طفلة مأرب.. صدمة يمنية لتفحم جثة "ليان" بمجزرة الحوثي
أمام محطة نفطية بمدينة مأرب توقف يمني كان يقود سيارته ويحتضن طفلته ذات الـ5 أعوام للتزود بالوقود قبيل سقوط صاروخ حوثي أدى لمجزرة دامية.
وعثر على جسد الطفلة "ليان" وهو متفحم بعد مقتلها وأبيها "طاهر عايض" ضمن حصيلة ارتفعت إلى 17 قتيلا، وأصيب آخرون في هجوم مزدوج ودام شنته مليشيا الحوثي بصاروخ باليستي وطائرة دون طيار، السبت، على محطة وقود في المدينة التي تكتظ بالملايين من المدنيين، غالبيتهم نازحون.
- بصاروخ ومسيرة مفخخة.. 14 قتيلا في هجوم حوثي دام بمأرب
- التحالف يدمر "مفخخة" حوثية باتجاه خميس مشيط السعودية
وأشعلت صورة "ليان" مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن صدمت جثة طفلة مأرب المتفحمة الشارع اليمني والذين تداولوا على نطاق واسع صورا مختلفة للصغيرة، للتدليل على أحدث جرائم الإرهاب الحوثي ومواصلته سلب برءاة الطفولة.
كما تحولت "ليان" إلى أيقونة تبرز وحشية مليشيا الحوثي وجرائمه في كل اليمن ومأرب خاصة لرمزية أرضها التي تضم سد مأرب وموقع عرش الملكة بلقيس الشهيرة الواردة في القرآن مع الهدهد والنبي سليمان.
وأطلق الناشطون اليمنيون وسما على مواقع التواصل باللغة الإنجليزية مفاده انتصروا لـ"ليان" ولضحايا الحوثي في اليمن، وتفاعل الآلاف بينهم مسؤولون، تحت الهشتاق (Layal Burned Alive) و(YemenCantWait).
"من يستطيع محو صورة ليان المتفحمة من عيون أمها".. هكذا كتب مغرد يمني، وأضاف: "سرق الصاروخ الحوثي روحها وابتسامتها وأحال جسدها جثة صادمة".
وكتب ناشط يدعى "وليد العماري" معيدا التذكير بالأماكن التي يستهدفها الانقلابيون: "هذه الأهداف الاستراتيجية لصواريخ مليشيا الحوثي الإرهابية.. ليان تتفحم في أحضان والدها".
بدورها، تؤكد ناشطة تدعى "داليا محمد"، في موقع "تويتر" أن "طفلة مأرب ليس أول ضحية للإرهاب الحوثي كما لن تكون الأخيرة إذا لم تهز جثتها ضمير المجتمع الدولي".
وتابعت: "إجرام الحوثي عصف باليمن واليمنيين تحت أنظار الأمم المتحدة والعالم كله بالأمس مجزرة الدريهمي واليوم في مأرب.. ليان ليست أول ضحية أو الأخيرة إذ لم تهز الإنسانية الدولية".
وآخر يذهب إلى أن "جريمة طفلة مأرب تكشف أن أي تسوية لابد أن تجرد مليشيا الحوثي من سلاحها لأنها هي آلة قتل تحصد أرواح اليمنيين وتفتك بالشعب اليمني بما فيهم الأطفال".
من جانبه، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن "جثة الطفلة ليان طاهر محمد عايض فرج ذات الـ5 أعوام تعد شاهدة على بشاعة إجرام مليشيا الحوثي، وخذلان المجتمع الدولي للشعب اليمني".
وأضاف في سلسلة تغريدات على حسابه في موقع "تويتر"، أن "المجتمع الدولي يتعامى عن رؤية جرائم مليشيا الحوثي وتاريخها الملطخ بالدماء، وهي من انقلبت على الدولة والرئيس المنتخب وخطفت السياسيين والصحفيين والناشطين وزجت بهم في المعتقلات".
وتابع: "كما نهبت المرتبات وسرقت المساعدات الإغاثية، وفجرت البيوت، وتمارس هوايتها اليومية في قتل المدنيين والنساء والأطفال وأن الشعب اليمني لن ينسى من خذله"، حد قوله.
وتابع المسؤول اليمني قائلا: "إن من يشاهدون أطفال ونساء اليمن يقتلون كل يوم بصواريخ الغدر والإرهاب الحوثي وطائراته المسيرة المفخخة المصنعة في إيران في ظل مواقف دولية متخاذلة يضعون وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء".
إرهاب متعمد
ولاقت مجزرة مليشيا الحوثي في مأرب تنديدا حكوميا وبرلمانيا واسع النطاق، حيث وصفت الهجوم بـ"المتعمد والعمل الإجرامي الخطير"، وشددت على ضرورة ألا يمر دون رد رادع باعتبارها من جرائم الحرب المكتملة وفقا للقوانين والاتفاقيات الدولية.
وشدد البرلمان اليمني، في بيان، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، على "ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية الوحشية وحماية المدنيين".
واعتبر البيان الهجوم أنه "عمل إرهابي" استهدف السكان الآمنين بالصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة بدون طيار، داعيا المجتمع الدولي ومنظمة حقوق الإنسان وكل المؤسسات الدولية المعنية وبرلمانات العالم لإدانة جرائم مليشيا الحوثي الانقلابية.
إلى ذلك، أكدت وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمنية أن مليشيا الحوثي تعمدت بإطلاق صاروخ باليستي لإلحاق الضرر الأكبر بالمدنيين وإسقاط العديد من الضحايا من خلال هجوم مباشر استهدف محطة للغاز.
واعتبر البيان هذا الحادث "عملا إجراميا خطيرا لا ينبغي أن يمر دون رد رادع كونها من جرائم الحرب التي نصت عليها اتفاقيات جنيف الأربع، والقانون الدولي الإنساني والشرعية الدولية".
كما يعد هذا الاعتداء دليلا قاطعا على رفض الانقلاب الحوثي لأي حلول سلمية تؤدي إلى حقن دماء اليمنيين وإعادة بناء دولتهم تضمن تعايش الجميع، بحسب البيان.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjI1NSA= جزيرة ام اند امز