رغم الأزمات.. لامبارد يعيد تشيلسي إلى الطريق الصحيح
"العين الرياضية" تقدم، خلال التقرير التالي، نجاح المدرب فرانك لامبارد في إعادة تشيلسي إلى الطريق الصحيح رغم الأزمات.
نجح فرانك لامبارد، المدير الفني لتشيلسي الإنجليزي، في إعادة "البلوز" للطريق الصحيح في بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز رغم الصعوبات التي واجهته عند توليه القيادة الفنية للفريق مطلع الموسم الحالي خلفا للإيطالي ماوريسيو ساري، الذي رحل لتدريب يوفنتوس الإيطالي.
تشيلسي قرر التعاقد مع لامبارد بعد تجربته الجيدة مع ديربي كاونتي، ونجاحه في الوصول مع الفريق الموسم الماضي لنهائي المرحلة التأهيلية المؤهلة للدوري الإنجليزي الممتاز، والذي خسره أمام أستون فيلا بنتيجة 1-2.
لامبارد تولى قيادة تشيلسي وكان أمامه العديد من التحديات والأزمات بداية من أزمة الحرمان من التعاقدات مرورا بالإصابات التي يعاني منها الفريق، وصولا لتذبذب النتائج في بداية الموسم الحالي، لكنه لم ينظر إلى تلك الأمور، وقرر خوض التجربة رغم كل الصعاب.
"العين الرياضية" تقدم، خلال التقرير التالي، الصعاب التي واجهت لامبارد، وكيفية نجاحه في التغلب عليها وإعادة تشيلسي إلى الطريق الصحيح.
أزمة التعاقدات
تعرض تشيلسي لعقوبة قاسية من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بمنعه من التعاقدات لفترتي انتقالات في صيف 2019 وشتاء 2020 بسبب خرقه لوائح التعاقد مع عدد كبير من الناشئين على مدار السنوات الماضية.
وبات تشيلسي في ورطة حقيقية لعدم قدرته على تدعيم صفوفه حتى نهاية الموسم الحالي، وهو الأمر الذي لم يلتفت له لامبارد.
رحيل النجوم
شهد الميركاتو الصيفي الماضي رحيل العديد من النجوم عن تشيلسي، يأتي في مقدمتهم البلجيكي إيدين هازارد، نجم الفريق الأوحد، الذي قرر تحقيق حلمه والانضمام إلى ريال مدريد الإسباني، مقابل 146 مليون يورو.
وقرر أيضا البرازيلي ديفيد لويز، الرحيل عن تشيلسي والانضمام إلى أرسنال قبل غلق الميركاتو الصيفي في إنجلترا بساعات قليلة، بالإضافة إلى انتقال جاري كاهيل إلى كريستال بالاس عقب نهاية عقده، وانتقال ديفيد زابكوستا إلى روما الإيطالي معارا.
بداية سيئة وانتقادات
بدأ تشيلسي موسمه مع لامبارد بشكل سيئ للغاية، بالخسارة من مانشستر يونايتد بنتيجة 0-4، على ملعب "أولد ترافود"، ثم التعادل على ملعبه أمام ليستر سيتي، بهدف لمثله، ثم فاز على نوريتش سيتي بصعوبة بنتيجة 3-2، ثم التعادل مع شيفيلد يونايتد 2-2.
النتائج السيئة دفعت الصحافة الإنجليزية، لانتقاد لامبارد، مؤكدة أنه ليس مؤهلا لهذه المرحلة، خاصة مع الأزمات التي تواجه تشيلسي.
إصابات بالجملة
عانى تشيلسي قبل الموسم من إصابة نجمه الشاب كالوم هودسون أودي، بالإضافة إلى إصابة أنطونيو روديجر في بداية الموسم ليشكل أزمة قوية للمدرب الإنجليزي في خط الدفاع.
ولم تتوقف معاناة تشيلسي مع الإصابات، حيث تعرض الفرنسي نجولو كانتي لسلسلة من الإصابات المتكررة منذ بداية الموسم، وهو ما وضع لامبارد في مأزق كبير.
صناعة النجوم
اضطر لامبارد لمعالجة العجز الذي يعاني منه الفريق على المستوى الدفاعي والهجومي، بإعادة ثقة اللاعبين في أنفسهم وتنمية القدرات الفنية والبدنية لأغلبهم، بالإضافة إلى تصعيد اللاعب الشاب ماسون مونت من قطاع الناشئين بعد عودته من فترة إعارة قصيرة من ديربي كاونتي، قبل أن يصبح أحد أفضل لاعبي الفريق هذا الموسم، هذا بالإضافة إلى جعل الشاب تامي أبراهام العائد من الإعارة من أستون فيلا مهاجم "البلوز" الأساسي، وهما الرهانان اللذان أنجحا مغامرة لامبارد حتى الآن مع الفريق اللندني.
تامي أبرهام (22 عاما) أصبح هدافا للدوري الإنجليزي الممتاز بـ8 أهداف متساويا مع الأرجنتيني سيرخيو أجويرو مهاجم مانشستر سيتي.
بدوره، نجح ماسون مونت (20 عاما) في تسجيل 4 أهداف وصناعة هدف، وهو ما يثبت صحة وجهة نظر لامبارد في الاعتماد عليهما.
لامبارد استطاع أيضا إعادة الثقة لمهاجمه البلجيكي ميشي باتشواي، والذي كان قد خرج الموسمين الماضيين معارا إلى أندية فالنسيا الإسباني وبروسيا دورتموند الألماني وكريستال بالاس الإنجليزي، حيث سجل اللاعب هدف فوز "البلوز" على أياكس الهولندي، الثلاثاء الماضي في دوري أبطال أوروبا.
ولم يتوقف لامبارد عند تطوير الجانب الهجومي، حيث قرر الاعتماد على الثنائي كورت زوما وفيكايو توموري في خط الدفاع، رغم أنهما لم يلعبا في وقت سابق معا؛ وذلك نظرا لوجود ديفيد لويز وأنطونيو روديجر في هذا الجانب خلال الموسم الماضي.
وواصل لامبارد تطوير خطوط فريقه من خلال مستوى الثنائي جورجينو وكوفاسيتش اللذين أصبحا من أفضل لاعبي الوسط في البريمييرليج هذا الموسم.
العودة للطريق الصحيح
وعلى الرغم من بداية لامبارد السيئة هذا الموسم مع تشيلسي، فإنه تمكن من إعادة الفريق اللندني إلى الطريق الصحيح باحتلال المركز الثالث برصيد 17 نقطة بالتساوي مع ليستر سيتي، بفارق نقطتين عن مانشستر سيتي الوصيف و8 نقاط عن ليفربول المتصدر.
واستطاع لامبارد تصحيح المسار في بطولة دوري أبطال أوروبا باحتلال المركز الثاني بالمجموعة السادسة برصيد 6 نقاط، رغم الخسارة في الجولة الأولى على ملعبه ووسط جماهيره أمام فالنسيا الإسباني، بهدف دون رد.
المدرب الإنجليزي صاحب الـ41 عاما، نجح في تحقيق الفوز على ليل في فرنسا، بنتيجة 2-1، قبل أن يحقق فوزا ثمينا أمام أياكس أمستردام الهولندي، بهدف نظيف خارج أرضه.