الصين وأمريكا في مفترق طرق.. عصر جديد من التوتر التجاري في حقبة ترامب
حذّر الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس الجمعة، من "انتشار الأحادية والحمائية"، مؤكداً أن "تجزئة الاقتصاد العالمي آخذة في التزايد"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الصينية شينخوا.
وقال شي إن العالم يدخل حقبة "اضطراب"، فيما نبّه نظيره الأمريكي جو بايدن من "لحظة تغيير سياسي كبير".
التصريحات جاءت خلال قمة مجموعة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) المنعقدة في عاصمة البيرو، ليما، وبعد إعادة انتخاب دونالد ترامب، بحسب ما نقلته AFP.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيسان، اليوم السبت، في ليما، وبشكل عام، اتسمت ولاية بايدن بتوترات مع بكين، لكنها أيضاً تضمنت الحفاظ على حوار ثنائي.
وفي كلمته التي شملت العديد من المواضيع، قال شي إن العالم "دخل مرحلة جديدة من الاضطراب والتحول".
كلمات الرئيسين تزامنت مع تصريحات أخرى لسفير الصين لدى واشنطن، إذ قال إن بلاده مستعدة لأن تكون شريكة وصديقة للولايات المتحدة، سعياً لتعزيز الحوار بين أكبر اقتصادين في العالم، وفق رويترز.
وأضاف السفير شيه فنغ في كلمة ألقاها في هونغ كونغ، أمس الجمعة، أمام مسؤولين صينيين والسفير الأمريكي لدى الصين، أن الصين "ليس لديها خطة" لتجاوز أو استبدال الولايات المتحدة.
وتسعى بكين إلى إعادة ضبط العلاقات مع واشنطن قبل عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الرئاسة في يناير/كانون الثاني المقبل.
رسوم جمركية في الطريق
كان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد تعهد بفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية تتجاوز 60%، لكن بكين والشركات الصينية تأمل أن تزعج سياساته الحمائية أيضا حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وآسيا، ما يعني منح الصين فرصة لزيادة نفوذها العالمي وتحسين العلاقات التجارية.
ودعا الرئيس الصيني "شي جين بينغ" أمس الجمعة، إلى رفض النزاعات الأحادية والحمائية لصالح العولمة الاقتصادية، وقال شي إن الشراكة الصينية الأمريكية ليست لعبة محصلتها صفراً، مضيفاً أن البلدين لديهما إمكانات كبيرة للعمل معاً في مجالات تشمل التجارة والزراعة والطاقة والذكاء الاصطناعي والصحة العامة.
من جانبه، قدّر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن العالم يواجه "لحظة تغيير سياسي كبير".
لكن الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته سيسلم زمام الأمور قريباً إلى الجمهوري ترامب الذي اختار متشددين ضد بكين في فريقه، ما يثير مخاوف من حروب تجارية جديدة مع الصين.
وخلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بحماية الصناعة الأمريكية، وهدد بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 10 إلى 20% على جميع المنتجات المستوردة، بينما سيخص المنتجات الصينية بجمارك تصل إلى 60%.
تاريخ حرب ترامب التجارية
خلال ولايته الأولى بين 2017 و2021، أحدث ترامب اضطراباً عميقاً في العلاقات الاقتصادية مع الصين من خلال شن حرب تجارية لإجبار بكين على شراء منتجات أمريكية وإعادة التوازن لميزان التبادل التجاري.
عادة ما تواجه بكين اتهامات بالتدخل في سعر العملة بخفضها لإعطاء ميزة سعرية إضافية لصادراتها، لكن الرئيس الصيني تعهد في ليما، بمواصلة سياسات التحرير الاقتصادي التي من شأنها "فتح أبواب الصين على نطاق أوسع أمام العالم".
وافتتحت قمة "أبيك" الجمعة باجتماع غير رسمي بين رؤساء الدول والحكومات في غياب الرئيس الصيني الذي وصل إلى البيرو الخميس مثل نظيره الأمريكي وزعماء آخرين.
ويشارك زعيما القوتين العظميين، الصين والولايات المتحدة، في قمة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) التي تجمع حتى السبت 21 دولة، تمثل 60% من الاقتصاد العالمي.
وقالت رئيسة البيرو دينا بولوارتي: "من الضروري تعزيز التعاون الاقتصادي بين اقتصادات أبيك"، مضيفة أن المجموعة يمكن أن تعزز "التعاون المتعدد الأطراف في سياق تؤدي فيه التحديات المختلفة التي نواجهها إلى زيادة مستويات عدم اليقين مستقبلا".
وتأسست "أبيك" عام 1989 وهي تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي والتعاون والاستثمار في منطقة المحيط الهادئ. ومن بين أعضائها اليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا، وأستراليا والمكسيك وروسيا.
aXA6IDMuMTQ1LjE3NS4xOTUg
جزيرة ام اند امز