بالصور.. أطفال اليمن: صُناع بهجة العيد
يعتقد اليمنيون أن "العيد.. عيد الأطفال"، وهي مقولة متداولة كلما حلت هذه المناسبة، في إشارة إلى الفرحة التي يعيشها الصغار بعفوية.
وإن كانت الحرب الحوثية قد نغصت على اليمنيين بهجتهم بالأعياد، إلا أن اليمنيين يرون في الأطفال ما يعوض تلك المنغصات، من خلال اندماجهم في تفاصيل الفرح والاستمتاع، كما أن العيد في اليمن، لا يُعرف إلا من خلال الأطفال، الذين منحوه طقوسًا متجددة، بحسب الباحث في الشؤون الاجتماعية في جامعة عدن، نزار الجاوي.
تبدأ طقوس العيد اليمني، بحسب حديث "الجاوي" مع "العين الإخبارية"، من الليلة التي تسبقه، حيث لا يمكن أن ينام الأطفال ليلة العيد في كل بيت، استعدادًا منهم لاستقبال هذا الضيف، فهم يتجنبون الاستسلام للنوم، الذي قد يفوّت عليهم تأدية صلاة الفجر في المساجد، ومن ثم الانطلاق منها صوب المصليات برفقة ذويهم وآبائهم وأمهاتهم لتأدية صلاة العيد.
ويقول الباحث في شؤون المجتمع اليمني: "الأطفال يتشبثون بملابسهم الجديدة منذ ليلة العيد، لذا فهم لا ينامون فرحًا وترقبًا لبزوغ فجره، للانطلاق مباشرة في تأدية طقوسه بشكل عفوي، مرتدين أبهى حلة".
زيارات لأجل العيدية
ويضيف نزار الجاوي: "بعد صلاة العيد في المصليات والساحات داخل المدن والقرى، يتوجه الأهل برفقة صغارهم إلى منازل ذويهم وأقاربهم بهدف الزيارة والتهنئة بالعيد السعيد، غير أن للأطفال وبراءتهم أهدافا أخرى إضافية من الزيارة، غير التهنئة، تتمثل في البحث عن العيدية، التي تمنح لهم من كبار العائلة".
والعيدية هي عبارة عن مبالغ مالية بسيطة تعطى للصغار، حتى ينطلقوا للعب في الحدائق وأماكن وجود الألعاب، وشراء الحلويات والمأكولات الخفيفة وغيرها.
ويضيف الأكاديمي والباحث اليمني أن بعض البيوت تمنح إلى جانب العيدية المالية بعض المكسرات والحلوى التي يتم تجهيزها قبل أيام العيد، وهي ما يطلق عليها في بعض مناطق اليمن بـ"الجعالة".
التدفق نحو الحدائق
عقب ذلك، يُفسح المجال للأطفال لإضفاء رونقهم وطابعهم المليء بالمرح والمتدفق بهجة وسرورا على أجواء العيد.
ويؤكد "الجاوي" أن الحدائق والساحات التي توجد فيها الألعاب تزدحم بالصغار، بالإضافة إلى الأمهات والآباء الذين يأخذون صغارهم إلى تلك الأماكن، للعب وممارسة الفرح بكل تفاصيله، ويشير إلى أنه هنا، وفي هذه المواقع، يتجسد العيد بأحلى تجلياته من خلال تنقل الأطفال وتبادل الألعاب، ويتسابقون على الأفضل منها والأكثر متعة.
ويستمر الصغار في التأرجح والاستمتاع حتى قبيل ظهيرة يوم العيد، وبالقدر الذي يكتفون فيه، حينها يعودون أدراجهم إلى منازلهم، وسرعان ما يستسلمون للنوم، بحكم سهرهم منذ ليلة العيد، وبعد ظهيرة العيد وعقب تناول وجبة الغداء، يخلد العيد للراحة سويعات قليلة، قبل أن تعود الساحات والحدائق لاستقبال الأطفال مرة أخرى عصرًا، حيث يكون عصر العيد بداية جديدة لزخم وفرحة جديدة تدوم حتى المساء، بحسب وصف الخبير الاجتماعي نزار الجاوي.