أطفال المعسكرات الصيفية.. "وقود" معارك الحوثي باليمن
أرقام مفزعة من داخل المعسكرات الحوثية المخصصة لـ"أدلجة الأطفال طائفيا" ضمن مخطط إيراني لصناعة جيل جديد من المتطرفين باليمن.
تحت غطاء التعليم أو ما يسمى "مراكز التعليم الصيفية" تتواجد معسكرات تدريبية مغلقة استقطبت من خلالها مليشيا الحوثي أكثر من 300 ألف من عموم مدن وريف شمال اليمن الواقع تحت سيطرة الانقلاب.
ودفعت مليشيا الحوثي بآلاف من رجال دين ومرشدين ثقافيين وتربويين ومدربين عسكريين في مهمة الإعداد للمعركة المقبلة موزعين على 2500 معسكر تدريب على مستوى كل مدينة ومديرية ومحافظة غير محررة.
ويتزامن ارتفاع وتيرة تجنيد مليشيا الحوثي للأطفال مع خطاب مرئي لزعيم المليشيا من مخبئه يؤكد رفضه للسلام والمضي نحو ما أسماه مشاركة "محور المقاومة" (إيران) في تغيير المعادلة.
على مدى أسبوعين، تعقبت "العين الإخبارية" مراحل الإعداد والتدشين لهذه المعسكرات التي تستهدف ضخ دماء جديد لصفوف مليشيا الحوثي عقب خسائرها الكبيرة في جبهات القتال، وقودها الجنود الأطفال الخاضعين لدورات دينية وعسكرية مكثفة تصنف كأكبر عملية تفخيخ للأجيال بتاريخ اليمن.
وخصصت مليشيا الحوثي غالبية الجبايات المالية التي جمعتها باسم "الزكاة" في شهر رمضان أو مؤخرا تحت مسمى "دعم فلسطين" لتمويل هذه المعسكرات الصيفية وفرض رسوم على التجار ورجال الأعمال في المحافظات بدفع مبالغ للجان الإشرافية المحلية، وفقا لمصادر خاصة.
وبحسب المصادر نفسها فإن مليشيا الحوثي حولت المئات من المدارس والمساجد والمقار الحكومية والمنازل لواجهات اجتماعية ومعسكرات لتلقين الأطفال الأنشطة الحربية والدينية.
المعركة المقبلة.. تجنيد الأطفال
تكشف الأرقام التي تقصتها "العين الإخبارية" زيادة كبيرة في عدد الأطفال الذين استقطبتهم المليشيات الحوثية في 3 محافظات هي تعز وإب والحديدة بواقع 85 ألف طفل.
وفي سبيل ذلك، جندت مليشيا الحوثي 25 ألف طفل من أجزاء محافظة تعز غير المحررة بينما تتساوى محافظتا إب والحديدة بالعدد بواقع 30 ألفا بنسبة زيادة تجاوزت 70% عن الأعوام الماضية.
المصادر أكدت أن تكثيف المليشيات نشاطها الطائفي بين الأطفال والطلاب في المحافظات الثلاث يرجع إلى انتمائها لجغرافيا لا يملك فيها الحوثيون أي حاضنة اجتماعية أو مذهبية ما دفعها إلى التحرك لبناء أتباع وموالين من شريحة الأطفال الذين تؤثر فيهم عمليات التلقين والتعليم الموجه ضمن معركتها المقبلة.
وشيدت المليشيات الحوثية، وفقا لمصادر "العين الإخبارية"، نحو 176 معسكراً صيفياً في محافظة تعز و600 معسكر في الحديدة وإب.
ووصل عدد المدربين في المحافظات الثلاث إلى 4 آلاف مدرب ثقافي وديني وعسكري جميعهم يعتنقون الفكر الحوثي الطائفي المتطرف.
مخزون الشمال.. عسكرة المساجد
محافظات صعدة وذمار وحجة التي تمد مليشيا الحوثي بالعدد الأكبر من المسلحين تم الاستقطاب منها نحو 98 ألف طفل عبر بوابة المعسكرات الصيفية الطائفية.
هنا قالت المصادر إن هؤلاء الأطفال جرى توزيعهم على 1200 معسكر في مئات المباني المدنية بواقع 35 ألف طفل في ذمار وبالمثل في صعدة و28 ألفا في محافظة حجة.
وتصدرت محافظة صنعاء وأمانة العاصمة رأس قائمة المحافظات الأكثر حضورا داخل المعسكرات الحوثية الطائفية بواقع 50 ألف طفل يمثلون أمانة العاصمة (المدينة) ومحافظة صنعاء (الريف).
فيما تعد "عمران" أقل محافظات الشمال التي يسود فيها المذهب الزيدي مشاركة في هذه المعسكرات بواقع 8 آلاف طفل. وتأتي "ريمة" في ذيل القائمة كأقل محافظة تفاعلا مع مراكز التفخيخ الحوثية.
المصادر أشارت إلى تلقي 30 ألف طفل آخرين التدريب في 400 معسكر صيفي على يد 1200 خبير عسكري وتربوي وثقافي وديني حوثي في أجزاء من محافظات الجوف ومأرب والبيضاء
ويعتبر جامع "الصالح" في العاصمة صنعاء أكبر معسكر طائفي؛ إذ خصصته المليشيات الحوثية لنحو 3 آلاف طفل.
أما مسجد بدر بصنعاء فهو ثاني أكبر المعسكرات الحوثية ومركز نشط في تصدير المتطرفين؛ حيث تخرج منه الكثير من عناصر وقيادات المليشيات الانقلابية في العاصمة الأعوام الماضية واحتضن في موجة التجنيد الأخيرة 1400 طفل.
وتشكل المعسكرات الصيفية بيئة خصبة لتفخيخ أدمغة الأطفال بالفكر الإرهابي التكفيري الطائفي المتطرف.
وأكدت المصادر أن مليشيا الحوثي تستهدف من هذا العدد الضخم من المجندين الأطفال، إعداد مليشيات طائفية تضم 30 ألف مسلح عقائدي مع حلول العام المقبل 2022 وجميعهم من الملتحقين بالمعسكرات الصيفية.
يحفرون قبورهم بأيديهم
كثير من الأطفال الذين زجت بهم مليشيا الحوثي فيما تُسمى المعسكرات الصيفية، وجدوا أنفسهم أمام أول تدريب ميداني بين مقابر قتلى الانقلابيين ويتمثل في حفر قبور جديدة.
ويسعى الحوثيون لغرس ثقافة الموت والفناء في أذهان الأطفال المنخرطين داخل هذه المعسكرات لحفر قبورهم بأيديهم.
وتشير المصادر إلى أن أطفال المعسكرات سيحفرون 500 قبر جديد في كل محافظة بعد إكمال التدريبات المتطرفة التي تمجد الموت والقتال داخل هذه المقابر.
كما سيتجه آلاف آخرين يتم اختيارهم من قبل المدربين العسكريين وهم من أصحاب البنية البدنية وكذلك الفئة العمرية من 13- 18 عاما إلى الجبهات العسكرية بشكل مباشر على أن يتم تدريبهم بشكل مكثف في معسكرات حوثية طائفية أخرى ليشكلوا إضافة للجناح العسكري للمليشيات.
وأكدت مصادر "العين الإخبارية"، أن المناهج الطائفية التي يتم تلقينها للأطفال قامت بإعدادها لجنة من كبار قادة الحوثيين وتضم عدة قطاعات تحت إشراف شقيق زعيم المليشيات الذي يشغل منصب ما يسمى وزير التربية والتعليم في حكومة الانقلاب يحيى الحوثي.
بالإضافة إلى القيادي الحوثي "خالد المداني" وقيادات متطرفة مما يسمى علماء المليشيات على رأسها مفتي الجماعة شمس الدين شرف الدين.
وتخصص المليشيات برنامجا ميدانيا للمجندين الأطفال لا يقتصر على زيارة المقابر فحسب، لكنه يضم زيارة مراكز تدريبات عسكرية لتشكيلات المليشيات وجبهات عسكرية والتعرف على أنواع الأسلحة والذخائر.
وتعتمد مواد عنف مرئية حسب الفئة العمرية للأطفال وتتضمن إباحة سفك الدماء وتحريض على الكراهية للطوائف الأخرى ونصب العداء لدول الجوار وتكفير كل من يرفض الانقياد لمشروع إيران.
aXA6IDMuMTIuMzYuNDUg جزيرة ام اند امز