قراءة أوروبية لـ"قنبلة قديروف".. رغبة في التنحي أم دعم الكرملين؟
أثار مقطع فيديو منتشر للرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، أعلن فيه اعتزامه الحصول على إجازة طويلة، تساؤلات بشأن مستقبله والغرض من الإعلان.
وقال رمضان قديروف في مقطع مصور على تطبيق "تليغرام" للمراسلات، إنه يستحق إجازة "طويلة إلى أجل غير مسمى" من منصبه، ما أثار تكهنات حول ما إن كان يفكر جديا في التنحي أو "ما إذا كان يحاول الحصول على دعم من الكرملين"، وفقا لموقع إذاعة أوروبا الحرة.
ويحكم قديروف، 45 عاما، الشيشان منذ عام 2007، وهي أطول فترة حكم أمضاها زعيم لجمهورية تابعة للاتحاد الروسي.
وقال قديروف في الفيديو، ضاحكا: "أدركت أنني متواجد في منصبي منذ فترة طويلة. أعتقد أن الوقت قد حان (لترك المنصب)".
ولم يتضح على الفور ما الذي سيفعله قديروف الذي يعد أحد أقوى الشخصيات في روسيا، إذا تنحى عن منصبه.
ويعد الزعيم الشيشاني مقربا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ تجمعهما لقاءات متكررة، وكان آخر لقاءين لهما في الخامس من أغسطس/ آب الماضي في مدينة سوتشي.
وأدلى قديروف بتصريحات مماثلة في السابق، إلا أنه ظل في منصبه، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان إعلانه غير المتوقع مجرد خدعة.
وقال الخبير في شؤون القوقاز في مركز "جوهان سكايت" للدراسات السياسية بإستونيا، إيفان كلايزيز، لـ"أوروبا الحرة": "تساورني الشكوك، فقد أدلى بتصريحات مشابهة في السابق، وهذه التصريحات عادة ما يصدرها عندما يريد أن يحقق له بوتين أمرا ما، على الأقل تقدير علني لدعمه".
لكن محللين آخرين قالوا إن توقيت هذا البيان غير معتاد لأنه يأتي متزامنا مع أكبر حرب شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية؛ الحرب الدائرة في أوكرانيا.
ولعب قديروف والمقاتلون الشيشان دورا هاما في الحرب الروسية في أوكرانيا منذ فبراير/ شباط الماضي.
ويرى أنتون برباشين، رئيس تحرير منصة "ريدل روسيا"، أن توقيت خطاب قديروف "غريب"، لأن إعلانه "يتناقض مع الشعور العام في روسيا الآن، فرسالة النظام بأسره تكمن في الوحدة بسبب الحرب في أوكرانيا".
وقال برباشين "إن صح ما قاله قديروف وأنه سيتقاعد طوعيا، فإنها ستكون سابقة وأمر لم يتوقعه أحد على الإطلاق".
وساعد قديروف في تجنيد المقاتلين للحرب في أوكرانيا، حيث يواجه الكرملين مشاكل في القوة البشرية، مما قد يمنحه بعض النفوذ.
ووفقا للتقرير، توجه قديروف في مارس/ آذار إلى أوكرانيا، حيث يقاتل جنود من الشيشان إلى جانب القوات الروسية النظامية.
في ذلك الوقت، نشرت القناة التلفزيونية التي تسيطر عليها إدارة قديروف، في الشيشان مقطع فيديو عبر تطبيق المراسلة تليجرام في 13 مارس/ آذار تقول فيه إن قديروف موجود في أوكرانيا،
وظهر قديروف وسط نحو ثلاثين رجلا مسلحا في موقع قال إنه في مدينة ماريوبول الأوكرانية.