أعلى بنسبة 5,5% عن المتوسط في الاتحاد الأوروبي في 2022 بحسب يوروستات.
بالنسبة للمنتجات الأساسية، الحليب والجبن والبيض، فإن الأسعار كانت أعلى بنسبة 38,9% عن المعدل الأوروبي السنة الماضية.
في 2022، أنشأت أثينا "سلة منزلية" لهذه المنتجات بأسعار مغرية في بعض محلات السوبرماركت.
وقال نيكوس أندرولاكيس رئيس حزب باسوك-كينال (اشتراكي)، خلال مناقشة الموازنة إن "سياساتكم تقدم نوعية حياة رديئة للغالبية العظمى من المستهلكين في بلد تعد فيه الوظائف منخفضة الأجر مع حياة يومية باهظة".
في سوق سالونيكي، يقول البائع بيتروس الماليوتيس أن مخزونه من المكسرات لا ينخفض. ويضيف: "بات الناس حالياً يحدون من مشترياتهم من المنتجات التي لا يعتبرونها ضرورية".
aXA6IDMuMTQyLjQzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز