«إيكاو» في الإمارات.. نتائج تغيّر مستقبل صناعة الطيران
نجاح كبير حققه المؤتمر الثالث لمنظمة "إيكاو" الذي استضافته دولة الإمارات، بمشاركة 190 دولة، وذلك خلال الفترة من 20 وحتى 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
أكدت المهندسة مريم البلوشي، رئيسة مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران، ورئيسة أول قسم البيئة في الهيئة العامة للطيران المدني، ونائبة رئيس لجنة حماية البيئة في مجال الطيران لدى منظمة "الإيكاو"، أن مخرجات المؤتمر الثالث للمنظمة بشأن الطيران والوقود البديل ستغير صناعة الطيران وطبيعة إنتاج الطاقة المرتبطة بهذا القطاع.
وأوضحت، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام" على هامش المؤتمر، أن المخرجات ستنعكس بشكل مباشر في قرارات وخطط منظمة الطيران المدني الدولية للفترة المقبلة لغاية الجمعية العمومية التي ستنعقد في 2025.
وأكدت "البلوشي" أن النسخة الثالثة من مؤتمر الطيران والوقود البديل تعدّ نسخة استثنائية ومتفردة، مع حضور رفيع المستوى لما يفوق 1000 شخص وأكثر من 40 وزيرا، ما يؤكد للعالم مدى التزام صناع القرار في هذا القطاع بمواجهة التغير المناخي فيه.
وقالت: "انطلقت النسخة الأولى من مؤتمر الطيران والوقود البديل في عام 2009 في البرازيل، ولم تكن الرؤية واضحة في هذا الخصوص، لأن شمول قطاع الطيران في جهود ومبادرات مواجهة التغير المناخي تمّ في العام التالي 2010”، ليتزايد منذ ذلك العام زخم الحديث عن استدامة قطاع الطيران".
وأضافت: "عقدت النسخة الثانية من المؤتمر في 2017 في المكسيك، الذي صدر عنه قرار مهم جداً يخص النظام العالمي للتعويض عن الكربون، لكن ملف وقود الطيران البديل لم يكن قد أدرج على الأجندة في ذلك الوقت"، موضحة أنه تمّ في عام 2018 ضم فريق الوقود المستدام ضمن اللجنة الرئيسية في منظمة الطيران العالمية، كون وقود الطيران عاملا رئيسا في تخفيض انبعاثات الكربون وتحقيق جميع المتطلبات العالمية لقطاع الطيران.
وأفادت بأنه وفي عام 2022 تم الإعلان عن الهدف الطموح الخاص بوصول قطاع الطيران إلى صافي صفر انبعاثات في 2050، وذلك في قرار الجمعية العمومية رقم 41 لمنظمة "الإيكاو".
وأردفت: "ينعقد المؤتمر الثالث في دولة الإمارات حاليا في فترة مهمة جداً للقطاع وبعد أن تم تحديد الهدف الخاص بعام 2050؛ إذ تتزايد في هذا الوقت الضغوط من أجل دفع قطاع الطيران لاتخاذ خطوات أكثر إيجابية في رحلة التحول في عالم الاستدامة والوصول إلى الهدف البعيد".
وأفادت البلوشي بأن "الإيكاو" تحرص على تمكين الدول النامية التي تحتاج إلى تطوير بنيتها التحتية؛ لتلحق بركب الدول المتقدمة والغنية في مجال الوقود منخفض الكربون ووقود الطيران المستدام، وهو ما يتطلب تلبية بعض احتياجات تلك الدول مثل التمويل وبناء القدرات والكفاءات وإرساء البنية التحتية اللازمة للإنتاج، إضافة إلى دعم تنفيذ الدراسات وخارطة الطريق لكل دولة في إطار رحلتها للوصول إلى الهدف العالمي الطموح عام 2050.
وحول دور دولة الإمارات في مجال إنتاج الوقود المستدام، أكدت أن الدولة تعد إحدى الدول المتقدمة جداً في مسيرتها لإنتاج الوقود منخفض الكربون والوقود المستدام، لافتة إلى أن الإمارات أعلنت بداية العام الجاري خارطة الطريق التي تحدد توجهها الواضح ومستهدفاتها فيما يخص كمية الإنتاج التي تتطلع إليها في 2030.
وقالت إن دولة الإمارات تسعى لتكون من المستثمرين ومن مراكز إنتاج وقود الطيران المستدام والوقود منخفض الكربون، وتلتزم أيضا بدعم الدول الأخرى لتسير على المسار الصحيح فيما يخص الإنتاج، خصوصا وأنها ترأس لجنة البيئة في المنطقة العربية، الأمر الذي يزيد من اهتمامها بدعم تطلعات الدول العربية في مجال إنتاج الوقود البديل في قطاع الطيران.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4xNjQg
جزيرة ام اند امز