رغم تخطي المليار.. لماذا يعد تشيلسي الأسوأ في الدوري الإنجليزي؟
عانى نادي تشيلسي الإنجليزي من عام كارثي في 2023، سواء في النصف الثاني لموسم 2022-2023 أو النصف الأول للموسم الحالي.
ورغم إنفاق إدارة تود بويلي رئيس تشيلسي مبالغ مليارية على التعاقدات ما بين شتاء وصيف 2023، وقبلهما سوق الانتقالات الصيفية في 2022، فإن النادي واجه أسوأ فتراته.
وتشير التقارير إلى أن فريق تشيلسي دخل عام 2023 بعدما أنفق على الصفقات في الصيف الذي سبقه 281 مليون يورو، أضاف لها في يناير/ كانون الثاني 329 مليونا.
وفي صيف 2023، قبل انطلاقة الموسم الحالي بلغ إجمالي الإنفاق 467 مليون يورو بحسب موقع "ترانسفر ماركت" العالمي.
وبشكل إجمالي فإن هناك مليارا و75 مليون يورو أنفقتها إدارة رجل الأعمال الأمريكي منذ تولي المسؤولية الفنية في 2022 خلفاً للملياردير الروسي رومان أبراموفيتش.
تلك الفترة شهدت ضم تشيلسي لأغلى لاعبين في تاريخه، وذلك خلال العام الحالي، وهما الأرجنتيني إنزو فرنانديز من بنفيكا البرتغالي مقابل 121 مليون يورو، والإكوادوري مويسيس كايسيدو نظير 161 مليون يورو من برايتون.
تشيلسي كذلك قام بتغيير 4 مدربين لأول مرة في تاريخه في عام واحد، وهم غراهام بوتر الذي أقيل في 2 أبريل/ نيسان 2023، ثم جاء المؤقت برونو سالتور لأربعة أيام، وبعدهما فرانك لامبارد حتى نهاية الموسم الماضي، قبل أن يقود المهمة الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو منذ الصيف الماضي وحتى الآن.
وعلى مستوى النتائج، حصد تشيلسي المركز الثاني عشر الموسم الماضي، وهو أسوأ مركز له في الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ" منذ حل بالمركز الرابع عشر عام 1994، ولم يتواجد في العشرة الأوائل للبطولة لأول مرة منذ 1996.
وغاب تشيلسي عن المشاركة في البطولات الأوروبية للمرة الأولى منذ موسم 2016-2017.
لكن الغريب أن نموذج تشيلسي الكارثي تزامن مع صعود فرق أخرى في إنجلترا تعتمد على ميزانيات ضخمة، مثل أستون فيلا ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وليفربول، لكن أي فريق منها لا يصل إجمالي إنفاقه لما يدفعه مالك نادي الجنوب اللندني.
نموذج مانشستر سيتي
بالنظر إلى نموذج آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز لفريق مانشستر سيتي المهيمن على المسابقة في آخر 3 سنوات والمتوج بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي فإن إجمالي الإنفاق منذ تولي مجموعة أبوظبي لكرة القدم إدارة النادي في 2008 لم يتجاوز المليار و450 مليون يورو.
وإذا كان مان سيتي قد تفوق في الإنفاق على أندية مثل مانشستر يونايتد بـ200 مليون يورو، فإن هذا كان قبل سوق الانتقالات الصيفية 2023، التي أنفق فيها تشيلسي 467 مليون نظير 241 للسيتيزنز، مما جعل الفارق ينخفض إلى 74 مليون يورو فقط، بدلا من 300 مليون قبل ذلك.
فارق النتائج
إن فارق النتائج بين تشيلسي ومانشستر سيتي في عهد الإدارتين الأمريكية والإماراتية يبدو شاسعاً.
تشيلسي عانى من أسوأ مراكزه في الدوري منذ سنوات ولم يتأهل لأي بطولة أوروبية في 2022-2023 وغير مدربيه بشكل متواصل ولم يجد ضالته حتى الآن حيث يتواجد في المركز العاشر، مما يبشره بالفشل في التأهل قارياً للعام الثاني على التوالي.
كما أن تشيلسي وصيف كأسي الرابطة والاتحاد في 2022، لم يتأهل كذلك لنهائي أي بطولة محلية في إنجلترا الموسم الماضي.
