الصين تقود المبادئ الأخلاقية في مجال الذكاء الاصطناعي
الصين تعمل على اللحاق بالركب في تطوير المبادئ التوجيهية الأخلاقية في مجال الذكاء الاصطناعي، مع إنشاء لجنة أخلاقيات خاصة
تعمل الصين على اللحاق بالركب في تطوير المبادئ التوجيهية الأخلاقية بمجال الذكاء الاصطناعي، مع إنشاء لجنة أخلاقيات خاصة.
وحسب ما ذكرته شبكة أخبار الصين، يقود اللجنة التي عقدت مؤتمرها الأول العام الماضي، تشن شياو بينج - مخترع فتاة الروبوت الصينية "جيا جيا" الأكثر محاكاة للبشر، والتي يطلق عليه اسم "آلهة الروبوتات".
وقال تشن، وهو أيضاً مدير مختبر الروبوتات التابع لجامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين، إن الذكاء الاصطناعي في الصين تطور إلى حد أصبحت فيه المبادئ التوجيهية الأخلاقية ضرورية لمعالجة المخاطر المحتملة في التطبيقات واسعة النطاق.
وقال: "إذا كانت التكنولوجيا بعيدة المنال، فلن تكون هناك حاجة للحديث عن أبحاث الأخلاقيات، ولكن هناك أهمية كبيرة لمثل هذه التوجيهات، نظراً للتطور السريع التي تشهده تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي ستجتاح العالم في السنوات الـ10 أو الـ20 المقبلة".
وتم اختيار "تشن" لإنشاء لجنة الأخلاق من قبل الرابطة الصينية للذكاء الاصطناعي، وهي الهيئة الوحيدة المتخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي على مستوى الدولة.
وستشمل مناقشات اللجنة، التي من المقرر أن تجتمع مرة أخرى في مايو/أيار المقبل، خبراء متخصصون في مجالات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى خبراء في علوم الاجتماع والقانون.
وقال "تشن": "سنعمل من خلال تلك اللجنة الأخلاقية على مناقشة المخاطر التي قد تحدثها هذه التقنيات، فضلاً عن التدابير الوقائية التي يمكننا اتخاذها".
وتبحث اللجنة في قطاعات مثل "خصوصية البيانات، تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الطب، المركبات ذاتية القيادة، تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع رعاية كبار السن".
وتعد الخصوصية مجالاً آخر من مجالات الاهتمام العام في الصين، حيث يتم بالفعل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعرف على الوجه في محطات مترو الأنفاق وعبور المشاة وبعض محلات السوبر ماركت، حتى أن التكنولوجيا ساعدت الشرطة في القبض على المجرمين أثناء هروبهم في الحفلات الموسيقية.
ولطالما نوقشت أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في بلدان أخرى، ففي أوروبا، على سبيل المثال، أصدر فريق الخبراء الرفيع المستوى التابع للاتحاد الأوروبي والمعني بمصادرة الذكاء الاصطناعي المسودة الأولى للمبادئ الأخلاقية الخاصة به في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويناقش مشروع الاتحاد الأوروبي مفهوم "الذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان"، والذي "يسعى إلى ضمان أن القيم الإنسانية تأتي دائماً في الاعتبارات الأساسية"، وهذا يعني أن "تطويره ونشره واستخدامه يجب أن يتوافق مع الحقوق واللوائح المعمول بها، وكذلك احترام المبادئ والقيم الأساسية، ويجب أن تكون قوية وموثوق بها من الناحية الفنية".
والمشروع مفتوح للتعليق حتى 18 يناير/كانون الثاني الجاري، وسيقدم فريق الخبراء إرشاداته النهائية إلى المفوضية الأوروبية في مارس/آذار المقبل.
وقال "تشن" إنه لم يكن هناك الكثير من التركيز في الصين على أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، لكنه كان يأمل في أن يتمكن، مع المزيد من المناقشات، من إثارة انتباه الناس في الأوساط الأكاديمية والصناعية.
وأشار إلى الزيادة في الاهتمام بالأخلاقيات للهندسة الطبية الحيوية في نهاية العام الماضي، مدفوعًا بأخبار أول توأمان من تحرير الجينات في العالم.
ومنذ أن فاجأ العالم الصيني هي جينكوي، ومقره في شينزين، العالم بإعلانه عن الاختراق المثير للجدل، قامت سلطات شنتشن بتشديد عملية المراجعة الأخلاقية للأبحاث الطبية الحيوية التي تشمل البشر بمجموعة من اللوائح المحلية الخاصة بها.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4yMyA= جزيرة ام اند امز