على الجانب الآخر، فاز السيتي منذ 2008 إلى الآن بـ7 ألقاب للدوري الإنجليزي، وجاء في الوصافة 3 مرات، بالإضافة لثلاثة ألقاب لكأس الاتحاد الإنجليزي و6 لكأس الرابطة و3 للدرع الخيرية ولقبي دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي.
ليفربول حالة خاصة
أنفق نادي ليفربول على الصفقات منذ شراء مجموعة فينواي للنادي في عام 2011 وحتى الآن 604 ملايين يورو لكنه رغم ذلك حقق طفرات كبيرة.
ليفربول نجح في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا 2019 والدوري الإنجليزي الممتاز 2020، وخسر نهائي الشامبيونزليغ مرتين والدوري في آخر جولة في مناسبتين أيضاً.
تمرس ليفربول بفضل عمل إدارته التعاقدية، وكذلك الفنية المتمثلة في الألماني يورغن كلوب مدرب الفريق منذ 2015، في ضم لاعبين بأسعار متوسطة أو ضعيفة ونادراً ما تكون كبيرة.
نجح ليفربول في صناعة ثاني أقوى فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز في السنوات الأخيرة والمنافس الأوحد للسيتي.
فاز الريدز في عهد فينواي بكل البطولات الممكنة من دوري الأبطال والدوري الإنجليزي إلى كأسي الاتحاد والرابطة للسوبر الأوروبي والدرع الخيرية وكأس العالم للأندية، وقد يضم إليها هذا العام الدوري الأوروبي.
نيوكاسل يونايتد على الطريق
تمثل تجربة نادي نيوكاسل يونايتد المملوك لصندوق الاستثمارات العامة السعودي مثالاً مغايراً كونه لا يزال في خطواته الأولى.
وبيع النادي الإنجليزي لصندوق الاستثمارات العامة السعودي في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، أي أنه مرت منذ هذه الصفقة 4 أسواق للانتقالات فقط.
لكن نيوكاسل نجح في وضع بصمته على أرض الملعب رغم قصر المدى، فتأهل لدوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ 20 عاماً في الموسم المقبل، الذي شهد خسارته ضد مانشستر يونايتد نهائي كأس رابطة المحترفين.
وحتى رغم الخروج من الدور الأول لدوري أبطال أوروبا فقد قدم الماكبايز نتائج قوية في البطولة القارية أبرزها إسقاط باريس سان جيرمان الفرنسي بقيادة كيليان مبابي هداف كأس العالم 2022 بنتيجة 4-1.
وأنفقت إدارة نيوكاسل مبلغ 185 مليون يورو على الصفقات في موسم 2022-2023، بينما في صيف العام الماضي تم دفع 153 مليون يورو، أما سوق الانتقالات الشتوية 2022 فشهدت إنفاق 130 مليون يورو، ليكون الإجمالي 468 مليونا.
نموذج مانشستر يونايتد
يبدو الوضع مختلفاً في مانشستر يونايتد فعلى الرغم من تحول ملكية النادي إلى مجموعة "غليزر" الأمريكية في 2005 فإن التدهور في النتائج بدأ في الظهور مع اعتزال السير أليكس فيرغسون في 2013.
ولكن يبدو أن العائلة الأمريكية كانت تعتمد أكثر على إدارة فيرغسون لمصالح فريق كرة القدم، مما قادها خلال عصر السير للقب دوري أبطال أوروبا 2008 والتأهل للنهائي في 2009 و2011 والتتويج بالدوري 5 مرات.
خلال فترة ما بعد فيرغسون كان أهم لقب ليونايتد هو الدوري الأوروبي "يوروباليغ" في 2017 بفضل إمكانيات مدرب متمرس على الألقاب مثل البرتغالي جوزيه مورينيو.
بعدها عانى يونايتد من أزمات عديدة في إدارة الفريق، مما أدى لإقالة كم كبير من المدربين أكثرهم جيدون والتعرض لهزائم مذلة.
إجمالي إنفاق العائلة الأمريكية على الصفقات في أولد ترافورد بلغ 2.1 مليار جنيه إسترليني بحسب تقرير نشره موقع "ذا أتلتيك" في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكن المثير أن من هذا المبلغ مليارا و700 مليون أنفقت في آخر 10 سنوات، أي سنوات الفشل.